المصمم جورج حبيقة: لا أندم على شيء...

شانيل, جورج شقرا, إيلي صعب, جورج حبيقة, جون غاليانو, الألبسة الجاهزة, هوت كوتور, مصمم أزياء, أسبوع الموضة الباريسي

30 مارس 2011

بدأ المصمم جورج حبيقه مسيرته في عالم الموضة من الصفر، فعشقه لهذا المجال كان يدفعه قدماً إلى الأمام ويحثه على التطور أكثر فأكثر، أياً كانت الصعاب التي يواجهها. صحيح أنه تخصص في مجال الهندسة الذي قد يبدو بعيداً عن عالم تصميم الأزياء، لكنه وجد في اختصاصه هذا جوانب مشتركة مع تصميم الأزياء. حقق نجاحات كثيرة حتى الآن لكن الخوف لا يزال يرافقه قبل إطلاق كل مجموعة له. وصل إلى العالمية وارتدت تصاميمه أهم النجمات العالميات، لكن أحلامه لا تزال كبيرة ويطمح إلى تحقيق المزيد والمزيد. أما مصدر الوحي الأساسي له، فهي المرأة نفسها ولا أحد ينافسها في ذلك.


- كيف بدأت مسيرتك في عالم تصميم الأزياء؟

من طفولتي وأنا متأثر بعالم الأزياء، أعشق الألوان والأقمشة والأجواء في مراحل التحضير. في إحدى المراحل، اخترت الهندسة كتخصص لي.  لكن لم أستمر طويلاً في هذا الاتجاه، بل عدت إلى عشقي الأوّل. أسّست في البداية محترفاً بسيطاً وفتحت متجراً متواضعاً وعرضت أولى مجموعاتي في بيروت، ثمّ قدمت مجموعاتي في الدول العربيّة. بعدها بدأت أشارك في أسبوع الموضة للأزياء الراقية في باريس. حققت النجاح تدريجاً وافتتحت في بيروت دار أزياء خاصة بي تضم متجراً لمجموعات Signature. بعدها افتتحت متجراً خاصّاً في باريس.  

- ما الذي وجّهك إلى تصميم الأزياء وأنت متخصص في الهندسة؟
تعلّمت الكثير من فنّ الهندسة لكن حلمي الأكبر بقي يلازمني من طفولتي. فعشقي للأقمشة والألوان وابتكار الأزياء جعلني أفضّل تصميم الأزياء. وفي الوقت نفسه، لا شك أني استفدت كثيراً مما تعلّمته في مجال الهندسة.

- هل بقيت متأثراً بمجال تخصصك الأساسي؟
لا شك في أن ثمة قواسم مشتركة بين تصميم الأزياء والهندسة.  فالتعامل مع المواد والتفاعل معها والتأثّر بالألوان والوحي من كلّ ما يحيط بنا والغوص في غنى الحضارات وجمال ما نكتشفه عبر الأسفار والتعمّق في المرأة، كلّ ذلك يوحّد بين الفنّين بهدف ابتكار الأجمل والأفضل.

- ما الصعاب التي واجهتها في البداية؟
في كلّ مرّة أستعد لإطلاق مجموعة، لا يزال الشعور نفسه ينتابني. لكن إصراري على تحقيق أهدافي هو الأساس لمواجهة الصعاب. هذا إلى جانب حرصي الشديد على تحقيق النجاح مما يساعدني على تجاهل الصعاب.

- اليوم  بعد النجاح الذي حققته، هل تعتبر أن مشوارك في المهنة كان صعباً؟
لا شك أن المشوار كان صعباً. إذ أنه ليس من السهل أن يثبت المصمم نفسه وقدراته وان يكسب الثقة بوجود عدد هائل من متتّبعي الموضة وعشاقها.

- متى كانت نقطة التحوّل في مشوارك المهني؟
إنّ نقطة التحوّل الرئيسيّة كانت لدى مشاركتي في أسبوع الموضة لأزياء الهوت كوتور في باريس، حيث بدأت أظهر عالمياً ، خصوصاً أن الأوروبيين يعشقون المصممين العرب.

