الريتينول: المكوّن السحري لتنقية البشرة ومحاربة التجاعيد

الريتينول, Retinol, التجاعيد ومحاربتها, العناية بالبشرة, البقع

08 ديسمبر 2013

تتطلّب المحافظة على البشرة النضرة اليافعة متابعة دورية وعناية روتينية بأفضل المستحضرات والكريمات التي من شانها أن ترمّم خلايا البشرة التعبة وتحفّز تجدّدها للحصول على الإشراقة والصفاء...وقد إستخدمت مؤخراً مادة «الريتينول» كمكوّن أساسيّ في أغلب التركيبات لمختلف الكريمات وأثبتت جدارتها عبر نتائج ملموسة وفعّالة.
تبدأ معالم الشيخوخة المبكرة بالظهور على شكل تجاعيد صغيرة حول العينين والفم وعلى العنق. وتزداد تدريجاً البقع والتصبّغات في الوجه ويتدنى مستوى إنتاج الكولاجين والإيلاستين لتبدو البشرة تعبة. أمّا الآن، وبفضل المستحضرات الطبية-التجميلية الحديثة التي تحتوي على الريتينول، فأصبح بإمكان كلّ سيّدة محاربة «شبح الشيخوخة» والتقليل من مفاعلها السلبية. فما هي هذه المادّة التي قد يصنّفها البعض «سحريّة»؟ وهل صحيح أنها العدوّ اللدود لمختلف التجاعيد والبقع الجلدية؟



الريتينول شكل من أشكال الفيتامين -أ- ويُعتبر مكمّلاً غذائياً مهماً في الرعاية الصحية والجلدية. تدخل مادة الريتينول في عدد لا يُستهان به من تركيبات المستحضرات الخاصة بالبشرة في عالم التجميل. وقد بات مستعملاً بكثرة في العلاجات الطبية-التجميلية لما يعطيه من نتائج مُرضية. قد يسمّيه البعض المادة «المدهشة» الكفيلة بالقضاء على مختلف المشاكل التي قد تبرز على البشرة. لكن يؤكّد الأطباء أنه واحد من سلسلة علاجية وقائية للحفاظ على البشرة اليافعة الخالية من الشوائب.
تعرض الدكتورة مي حداد تابت، إختصاصية في الأمراض الجلدية والتجميلية عن مادة الريتينول، وأهمّ فوائدها على البشرة. كما يشرح السيد اندريه ضاهر، إختصاصي مساعد صيدلة، أهمية معرفة شراء الكريم المناسب وكيفية تطبيقه للحصول على النتيجة المرجوّة.


فوائد الريتينول

تقول تابت: «للريتينول منافع عديدة للبشرة. فهذه المادة تُستخدم في الكريمات الطبية-التجميلية وتعمل على تنقية البشرة من الشوائب وتجديد الخلايا. وهي من المواد القليلة التي يمتصّها الجلد كاملة، لتعطي بالتالي نتائج حميدة، إذ تدخل إلى العمق وتحفّز الخلايا على التكوّن والتجدّد والتنظّم. كما وأنها تساعد على التخفيف من مظاهر الشيخوخة المبكرة، لأنها تحارب ظهور التجاعيد. من جهة أخرى، مادة الريتينول فعّالة جداً لمكافحة البقع السوداء والكلف في الوجه».
تضيف: «تعتبر هذه المادة مهمّة لأنها تساعد في تجدّد خلايا الجلد وتساهم في بناء العظام. كما ويتمّ دمجها مع مواد مضادة للأكسدة لإفادة البشرة وإزالة السموم والشوارد الحرّة Free Radicals وخلايا الجلد الميّتة، إضافة إلى الوقاية من حبّ الشباب. كما أنّ الكريمات التي تحتوي على هذه المادة تعزّز إنتاج مادتي الكولاجين والإيلاستين في الجلد، دون التسبّب بأيّ ضرر. فالريتينول يذوب في الدهون، وتمتصّه البشرة بالتالي بفاعلية كبرى».
يفضّل أطباء الجلد أن تُستخدم مادة الريتينول في تركيبات المستحضرات لتطبيقها على البشرة بشكل كريم لأنها تعطي عندئذِ أفضل النتائج. كما أنه يمكن تناول جرعات إضافية من فيتامين الرتينول أسيد، لكن لا بدّ من المتابعة الطبية الدورية وإجراء بفحوص دم مخبرية لأنّ هذه الفيتامينات قد تؤثر على معدّلات الكوليستيرول والتريغليسيريد في الجسم.


