رئيس دار كريستيان ديور للأزياء سيدني توليدانو...

ديور, ماريون كوتييار, الأميرة ديانا, جون غاليانو, حقيبة, المرأة العربية / نساء عربيات, سيدني توليدانو, بوتيك, دار ديور, برناديت شيراك

28 ديسمبر 2010

إنها لندن، المدينة الضبابية الطائفة فوق غموض حالم. لندن الثقافة والفنون والموضة والإبداع. المحطة الأخيرة لاحتفالية حقيبة لايدي ديور Lady Dior الأسطورية مع النجمة الفرنسية ماريون كوتييار. وهي احتفالية جالت الشرق والغرب، من باريس ونيويورك الى شنغهاي، قبل أن تحطّ رحالها أخيراً في لندن. وكانت حقيبة لايدي ديور لبست ألوان المدن التي جالتها، وعبّر مخرجون عالميون أربعة عن رؤيتهم الإبداعية الخاصّة لها في أفلام قصيرة لعبت فيها كوتييار دور البطولة: فكان الأسود Lady Black لباريس من تصوير بيتر لندبرغ، والأحمر في نيويورك بتوقيع آني ليبوفيتز، والأزرق في شنغهاي لستيفن كلاين، وأخيراً الرمادي في لندن من إخراج جون كاميرون ميتشل. أربعة أفلام، بألوان مختلفة تروي أسطورة لايدي ديور كما جسّدتها كوتييار في عواصم عالمية مختلفة.
تفاجئك تصاميم دار ديور Dior دوماً بلمسة إبداعية فنّية إستثنائية خاصّة. إبداع ممزوج بعراقة تاريخ الدار، وفرادة مصمّمها جون غاليانو. هذا الإبداع الفرنسي، لبس حلّة إنكليزية هذه المرّة، وها هو يقدّم لنا حقيبة   Lady Grey رمادية ثلجية بلون مدينة الضباب. تطلّ ماريون كوتييار من فوق على مدينة لندن، من داخل London Eye بأناقة مكتملة تحمل توقيع ديور: معطف رمادي فوق فستان أسود بسيط وحقيبة لايدي ديور الرمادية. وماريون في الفيلم القصير الذي أخرجه جون كاميرون ميتشل هي نجمة استعراض، تعشقها الجماهير فتقصدها ليس فقط لمشاهدة عرضها، بل لتبعث فيها شيئاً من الحياة، والكثير الكثير من الأمل.
والواقع ان حقيبة Lady Dior أحيطت منذ إطلاقها بهالة خاصة، بعدما قدّمتها السيدة برناديت شيراك هديّة للأميرة ديانا فاعتمدتها الأخيرة لزياراتها الرسمية وكانت تطلب كلّ إصدار جديد منها، حتى غيّرت الدار اسم الحقيبة الى Lady Dior تكريماً للأميرة الأنيقة. وتتميّز هذه الحقيبة الإستثنائية بنقش «الكاناج» مع حروف ديور معلّقة كقلادات جالبة للحظ. وفي العام 1996 اختيرت كارلا بروني ممثلة لحقيبة لايدي ديور، قبل أن تصبح النجمة ماريون كوتييار عام 2009 وجه حقيبة ديور وبطلة انطلاقتها العالمية الجديدة. فقد أرادت دار ديور أن تعطي هذه الحقيبة لمسة فنّية عالمية، تزيد وهجها وهجاً، وتحوّلها الى حقيبة أيقونية تتحدّى الزمن، لذا كانت إصدارات لايدي ديور الخاصة من باريس ونيويورك الى شانغهاي. وأخيراً اختارت الدار لندن مدينة الضباب كي تطلق إصداراً رمادياً خاصاً من هذه الحقيبة Lady Grey.
لماذا لندن؟ لدار ديور الفرنسية علاقة خاصّة بلندن تعود الى أيام السيد كريستيان ديور نفسه الذي وقع في غرام الأسلوب الإنكليزي المتميّز بلباقته وتقاليده وهندسته الخاصة. وقد ألبس السيد ديور الأميرة مارغريت وسيدات المجتمع الإنكليزي المخملي وأقام في هارودز عروض أزياء خاصّة، وأطلق عطوره الجديدة من لندن، وصولاً الى إسناد قسم الإبداع في الدار أخيراً للمصمّم البريطاني جون غاليانو. وهو ما يجعل من العلاقة بين ديور ولندن علاقة قدرية حتمية.
الرئيس التنفيذي رئيس دار كريستيان ديور للأزياء سيدني توليدانو خصّنا بهذا الحوار عن Lady Grey، شارحاً العلاقة الخاصّة التي تربط بين الدار والعاصمة البريطانية.

