إبنتها فاطمة غالي... مجوهرات عزة فهمي

تصاميم راقية, مجوهرات, أحجار كريمة, عزة فهمي, ريهانا, نعومي كامبل, التراث العربي

17 مايو 2010

«الحب» و«الوصال» و»العشق» و«البركة» و«السعادة»، عناوين اختارتها مصممة المجوهرات عزّة فهمي لتصاميمها، لتوصل الرسالة التي تسعى إلى نشرها من خلال هذه التصاميم. كل قطعة تحمل معها رسالة وقصة وتعكس حضارتنا التي تسعى عزة فهمي جاهدةً إلى نشرها في العالم عبر تصميمها للمجوهرات. تخصصت في الهندسة الداخلية، لكن سرعان ما شعرت بأنه ثمة ما يشدها إلى تصميم المجوهرات. لم تختر الطريقة التقليدية لصقل موهبتها، بل تتلمذت على يد أحد الصائغين في سوق «خان الخليلي» العتيق في القاهرة حيث تنتشر حرف من هذا النوع. فكانت أول امرأة تختار مهنة لطالما اعتبرت حكراً على الرجل. سعيها الدائم إلى التطور، لم يقدها إلى التخلي عن رسالتها الهادفة إلى الحفاظ على التراث العربي والحضارة المصرية. وقد اختار المشاهير من مجوهراتها، ولعلّ القصة التي تحملها معها كلّ قطعة تشكل عنصر جذب للكثيرين. عن بداية عزّة فهمي وأفكارها ومصادرها وحيها وعشقها لعملها، تحدثت ابنتها فاطمة غالي التي تعنى بالجانب التسويقي، فيما أخذت شقيقتها أمينة عن والدتهما عشق تصميم المجوهرات.

- كيف كانت البداية في تصميم المجوهرات؟
درست عزّة فهمي هندسة الديكور لكنها كانت ترى أن ثمة ما يشدها باتجاه تصميم المجوهرات. قصدت عندها خان الخليلي المعروف بالتنفيذ الحرفي للمجوهرات، وتدربت مع أحد الصائغين في السوق. وكانت، في ذاك الوقت، أول امرأة تقوم بهذه المبادرة.

- يستغرب ألا تكون عزة فهمي قد درست هذا المجال في الجامعة بل على يد صائغ في سوق خان الخليلي.
أرادت أن تعمل في هذا المجال على طريقتها بطريقة حرفية تقليدية. لكن في الوقت نفسه، بعد فترة عادت وصقلت موهبتها وتخصصت في الجامعة.

- تميل مجوهراتكم إلى الأسلوب الشرقي والإسلامي، وتحديداً المصري، كيف اختارت هذا الطابع والتزمت به؟
من البداية، وجدت عزّة فهمي نفسها تستعمل أشياء لها علاقة بالتراث المصري. فبدأت تستوحي من المنازل على ضفاف النيل ومن المساجد والكنائس. حتى أنها أبدت اهتماماً بالشعر العربي الذي صارت تستوحي منه وتتثقف منه وتصمم بالاستناد إليه. لكن في الوقت نفسه، المجوهرات لا تحمل طابعاً إسلامياً بل تعبّر عن تراثنا وحضارتنا.

- ألا يضع التزامها بالطابع الشرقي والتراث المصري حدوداً أمامها في تصميم المجوهرات؟
على العكس، تراثنا غني جداً إلى درجة نجهلها ومهما فعلنا لا نعطيه حقّه. تستوحي عزة من أمور يصعب تصوّرها. لكن هذا دليل على الغنى في تراثنا. والتزامها بهذا الأسلوب يعطي للمجوهرات التي تصممها هوية، حتى أن كل من يرى هذه المجوهرات يعرف مباشرةً أنها من توقيع عزّة فهمي.

- يلاحظ من يرى مجوهرات عزّة فهمي أن في كل قطعة منها رسالة. ما الرسائل التي توصلها من خلال مجوهراتها؟
كل قطعة من مجوهرات عزّة فهمي تحمل في طيّاتها رسالة سواء بالكلام أو بالزخارف التي فيها. نقوم بالعديد من الأبحاث قبل تقديم أي مجموعة. هي ثقافة بذاتها. وكل مجموعة تحمل مواضيع عدة. ففي إحدى المجموعات، قدّمنا رموزاً متنوعة من العالم العربي. بشكل عام، الرسالة التي تريد أن توصلها عزّة فهمي هي عن حضارتنا لتنقلها بصورة لا تنسى ليعرف الكل كم هي غنية. توجد الكثير من القطع التي كتبت عليها كلمات ك«السعادة» و«المودة»، فكلّها جزء من الرسالة.