عناية وعلاج

تقول الدكتورة تابت: «نستعين بالكريمات التي تحتوي على مادة الريتينول على الوجه والرقبة ولكن بتركيز خفيف 0.1-0.2 للعناية الروتينية المنتظمة وللحفاظ على نضارة البشرة. وكلّما كان تركيز المادة أقوى في المستحضر0.3-0.5، إتجهنا نحو علاج تقشير البشرة لتجدّد الخلايا. يتمّ التقشير مساءً لمدّة أسبوع فقط، وبعد الPeeling الطبيعي، نحصل على بشرة مشرقة نقيّة وخالية من الشوائب والبقع والتجاعيد الصغيرة».
تضيف: «لاستخدام منتجات الريتينول بعض التأثيرات التى تدل على أن المنتج بدأ يعمل على تجديد البشرة. هذه التأثيرات تراوح بين الاحمرار الخفيف والإحساس بالحريق أو بالوخز الخفيف» لكن في حال ازدياد هذه التأثيرات، يمكن المباعدة بين فترات الإستخدام أو التوقف عن إستخدام المنتج لبضعة أيام، ومن ثم العودة لإستخدام الريتينول مع تقليل مرات الإستخدام اليومي أو يوماً بعد يوم.


عواقب الإستعمال

يؤكّد ضاهر أن «لا ضرر يتأتى من جرّاء إستعمال مستحضرات طبية تحتوي على مادة الريتينول. ولعلّ الأمر الوحيد المزعج هو التقشير الناتج عنه عند إستعماله بتركيز قويّ. أمّا الجرعات الإضافية، فقد تسبّب صداعاً أو إرتفاعاً لمستويات الكوليستيرول والتريغليسيريد في الدم».
من الأفضل أن تتجنّب المرأة الحامل إستعمال كريمات بتركيبة الريتينول، لأنّ هذه المادة تدخل إلى عمق البشرة، وقد تؤثر بالتالي على تكوين الجنين. كما يجب الإبتعاد عن أشعة الشمس المباشرة عند إستعماله، لأنّ مفعوله يستمر 24 ساعة. لذا، من المفضّل إستخدام الواقي من الشمس على الدوام.


نصائح قبل الإستعمال

يؤكّد ضاهر: «قبل إختيار كريم الريتينول المناسب، يجب التنبيه الى أنّ هذه المادة قد تسبب تحسس البشرة. لذلك يُنصح البدء بكمية قليلة كل يومين أو ثلاثة، ثم يمكنك زيادة الكمية تدريجاً مع مرور الوقت». يتابع: «تحتوي الماركات المختلفة التي تصنّع هذا الكريم على نسب مختلفة من مادة الريتينول. من هنا، يجب قراءة المكونات قبل شراء الكريم لمعرفة نسبة الريتينول الموجودة فيه. إضافةً إلى ذلك لا بدّ من قراءة المكونات الأخرى الموجودة مع الريتينول، مثل حمض الهيدروكسيل وفيتامين سي اللذين يعملان بشكل رائع مع الرتينول لإخفاء الخطوط والتجاعيد من البشرة».


حقائق مثبة عن الريتينول

- الريتينول منتج رائد وفعال في مجال العناية ومكافحة شيخوخة البشرة ومختلف مشاكلها.
- الريتينول يساعد على تجديد الخلايا، وزيادة الكولاجين والإيلاستين، وبالتالي يقلل ظهور التجاعيد والخطوط الرفيعة، مما يعطي البشرة نعومة وإشراقاً وشباباً.
- الريتينول يعمل عن طريق تسريع معدل التقشير والتخلص من خلايا الجلد الميتة بالطبقة السطحية. وفي الوقت نفسه يعجّل في نمو خلايا الجلد الجديدة، مما يظهر الخلايا الطرية في الطبقة التالية وهي دائماً أكثر نعومة و صفاء.
- يعمل الريتينول أثناء النوم للتقليل من علامات شيخوخة البشرة. كما يعمل على تجديد خلايا البشرة وإزالة التصبغات للوصول لبشرة صافية ومشدودة أكثر وناعمة، والقضاء على التأثير الضار للجزيئات الحرة التي تسبب حدوث التجاعيد والخطوط الرفيعة. كما يغذّي البشرة ويرطّبها.
- أثناء النوم، تتمّ تغذية البشرة، ويُعمل على تقليل العلامات المرئية لشيخوخة البشرة. ومع الاستخدام اليومي تختفي التجاعيد والخطوط الدقيقة و تبدو بشرة الوجه والرقبة أكثر نعومة وأكثر إشراقاً وأصغر سناً.


