مصممة الأزياء الكويتية هيا الحوطي

حقوق المرأة, فستان / فساتين, جون غاليانو, الألبسة الجاهزة, مصممة أزياء, قضية / قضايا المرأة, فستان زفاف /عرس, هيا الحوطي, برنامج إجتماعي تلفزيوني

27 يوليو 2010

اختارت مصممة الأزياء الكويتية هيا الحوطي  مهنة بعيدة عن اختصاصها، لكن قريبة منها كونها عاشت في أجواء طغى عليها الفن والرسم. عشقها لهذه المهنة ساهم بنجاحها في الدول العربية وفي أوروبا والعالم. وها هي اليوم تعمل على تحقيق المزيد من الانتشار في عالم الموضة والأزياء في الوطن العربي،  انطلاقاً من بيروت التي تعتبرها أرض الموضة. إلى جانب عملها في الأزياء، تعمل جاهدةً على الدفاع على قضايا المرأة، ولعلّ سعيها الدائم لتحقيق النجاح في تصميم الأزياء ليس إلا جزءاً من ذلك كونها من أولى مصممات الأزياء في الكويت. تسعى باستمرار لإثبات وجودها كامرأة لتثبت أن المرأة قادرة على تحقيق أهم النجاحات. وبالنسبة لها، ثقة المرأة بنفسها تشكل نصف جمالها. وضمن مسيرتها الهادفة إلى الدفاع عن قضايا المرأة، اتجهت إلى مهنة تبتعد عن عملها الأساسي، إذ تقدم اليوم برنامج»سوالف» الإجتماعي. في هذا اللقاء، تحدثت عن بداياتها وعن سعيها لتحقيق المزيد من النجاحات والإنتشار وعن أسلوبها الجريء والغريب في التصميم لتتميز المرأة بتصاميمها، لأن المرأة التي تخشى الجرأة لا يمكن أن تتميز وتبقى كغيرها من النساء.

- كيف بدأت العمل في تصميم الأزياء وما الصعاب التي واجهتها كونك امرأة في مجتمع شرقي لا تكثر فيه مصممات الأزياء؟
في الواقع تخصصت في الجامعة في مجال التربية لكن بعد انتهاء دراستي توجهت إلى تصميم الأزياء، خصوصاً أني لطالما عشت في أجواء يطغى فيها الفن كون أبي رساماً. افتتحت محترفاً لي عام 2004، لكن وجدت صعاباً في البداية كامرأة تعمل في تصميم الأزياء، إذ أننا لم نكن نجد في الكويت امرأة تعمل في هذا المجال. أردت أن أنقض هذه الفكرة وأن أثبت أني قادرة على العمل بمهارة وفن. حالياً نجد أن مهنة تصميم الأزياء منتشرة ويزاولها رجال ونساء على حد سواء. ثمة مواهب كثيرة بين النساء في مجتمعنا لكن المشكلة انه لا تعطى لنا، كنساء، الفرص لإثباتها. ومن العام الماضي أصبحت الكويت أكثر انفتاحاً ولدينا وزيرات ونائبات. وشخصياً أؤيد أن تحارب المرأة لتثبت نفسها في كل المجالات.

- كيف يتميّز أسلوبك في ظل كثرة المصممين البارعين في الوطن العربي؟
تصاميمي تميل إلى البساطة لكن الجرأة موجودة فيها لجهة الفكرة الغريبة والجديدة التي أعمل عليها دائماً. تتميز تصاميمي بالصرعة حيث ترتدي المرأة قطعة بسيطة تحتوي على فكرة وقصّة. برأيي من يريد التمايز يجب ألا يخجل مما هو جديد، سواء كان مصمماً أو امرأة ترتدي التصميم. يجب ألا نقدّم ما يملكه الكل. ثمة فكرة جديدة وحركة مميزة في تصاميمي لأنني أعتقد أن المرأة التي تلبس كغيرها لا يمكن أن تتمايز.

- لكن يلاحظ من يرى تصاميمك أن ثمة غرابة مفرطة فيها، هل تتعمدين إبراز هذا الجانب الغريب فيها للعرض؟
عندما أعرض تصاميمي أحاول أن أبرز الأفكار الغريبة التي فيها. لكن التصاميم التي تكون غريبة بشكل مفرط تكون للعرض فقط لأبرز مخيلتي الواسعة وما أفكر فيه. أما السيدة التي تقصدني فأصمم لها بحسب شخصيتها والمناسبة التي تريدها وما يتماشى معها.

- ثمة جرأة واضحة في تصاميمك، هل تعتقدين أن مجتمعنا يتقبّل بسهولة هذا النوع من التصاميم؟
معظم الحفلات لدينا في الكويت تكون مغلقة بحضور نساء فقط حيث يمكن أن تكون المرأة على راحتها. وبالتالي لا مشكلة في تصاميمي وتتقبّلها المرأة بسهولة.

