المصمم السعودي حاتم العقيل

مقابلة, أزياء رجالية, ألبسة رجالية, حاتم العقيل

23 سبتمبر 2009

من يدخل بوتيك «ثوبي» يشعر بأنه يقف بين حقبتين مختلفتين من خلال تصاميم الأثواب التي تمزج بين روح الشرق العربي، بعراقته وأصالته، وبين الموضة الغربية المعاصرة التي تمتزج فيها الألوان في إطار التطوير والحداثة. ومن يشاهد هذه الأثواب يؤكد أنه يقف بين أعمال المصمم السعودي حاتم العقيل الذي التقته «لها» ليخبرنا عن النجاحات التي حققها عرضه الأخير ضمن «أسبوع الموضة» في دبي.

- من سحر الغرب الذي عشته خلال سنوات الدراسة في أوروبا وأميركا وصولاً إلى عراقة التقاليد الشرقية. ماذا أعطتك هذه التجربة؟
تخرجت من أميركا في مجال الإتصالات والتسويق وعملت على دراسة الموضة والأزياء لسبب تعلقي بهذا المجال منذ الصغر. عدت الى السعودية من سبع سنوات وتخصصت في مجال التسويق. من سنة تقريباً بدأت العمل على إنشاء بوتيك «ثوبي» لأقدم خطوط الموضة التي جمعتها خلال سفري وتنقلي بين أميركا والدول الأوروبية خلال سنوات الدراسة. وتجربة الغرب والشرق هي التي كونت شخصيتي التي امتزجت بين معاصرة الغرب وتقاليد الشرق، فأنا أعتبر نفسي مزيجاً بين تفكير زمنين وحضارتين مختلفتين هما الغربي الأوروبي والتفكير السعودي. فما أخذته من هذه التجربة هو دافع قوي لاستثماري في مجال الأزياء وتحديداً تصميم الأثواب.

- دمج التراث مع الموضة المعاصرة  نهج جديد في عالم تصميم الأثواب التقليدية. ما الذي استطعت تقديمه من خلال هذا الدمج؟
ما لاحظته أن الثقافة الشرقية لم تعد تتمثل فقط في ارتداء الأثواب، إنما شباب اليوم يفضلون إتباع الثقافة الغربية في ارتداء الملابس الكاجوال المريحة والعصرية. في الوقت نفسه ثقافة الشرق تمر بمرحلة انتقالية، والشباب يريدون التغيير والتطوير لذلك حاولت تلبية رغباتهم بالخلط بين ثقافة الغرب والشرق، عن طريق إدخال الصديري مع ملابس الكاجوال، بالإضافة إلى تصميم البدلة الحديثة التي يمكن ارتداؤها في العرس بدلاً من المشلح. إرتأيت أن أجعل الشاب يعبر عن نفسه من خلال دمج الأثواب التقليدية بطريقة عصرية وحضارية، وهو هدفي الأساسي من خلال هذه الأثواب.

- الثوب السعودي هو رمز تقليدي منذ زمن طويل. ما الجديد الذي استطعت إضافته إلى ذلك الرمز وميّزك عن غيرك؟
بفضل عقليتي كشخص سعودي عاش فترة طويلة من حياته في الخارج لكنه مازال مدركاً لثقافة بلده ويحترم تقاليده وعاداته الشرقية، إضافة إلى قدرتي والخبرة التي اكتسبتها خلال تعاملي مع الكثير من الماركات العالمية، أشعر بأنني نجحت في التعبير عن نفسي بطريقة خاصة جعلتني ألمس تقبل المجتمعات العربية والخليجية والأهم المجتمع السعودي  بطريقة واضحة ومميزة. وذلك من خلال العرض الأخير الذي تم في دبي ضمن «أسبوع الموضة»، وكان هناك الكثير من التشجيع والمدح من العرب والأجانب حيث تضمن العرض لمجموعة أثواب ذات طابع تقليدي وحديث وذلك من خلال دمج حضارة الشرق بالغرب مع المحافظة على الطابع الشرقي.

- ما هي الأقمشة التي تعتمد عليها في تصاميها؟
استخدم القطن خاصة في الدقلات سواء القطن الإيطالي أو القطن الياباني إضافة إلى قماش التيترون الذي أستخدمه لتصميم ثياب حديثي الولادة.  

- من هي الفئات التي تقبل على هذه الأنواع من الأثواب؟
في الحقيقة تتراوح أعمار الشباب المقبلين على هذه النوعية من الأثواب بين 15 سنة و 35 سنة لكني بدأت ألاحظ أن حتى الرجال من أعمار 40 سنة فما فوق باتوا يقبلون على نوع الأثواب الحديثة. خلال وجودي في البوتيك رأيت الإقبال الشديد من المجتمع السعودي بكل فئاته وأعماره وهي بادرة جميلة من المجتمع السعودي الذي نجد أنه بات مقتنعاً بتجربة الحديث والغريب.

- إرضاء جميع الأذواق غاية لا تدرك، كيف تتعامل مع هذا الاختلاف؟
لدي في الحقيقة أربعة طُرز مختلفة في التشكيلة الحالية أولها الطراز البوهيمي أو غير التقليدي والذي يتألف من التطريز والزخرفة المعاصرة ويتميز بتطريز خاص وحديث ومختلف في الوقت نفسه، كما حاولت فيه الابتعاد عن التطريز التقليدي الذي أعتقد أنه استهلك كثيراً. أما الطراز الكلاسيكي فيأخذ شكل القميص الأبيض الذي نرتديه مع البدلة، لكنني حوّلته إلى ثوب، وهذا الخط وجد إقبالاً كبيراً من موظفي البنوك ورجال الأعمال وغيرهم مع إضافة بعض الإكسسوارات عليه كربطة العنق، وهي اختيارية حسب ذوق الزبون. الطراز الثالث هو الترند والذي يركز على الموضة العالمية وهو نتاج ما جمعته خلال سنواتي في حقل الأزياء وكل ما أحببته من تصاميم مختلفة. أما الطراز الرياضي الذي أستخدم فيه رقم سبعة فمرغوب لدى الصغار والكبار، وأفضل  الرقم سبعة لتفاؤلي به.