أنواع البشرة
مشكلات وحلول 

البشرة الدهنية
قد تكون البشرة الدهنية من أكثر أنواع البشرة التي تواجه المشكلات. لكن عند صيانة هذا النوع من البشرة بشكل مناسب، يمكنها أن تكون فعلاً ساحرة وخاطفة للأنفاس. ولعل أبرز المشكلات التي تواجهها هذه البشرة، مظهرها الباهت والخشن والمسام المتسعة والظاهرة، بسبب فرط إنتاج المادة الدهنية فيها، مما يفضي إلى الطلة اللماعة الدهنية. كما تعاني البشرة الدهنية من حب الشباب والبثور السوداء والبثور البيضاء والبقع الداكنة.
للحفاظ على جمال البشرة الدهنية، لا بد أولاً من تناول الغذاء الصحي المشتمل على الكثير من الخضر والفاكهة النيئة، وتفادي الأطعمة الدهنية والوجبات السريعة. ولا بد أيضاً من إبقاء الوجه نظيفاً للحؤول دون أي فرط في الإفرازات الدهنية.

البشرة الجافة
ليست البشرة الجافة أفضل حالاً من البشرة الدهنية، وهي تسوء حالاً في أشهر الشتاء وعند انخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ، مما يجعلها في وضع حرج فعلاً في حال عدم الاهتمام بها كما يجب.
تكشف البشرة الجافة عموماً عن تركيبة ناعمة مع مظهر باهت. لكن عند النظر إليها عن كثب، يمكن ملاحظة بعض المساحات المتقشرة أو الكثيرة الحبوب، لاسيما حول زوايا الفم والعينين والجبين. وفي حال إهمال هذا الجفاف، تتكوّن التجاعيد وتصبح البشرة أكثر حساسية مع التقدم في العمر.
إذا كانت بشرتك جافة، لا تستخدمي الماء الساخن جداً أثناء الاستحمام. ولا تهملي أبداً مرحلة كريم الترطيب المغذي للبشرة. ربتي البشرة بنعومة بعد الاستحمام وغلفيها بطبقة من الكريم المرطب.

البشرة المختلطة
تجمع هذه البشرة بين إيجابيات وسلبيات البشرة الدهنية والبشرة الجافة على حد سواء. فالبشرة المختلطة تكشف عموماً عن مسام كبيرة، ولمعان دائم، وبثور على البشرة، خصوصاً في مساحة الجبين والأنف والذقن، أي تماماً مثلما تفعل البشرة الدهنية. من جهة أخرى، تكشف البشرة الدهنية أيضاً عن خصائص البشرة الجافة، أي الحكاك، والتقشّر، والاحمرار في الوجنتين.
إذا كانت بشرتك مختلطة، إعلمي أن الهرمونات تؤثر بشكل كبير ومباشر في مظهر بشرتك. لكن في الإجمال، حافظي على نظافتها على الدوام للحؤول دون التهاب المساحات الدهنية. إبحثي أيضاً عن المرطب المثالي لك. قد يكون هذا الأمر صعباً نوعاً ما لأن كل بشرة مختلطة لها درجاتها الخاصة من الجفاف والإفرازات الدهنية فما إن تعثري على كريم الترطيب المناسب لك، لا تبدليه أبداً.
استخدمي أيضاً الكمية المناسبة من كريم الترطيب حسب تفاعل بشرتك مع الظروف المناخية. فالكثير من الترطيب يسبب المشاكل في المساحات الدهنية، فيما القليل من الترطيب يسبب المشاكل في المساحات الجافة.