- هل يسهل نقل الحضارة العربية والتراث المصري بطريقة معاصرة تناسب الأذواق في أيامنا هذه؟
تعاملنا مع مصمم المجوهرات البريطاني جوليان ماكدونالد لنتمكن من نقل حضارتنا بطريقة معاصرة لنصدرها إلى العالم بما يتناسب مع مختلف الأذواق في أيامنا هذه. صحيح أن للوحي أهمية كبرى لكن التطور يتطلب الكثير من الجهد والمثابرة والبحث. لذلك نتعامل مع مصممين عالميين لنطوّر ونتماشى مع التطوّر ونصدر مجوهراتنا إلى الخارج ونحقق انتشاراً واسعاً.

- ما مصدر الإلهام لعزّة فهمي عندما تصمم مجوهراتها؟
قد تستوحي عزّة فهمي من أبسط الأشياء كالمبنى أو المسرح أو الشعر...خصوصاً أنه في حضارتنا مساحة كبير للوحي والإلهام.

- ما المعادن التي تستعمل والأحجار المعتمدة للمجوهرات؟
نستعمل الفضة والذهب كمعادن، مع الأحجار شبه الكريمة. مع الإشارة إلى أن التصميم هو الأهم ولا تكمن قيمة القطعة في المعدن المعتمد.

- ألم تواجه عزّة فهمي صعوبات كامرأة تعمل في هذا المجال، في وقت لا تكثر فيه النساء اللواتي يعملن فيه ويبرعن؟
عندما تحب عزّة فهمي شيئاً تنسى نفسها ولا تشعر بالوقت. تعطي نفسها من أجل عملها، وهذا سر نجاحها. تعمل طوال الوقت على تطوير نفسها فهي تعشق هذا المجال، الذي لا يشكل مهنة بالنسبة لها بل هو حياتها. هي ترى في كل شيء «مجوهرات». لذلك تمكنت من مواجهة كل الصعوبات وتخطتها لشدة عشقها لتصميم المجوهرات.

- من ينفذ مجوهرات عزّة فهمي؟
لدينا ورشة عمل من الموظفين الذي يعملون على طريقتنا الخاصة لأننا نعتمد تقنية معينة لم يعد أحد يستعملها في أيامنا هذه.

- هل تجدون إقبالاً من الغرب على مجوهرات عزة فهمي، خصوصاً أنها تحمل طابعاً شرقياً ما قد لا يتناسب مع الذوق الغربي؟
نجد إقبالاً من الغرب على مجوهرات عزة فهمي، لكننا نطمح إلى المزيد. في الوقت نفسه يجب أن نعرف ما يناسب الذوق الغربي لنقدمه لهم ليعتادوا شيئاً فشيئاً على أسلوبنا في التصميم ويتقبلوه. لكن بشكل عام، يحبون هذا الأسلوب لأنه مختلف.

- هل تصمم عزة فهمي لأفراد بحسب الشخصية؟
تعشق عزة فهمي أن تصمم المجوهرات لأفراد بحسب الشخصية. وتعتبر في هذا تجربة مميزة كونه يتطلب الكثير من الدقة والوقت.

- هل من شخصيات معينة عالمية أو عربية تحلم عزة فهمي أن تصمم لها المجوهرات؟
سبق أن وضعت نجمات مجوهرات عزة فهمي كعارضة الأزياء البريطانية Naomi Campbell والمغنية Rihana، إذ تشعر النجمات بانجذاب نحو هذا النوع من المجوهرات.

- بدأت تعرض مجوهرات عزة فهمي في بيروت، ما سبب وقوع اختياركم على العاصمة اللبنانية؟
في الواقع، نشعر أننا تأخرنا في الحضور إلى بيروت كونها أهم عواصم العالم العربي في الفن والموضة. لذلك نجد انه من المهم أن يكون لنا مركز بيع في بيروت. وقد اخترنا صالة Designer-s Entourage وجئنا لمناسبة افتتاحها.

- اتجهت وشقيقتك إلى عالم تصميم المجوهرات. هل اخترتما هذا العمل لأنكما ابنتا عزّة فهمي أم تملكان فعلاً موهبة فطرية؟
كبرت وشقيقتي في أجواء المجوهرات، وأحببنا هذا المجال في العمق، وكان من الطبيعي أن نميل إليه. لم يفرض أحد علينا هذا الاختيار. اختارت شقيقتي تصميم المجوهرات أما أنا فأعمل في التسويق. وهدفنا أن نؤمن استمرارية هذا العمل الذي بدأت به والدتنا ونتابع مسيرتها، وهي طبعاً تتمنى ذلك.

- اليوم بعد أن انتشرت أعمالها واتسع مجال عملها، إلى أي مدى تتدخل عزة فهمي في العمل؟
حتى الآن لا تزال عزة فهمي تتدخل في كل التفاصيل المرتبطة بالعمل. هي تعمل بنفسها وتشرف على إتمام العمل.