- هل تصممين على أساس فكرة معينة دائماً؟
لكل مجموعة أصممها موضوع معين وفكرة.

- هل تصممين للمرأة النحيلة أم لتلك الممتلئة؟
أصمم لكل سيدة ما هو خاص بها لأن مقاييس جسمها تختلف عن مقاييس العارضة. بهذه الطريقة تكون المرأة واثقة من نفسها لأن ثقة المرأة بنفسها تشكل نصف جمالها.

- إلى أي مدى تحضر الموضة في تصاميمك؟
من المهم الاطلاع على آخر خطوط الموضة. من الطبيعي أن أكون متجددة دائمة ومطّلعة. كما أن كثرة السفر مهمة للمتابعة ولتجنب التكرار في التصميم. أواكب الموضة في تصاميمي مع حفاظي على أسلوبي الميز ولمستي الخاصة. من الطبيعي أن يطغى ذوقي في النهاية لأبقى موجودة.

- تضم مجموعاتك باقة من الألوان، خصوصاً القوية منها، هل تحبين الألوان الجريئة؟
أحب الألوان الفرحة وأفضلها أكثر من تلك الداكنة لأنها تؤثر في نفسية المرأة. أحب الألوان التي تريح من يرتديها. لكن في النهاية يختلف اللون الذي أختاره للمرأة التي تقصدني بحسب ما يليق بها.

- هل من مصمم مفضل لديك؟
أحب أسلوب Galliano لغرابته.

- هل تبدلين في التصاميم التي تعرضينها عندما تقدمين عروضاً في أوروبا وأميركا لتتماشى مع الأسلوب الغربي؟
من الطبيعي أن أغيّر في تصاميمي عندما أقدّم عروضاً في الغرب، لكن في الوقت نفسه أحافظ على شرقيتي. لديهم في الغرب أسلوب معين أحاول التماشي معه وأدمجه مع أسلوبي الشرقي. أعمل كثيراً على اللمسة الشرقية في تصاميمي.

- ماذا عن العروس، هل تفضلين أن تكون الغرابة موجودة أيضاً في فستانها؟
أحب أن يكون فستان العروس غريباً لأن يوم زفافها هو يوم لن يتكرر في حياتها. أحب أن تفاجئ الحاضرين بما ترتديه وأن تخرج عما هو عادي. يجب أن تكون مميزة مع حرصي على الحفاظ على اللون الأبيض التقليدي لفستان الزفاف.

- إلى جانب عملك في تصميم الأزياء، تقدمين أيضاً برنامج «سوالف». كيف تجمعين بين مهنتين لا تتشابهان؟
من سنة، عُرضت علي فكرة تقديم برنامج يعنى بحقوق المرأة. طّلب مني التحدث في قضايا المرأة باعتباري من أشد المدافعين عنها. وافقت على أساس أنه موسم واحد فقط. لكن تبدلت الأمور، وبرنامج «سوالف» الذي أقدمه هو برنامج اجتماعي يستضيف ممثلين واختصاصيين في علم النفس... نحن ثلاثة في تقديم البرنامج، رجلان وأنا.

- هل يمكن أن تستمري في مجال تقديم البرامج؟
بعد الانتهاء من برنامج «سوالف» أفكر في تقديم برنامج له علاقة بالموضة.

- ألا تجدين صعوبة في الجمع بين مهنتين مختلفتين بحيث تنجحين في واحدة على حساب أخرى؟
أكثر فناني اليوم شاملون، فكل له هوايات عدة. شخصياً أنا مع فكرة الشمولية ولا أعارضها ويمكن النجاح في مجالات عدة.

- تملكين محترفاً في بيروت، ما سبب اختيارك لبنان لافتتاح مقر لعملك ولعرض تصاميمك؟
قدمت مرةً عرضاً في لبنان وحقق نجاحاً كبيراً. حققت انتشاري في الكويت وأردت أن أزيد انتشاري ونجاحي في عالم الأزياء في الوطن لعربي. اخترت بيروت لأنها أرض الموضة في الوطن العربي، وهذا أمر لا يخفى على أحد. فبيروت هي الأساس في عالم الأزياء والموضة. لذلك أقدم في بيروت أعمالاً أتعب عليها لتلقى إقبالاً جيداً. كما أني سأفتح قريباً محلات لي في بلدان أخرى في الخليج.

- ما مشروعك المقبل؟
أحضر مجموعة من الملابس الجاهزة سأعرضها في الصيف في بيروت. علماً أن كل تصميم لي يكون كاملاً مع الأكسسوارات التي أصممها بنفسي.