- هل تمنيت يوماً لو اخترت مجالاً آخر؟
أعشق عالم الموضة والأزياء لما فيه من إبداع وما يحمله تجدّد. ولو كان عليّ أن أختار مرّة ثانية لاخترت فن تصميم الأزياء مجدّداً.

- ما أجمل ما في تصميم الأزياء؟
أعتقد  أن التعامل مع المرأة هو نفسه مصدر الوحي. هذا المجال غني بالمغامرة والتجدّد ويغذي حواس الإنسان ومشاعره. 

- ما أسوأ ما في المهنة؟
لا سيئات في هذا المجال الغني بالإبداع والرقة، بل كلّه مغامرة وتشويق وتجدّد.

- يقال إن تصميم الأزياء يتشابه مع الشِعر، بم يتشابهان برأيك؟
كما أن في الشعر تركيزاً على المعنى والعمق، نرى في تصميم الأزياء تركيزاً على هذين العنصرين من خلال الأقمشة والألوان والتطريز والشكل للوصول إلى عمق المرأة.

- من تنافس اليوم؟
لا أعتبر نفسي منافساً لأحد، فلكلّ مصمّم كنوز تختبئ في ذاته يطلقها شيئاً فشيئاً على طريقته.

- من أين تستوحي تصاميمك؟
أستوحي تصاميمي من كلّ ما يحيط بي، من المرأة والطبيعة والحضارات والثقافات والأسفار والشعر، وأحياناً من كتاب أطالعه أو من أغنية أسمعها، وأيضاً من القماش والمواد.

- طوال مسيرتك في تصميم الأزياء، متى كانت المرة التي شعرت فيها بالفخر أكثر؟
في كلّ مرّة أقدّم عملاً جديداً وينجح أشعر بالفخر، مما يحثني على الإبداع والتجدّد.

- من بين كل تصاميمك ، هل من تصميم معين مفضل لك؟
لم أقدّم يوماً تصميماً لم أكن مقتنعاً به. لذا، أعشق كلّ ما قدّمته حتى الآن، وسألتزم هذا النهج طالما أنا أبدع وأخطط وأصمم.

- ما الذي تندم عليه؟
لا أندم على شيء، بل أفتخر بكلّ أخطائي ولا أخجل بها لأنّي تعلّمت منها الكثير، كما أفرح بنجاحاتي.

- ما الذي تحلم بإنجازه الآن؟
أحلامي كثيرة، لكن أفضّل أن تبقى كلّها معي إلى أن أحققها.

- أين تجد نفسك أكثر في تصميم الهوت كوتور أم في تصميم الملابس الجاهزة؟
أجد نفسي في الاثنين معاً، فلكلّ مجال متعته وخصوصيّته.

- على ماذا تركز في التصميم لتبرز هويتك في تصاميمك؟
أتعامل مع التصميم ككلّ، أركّز على التفاصيل والمواد والألوان والقصّات والأحجام، فكل تصميم هو مجموعة تفاصيل صغيرة تجتمع لتشكّل زيّاً كاملاً.

- كيف تعرّف بتصاميمك؟
تعتمد تصاميمي على البساطة الراقية، لأن الجمال يكمن في البساطة لا في الضجيج وتعقيد الأفكار.

- ما الألوان المفضلة عندك؟
لا أفضّل لوناً معيناً، فلكلّ لون تصميم يجعله أجمل ويليق به أكثر.

- هل تفضل الألوان القوية أم أن الهادئة هي الأقرب إليك؟
 أؤيّد لوحة الألوان بكاملها، فثمّة تصاميم تنجح بالألوان القويّة وأخرى تنجح أكثر بتلك الهادئة. لذا، فالتصميم يحّدد اللون، كما أنّ اللون يوحي أحياناً بالخطوط العامّة للتصميم.

