أسباب الانتفاخ وسبل معالجته

انتفاخ

26 أبريل 2013

تشعرين بانتفاخ في بطنك بعد تناول وجبة الغداء، أو بأن خواتمك أصبحت فجأة ضيقة على أصابعك، أو بأن معدتك مضطربة في الإجمال. نعاني جميعاً من الانتفاخ واضطرابات المعدة بين الحين والآخر. والواقع أن هذه المشكلة مزعجة جداً لأنها تحصل فجأة في أغلب الأحيان من دون سابق إنذار.
 
ثمة نوعان منفصلان من الانتفاخ. النوع الأول هو تكوّن غاز في الجهاز الهضمي، مما يجعل البطن منتفخاً وبشرته متمددة على نحو مزعج. النوع الثاني هو احتباس الماء، أو تراكم فائض السوائل، ويصيب عادة أطراف الجسم واليدين والقدمين، وقد يكون دليلاً على مشكلة صحية خطيرة.
وفي كلا الحالتين، تشعرين بالتورم، وإن كانت الأسباب مختلفة والحلول مختلفة. إليك أسباب الانتفاخ وسبل معالجته.

الابتعاد عن الملح                                                                
الملح يجذب الرطوبة. وعند وجود تركيز كبير من الصوديوم في الدورة الدموية، يميل الجسم إلى احتباس الماء للتخفيف من تركيز الملح.
إلا أن تفادي الملح ليس بالأمر السهل لأن الملح مخبأ في كل شيء تقريباً، في الوجبات الجاهزة، والأطعمة المعلّبة، وحبوب الفطور، وحتى في مضادات الحموضة.
يقول الأطباء إن المقدار اليومي الموصى به هو 2300 ملغ فقط، ويمكن الوصول إليه في حال طهو الطعام في المنزل باستعمال مكونات طازجة.
وإذا توجب عليك استعمال أطعمة معلّبة، مثل الحمص، اشطفيها جيداً بالماء للتخلص من فائض الصوديوم، أو إبحثي عن الأنواع التي تحتوي على القليل فقط من الصوديوم.
كما أن شرب الماء يساعد في الحفاظ على التوازن بين الصوديوم والبوتاسيوم.

المساعدة على درّ البول
تساعد بعض أنواع الفاكهة، مثل البطيخ والكرانبيري، على درّ البول مما يخفف من احتباس السوائل.
إلا أن التأثير المدرّ للبول قد يبطل بفعل السكر، مما يسبب انتفاخ غازات في البطن.
لذا، لا تكثري من الفاكهة الغنية بالسكر واختاري بدل ذلك الخضار المشتملة مبدئياً على القليل من الفروكتوز، مثل الهليون والخيار.
وإذا شعرت بالانتفاخ، ذوبي القليل من عصير الكرانبيري المركز في الكثير من الماء، واشربي هذا الخليط طوال اليوم. إنه مدّر ممتاز للبول.

الانتباه إلى الجانب الحساس
بعد تناول وجبة دسمة، من المنطقي عزو انتفاخ البطن إلى كمية الطعام المفرطة التي استهلكتها. إلا أن المذنب الحقيقي قد يكون الحساسية وليس الفرط في تناول الطعام.
فالعديد من الأشخاص لديهم حساسية تجاه اللاكتوز أو الغلوتن أو الفروكتوز، بدرجات متفاوتة، ومن دون أن يدركوا ذلك في أغلب الأحيان.
وإذا كان الجسم عاجزاً عن تفكيك سكر الحليب بصورة طبيعية، تحصل عملية تخمر في القولون مما يولّد الغازات.
وحتى لو كان بوسعك شرب الحليب قبلاً من دون أية مشكلة، فإن جسمك يفرز مقداراً أقل من أنزيم اللاكتوز مع التقدم في العمر، مما يزيد من صعوبة هضم مشتقات الحليب. يحصل الشيء نفسه أيضاً مع الفروكتوز، حتى لو كان الفروكتوز في سلطة فاكهة صحية ظاهرياً.
لذا، يعمد اختصاصيو التغذية إلى تقليص مقادير اللاكتوز والفروكتوز والكربوهيدرات غير القابلة للمص في الحميات الغذائية عند الأشخاص الذين يعانون من الانتفاخ.
بالفعل، يطلب من المصابين بالانتفاخ التخفيف من استهلاك بعض مشتقات الحليب، وأنواع معينة من الخضار والفاكهة، والحبوب مثل القمح والفاصوليا، وبعض مشتقات الصويا وبعض أنواع المحليات، مثل العسل.