- تفتتحون بوتيكاً جديداً في لندن، ماذا عنه؟
لطالما كنّا متواجدون في المتاجر الإنكليزية الفاخرة مثل هارودز وسيلفريدجز كذلك لدينا بوتيك في نايتسبريدج، واليوم نفتتح بوتيكنا الخاص في نيو بوند ستريت، كي نستقبل شريحة جديدة من الزبونات، سواء البريطانيات أو من جنسيات أوروبية وأميركية وعربية وآسيوية أخرى.

- لندن الضبابية أوحت لكم بحقيبة رمادية، كيف يمكن أن يكون الرمادي لوناً براقاً جاذباً؟
الرمادي لون أنيق بامتياز ورومانسي جداً وناعم جداً جداً، كان رائجاً بقوة في القرن الثامن عشر، وقد عشقه السيد كريستيان ديور حتى بات لوناً رمزياً من ألوان الدار. هناك رمادي، ورمادي... بمعنى ان درجة اللون تصنع كلّ الفرق، وقد عُرف عن دار ديور خبرتها العريقة في اختيار درجات اللون المميزة والجميلة. الرمادي هو لون متدّرج خليط دقيق من الأسود والأبيض، ونحن في ديور نحبّ الدقّة في الفوارق والتفاصيل الصغيرة، في حين تغرق دور أخرى في راديكالية الأسود والأبيض.

- بعد باريس ونيويورك وشنغهاي ولندن، هل يمكن اختيار مدينة عربية لإطلاق الإصدار المقبل من لايدي ديور؟
الواقع اننا نحدّد المدن الخاصّة بإطلاق الإصدارات الجديدة من لايدي ديور وفق خريطة مبنيّة على المواضيع، لا على الجغرافيا. لكن هذا لا يمنع من أن نفكّر بمدينة عربية ذات طابع إيحائي قوي، مثل بيروت ودمشق ومراكش...

- هل كانت صدفة ان صنعتم من حقيبة لايدي ديور، حقيبة أيقونية أسطورية؟
لا يمكن أن نصنع أسطورة من لا شيء. كلّ الشخصيات الأسطورية العالمية، هي شخصيات لديها كلّ مقوّمات النجاح من موهبة وكاريزما وقدرة على التواصل لذا استطاعت أن تبرق وتسطع طويلاً. الأمر نفسه ينطبق على حقيبة لايدي ديور، التي ومنذ إطلاقها، كانت وما زالت تتمتّع بكلّ المقوّمات اللازمة من التصميم الى المقاييس والحجم والجلد الفاخر وتفاصيل اللون الدقيقة، كي تلفت الأنظار وتحقّق النجاحات الأسطورية طويلاً. نحن لم نكن سوى المخرجين الذين هيّأوا الظروف اللازمة للإضاءة على قصّة هذه الحقيبة المذهلة. نحن لم نؤلّف هذه القِصّة المذهلة، لكننا وببساطة، ألقينا الضوء عليها. دعيني أروي لكِ هذه الحكاية عن حقيبة لايدي ديور: عندما صمّمت دار ديور هذه الحقيبة عام 1995، طرحتها للبيع في بوتيك ديور في باريس، قبل أن يترافق هذا الطرح مع حملة إعلانية أو تسويقية، وقبل أن تتبناه شخصيات شهيرة مثل الأميرة ديانا، وكانت النتيجة ان بيعت النماذج الأولى بسرعة البرق بعدما عشقت زبوناتنا التصميم الرائع لهذه الحقيبة. ما أريد قوله ان أسرار نجاح هذه الحقيبة تكمن فيها، وهو نجاح تلقائي عفوي لا يحتاج الى جهد للترويج له. وما نقوم به من خلال الإصدارات الجديدة المستوحاة من مدن عالمية، هو سرد قصّة هذا النجاح الذي لبس أحجاماً وأقمشة ومواد مختلفة وجال مدن العالم من الشرق الى الغرب. إنها حقيبة تحتاج الى راوٍ يروي قصّتها، وليس الى مدير تسويق يروّج لها. 