- أيهما الأقرب إلى شخصيتك: المرأة الجذابة أم تلك الهادئة والناعمة؟
أياً كان أسلوب المرأة لكل خصوصيّة. ففي داخل المرأة الجذّابة صفات يمكن أن أستوحي منها وأحوّلها إلى تصميم عذب وفاخر. كذلك المرأة الهادئة والنّاعمة التي تفيض رقّة يمكن أن تكون مصدراً للوحي لتصميم أجمل الأزياء.   

- كيف تكون المرأة أنيقة؟
المرأة الأنيقة هي التي تعرف أن تعكس شخصيتها في أزيائها، لا تلك التي تبحث عن التشبّه بالأخريات.

- أي دار عالمية تستوحي منها؟
أتابع إنجازات الكلّ بعد تقديم عروض الأزياء، لكن لا أسمح لنفسي بأن أستوحي من أحد، بل على العكس أحاول أن أكون من خلال ما أقدّمه مصدراً للوحي للآخرين.

- من المصمم العالمي المفضل لديك، ولماذا؟
ثمة عدد لا بأس به من المبدعين في هذا المجال، وأبرزهم جون غاليانو وشانيل وإيلي صعب وجورج شقرا وغيرهم.

- إلى أي مدى تستعين بالموضة مع حفاظك على هويتك الخاصة في تصاميمك؟
أستعين بموضة الأقمشة لأني أستوحي منها بعض التصاميم وأتفاعل معها، ولكن لا أستلهم من غيري من المصمّمين، لأنّ ما يقدّمونه من أفكار جديدة هي ملكهم، كما أنّ ما أقدّمه من أفكار هو ملكي. 

- إلى أي مدى تركز على الابتكار في تصاميمك؟
ترتكز مجموعاتي على التميّز مع الحفاظ على عناصر الهدوء والبساطة، لأنّ "العجقة" في الزيّ لا تنسجم مع أسلوبي.

- في كل موسم، نلاحظ عودة في الموضة إلى تلك التي كانت سائدة في الستينات والسبعينات، هل تتأثر بذلك وتعتمده في تصاميمك؟
أحرص على أن أكون ممّن يطلقون الموضة أياً كان ما أقدّمه، بدلاً من أن أتأثر بما تم تقديمه من قبل.

- كيف تعمل على عنصر التجدد؟
كلّ ما يحيط بي يدفعني إلى التجدّد سواء القماش أو الأسفار أو الموسيقى أو الألوان.

- كيف تعمل على تطوير نفسك؟
أطوّر نفسي من خلال التعلّم من الأخطاء والاستماع إلى النقد سواء كان إيجابيّاً أو سلبيّاً. فكلّ يوم يمضي من دون أن نطوّر أنفسنا فيه يذهب سدىً.

- كثر المصممون في الفترة الأخيرة، ما الذي يساهم في نجاح المصمم؟
التجدّد هو من العناصر الرئيسيّة لنجاح المصمّم، شرط أن يعكس في فنّه أحلام النساء اللواتي يصمم لهن.

- هل تؤمن بأن لكل امرأة فستاناً يعكس شخصيتها؟
لا شك أن لكلّ امرأة تصميماً يعكس شخصيّتها، فما يليق بامرأة قد لا يليق بأخرى. لكن هذا لا يمنع من أن تغيّر المرأة مظهرها وتتجدد باستمرار.

- ارتدت من تصاميمك نجمات عالميات، من هي الشخصية التي تطمح إلى أن تصمم لها؟
أفتخر بعدد النجمات العالميّات اللواتي ارتدين من تصاميمي، لكن لا أزال أحلم بأن ترتدي المزيد من النجمات العربيات والأجنبيات من تصاميمي.

- ما أكثر ما يبرز جمال المرأة وإطلالتها؟
أكثر ما يبرز جمال المرأة وإطلالتها هو أن تبدو على حقيقتها، لا أن تتشبه بغيرها، فما يليق بها لا يناسب غيرها، والعكس صحيح.

- كمصمم، هل يمكن أن تقف عاجزاً أمام جمال امرأة، أم بالعكس هو يسهّل عملك؟
الوقوف أمام جمال المرأة هو في حدّ ذاته مصدر مهمّ للوحي.