التخفيف من الدهون
يشعر الناس عموماً بالانتفاخ بعد تناول وجبة مؤلفة من الهامبرغر والبطاطا المقلية. فالجهاز الهضمي يواجه صعوبة في تفكيك الدهون، ولذلك فإن الأطعمة المشبعة بالدهون، مثل اللحم، قد تسبب الانتفاخ عند بعض الأشخاص لأن تلك الأطعمة تبطئ الهضم.
واللافت أن الزيت النباتي يكشف أيضاً عن تأثير مماثل. فتسخين الزيوت المشبعة يفككها بسرعة، مما يفضي إلى الانتفاخ. استعملي بدل ذلك زيت جوز الهند على حرارة منخفضة، لأنه لا يتفكك بالطريقة نفسها.
كما أن الكثير من الألياف، ولاسيما الأنواع غير القابلة للذوبان، مثل تلك الموجودة في الحبوب الكاملة، قد تبقى لفترة طويلة في القولون، حيث تتخمر وتسبب بالتالي انتفاخاً في البطن.

لا للبدائل الزائفة
إن استبدال العلكة والمرطبات والشوكولا بأنواع أخرى خالية من السكر هو في الواقع أمر محفوف بالمخاطر. فبعض المحليات الاصطناعية تحتوي على السوربيتول، وهو نوع لا يستطيع الجهاز الهضمي امتصاصه.
لذا، يميل السوربيتول إلى التخمر في الأمعاء وتوليد الغازات والبكتيريا، مما يجعلها سبباً كبيراً للانتفاخ.

تناول الطعام ببطء
تناول الطعام بسرعة ليس فقط عادة اجتماعية سيئة وإنما هو أيضاً مضرّ بالصحة، لأنه يتيح دخول المزيد من الهواء إلى الجسم، مما يسبب بالتالي المزيد من الغازات.
كما أن مضغ العلكة، ومصّ السكاكر القاسية، والتدخين تزيد أيضاً من ابتلاع الهواء. قد يكفي شرب الماء أحياناً لمعالجة الانتفاخ، لكن أشخاصاً آخرين يحتاجون إلى تناول مضادات الحموضة.
وفي كل الأحوال، يستحسن بدء وجبة الطعام بالسلطة الخضراء، التي تسهّل عملية الهضم.

تناول الأفوكادو
إذا ضعفت أمام كيس رقاقات البطاطا المقلية والتهمته كله رغم علمك بأن الملح فيه سيسبب لك احتباس الماء، يمكنك معالجة المشكلة بتناول حبة أفوكادو.
فالأفوكادو والأطعمة الأخرى الغنية بالبوتاسيوم تحارب الانتفاخ عبر موازنة فائض الصوديوم وتخفيف احتباس الماء.
إبحثي عن الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، أو تلك التي تكشف عن توازن بين البوتاسيوم والصوديوم، مثل الكرفس والبرتقال والموز والجزر وجوز الهند.

التخفيف من الكربوهيدرات
إذا أردت التخلص من وزن الماء بسرعة، امتنعي عن تناول الكربوهيدرات. فالكربوهيدرات تحفز تخزين الغليكوجين في العضلات، وهذا يستلزم الماء. إذا استهلك الشخص المقدار نفسه من الكربوهيدرات كل يوم، لن تتم ملاحظة تخزين الماء.
لكن في حال الامتناع عن تناول الكربوهيدرات، يتم استنزاف مخزون الغليكوجين وتخسرين بالتالي كل وزن الماء. لكن تذكري أن هذه التأثيرات مؤقتة.

ممارسة التمارين الرياضية
يبدو أن الرياضة قادرة على كل شيء، لأنها تستطيع أيضاً معالجة مشكلة الانتفاخ. فالجهاز الهضمي مؤلف من عضلات ويصاب بالترهل في حال عدم تمرينه.
وتستطيع التمارين الرياضية تحفيز انقباضات عضلات المعدة، ما يجعل الهضم، وإخراج الغازات، أكثر سهولة. ركزي على التمارين الرياضية المشغلة لعضلات البطن.

الانتباه إلى الأدوية
تؤثر بعض العقاقير والأدوية في قدرة الجسم على احتباس الماء، ولعل حبوب منع الحمل والإيبوبروفين والستيرويدات هي أبرز مثل على ذلك.
فإذا شعرت بانتفاخ أو تشنج أو انزعاج بعد الشروع في تناول دواء معين، راجعي طبيبك الذي قد يعطيك خيارات أخرى.
أبلغي الطبيب أيضاً إذا بدّلت حميتك الغذائية واستمريت في الإحساس بالانتفاخ. قد يكون ذلك دليلاً على حصول أمر أكثر خطورة.