- أيّ علاقة تجمع بين النجمة ماريون كوتييار وحقيبة لايدي ديور؟
ماريون نجمة عالمية، وقد تمّ اختيارها لتجسيد هذه الحقيبة الأسطورية. ماريون عاشت قصّة حقيبة لايدي ديور وجعلتنا نعيشها معها، وأضافت من ذاتها سحراً وألقاً الى أسطورة لايدي ديور. وقد استطاعت الأفلام السينمائية الأربعة التي لعبت ماريون دور البطولة فيها تحت إدارة مخرجين كبار أربع، أن تقدّم قصّة اللايدي ديور كما كتبها النجاح الكبير الذي عرفته خلال أعوامها الخمسة عشر. وهذا ما لا يمكن لمجرد عارضة في إعلان تقليدي، أن تقوم به.

- ماذا يمكن لنجمة سينمائية أن تضيف الى مسيرة دار مثل دار ديور؟
الحلم... ان الكاريزما التي تتمتّع بها نجمات كبيرات مثل ماريون كوتييار وشارون ستون ومونيكا بللوتشي وتشارليز ثيرون تعطي بُعداً مختلفاً للتعبير عن قِيم دار ديور التي نتشاركها ونجماتنا. فنحن نتريّث جداً في اختيار نجماتنا ليكنّ فعلاً على صورتنا ومثالنا.

- ما هي نقطة قوة دار ديور للأزياء؟
نقاط قوّة دار ديور للأزياء تكمن في تاريخنا العريق واستمراريتنا في تطوير هذا الإرث وترجمته نجاحات بعد نجاحات، وبحثنا المستمرّ عمّا هو أبعد من نجاحاتنا الراهنة. 

- ما هي القواسم المشتركة بين دار ديور والمرأة العربية، خصوصاً ان هذه الأخيرة تعشق تصاميم هذه الدار وإبداعاتها؟
نتقاسم والمرأة العربية حبّ الأناقة والرفاه والترف، ونتاقسم معاً هذه المعرفة العميقة بثقافة الأزياء الراقية. فهي تقدّر كلّ التقدير الشغل الحرفي والتفاصيل الصغيرة التي تعبّر عن أنوثة فيّاضة. ونحن نفخر بزبوناتنا العربيات اللواتي توارثن أمّاً عن جدّة، وفاءهنّ لتصاميم ديور الراقية في مناسباتهنّ الأغلى على قلبهنّ خصوصاً فساتين الأعراس والمناسبات العائلية الخاصّة.

عناوين حيوية لديور في لندن

  • فندق كلاريدجز Claridges العريق حيث شجرة الميلاد في الردهة الأساسية من تصميم جون غاليانو، عمل فنّي رائع لا يخلو من إبداع جنوني بنّاء.
  • معهد الفنّ المعاصر Institute of Contemporary Art الذي استضاف العرض الأول لفيلم Lady Grey بحضور الرئيس التنفيذي رئيس دار كريستيان ديور للأزياء سيدني توليدانو وبطلة الفيلم النجمة ماريون كوتييار وحشد من الصحافة العالمية.
  • بوتيك ديور الجديدة في شارع نيو بوند ستريت New Bond Street Dior Boutique 160 افتتح أخيراً ليكمل أناقة الشارع التجاري الأرقى في العاصمة البريطانية والذي يضمّ أفخم البوتيكات والماركات العالمية.
  • مركز المعارض والفنون Somerset House في قلب لندن الذي استضاف معرضاً لرسوم الفنان رينيه غرويو René Gruau 1909-2004 الذي رافق المصمّم كريستيان ديور برسومه الغرافيكية التي عبّرت عن حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية وعكست ما ساد في حينه من عصرية وتفاؤل. وقد كرّست هذه الرسوم التي جسّدت الأزياء الراقية لدى ديور كما العطور الأولى، أسلوباً جديداً في الفنّ الغرافيكي بخطوطها الجريئة وانحناءاتها الإنسيابية ومساحات اللون البسيطة فيها، مقابل الفراغات الجميلة. وقد واكب غرويو السيد ديور من العام 1936 وحتى عام 1957 مجسّداً برسومه التصاميم الثورية للمصمّم الفرنسي خصوصاً عندما أطلق اللوك الجديد New Look عام 1947 وعطره الأول Miss Dior. كذلك ضمّ المعرض رسوماً غرافيكية لفنانين استوحوا من أسلوب غرويو.