تحميل المجلة الاكترونية عدد 1084

بحث

Gabo Guzzo ... يدمج الإبداع مع الاستدامة

Gabo Guzzo

Gabo Guzzo

في هذه المقابلة مع مصمّم الحقائب الإيطالي Gabo Guzzo، نغوص في عالمه الفني والإبداعي الذي يمزج بين الفن والموضة بطريقة فريدة. Gabo ، الذي نشأ في بيئة تشجّع على تقدير الجمال والحِرفية، يعبّر عن رؤيته الخاصة لتصميم الحقائب التي لا تقتصر على الجمال الخارجي، بل تحمل أيضاً رسالة عميقة عن الاستدامة، الهوية الثقافية، والتعاون بين مختلف التخصّصات. كما سنتعرف في هذه المقابلة على كيفية دمجGabo للعلم، الفلسفة، والحِرفية في أعماله، وكيف يعيد تعريف مفهوم الرفاهية من خلال تصاميمه الفريدة والمستدامة.


- حقائبك هي حقاً أعمال فنية فريدة من نوعها. ما الذي ألهمك في البداية لدمج الفن والموضة بهذه الطريقة، وكيف يشكّل هذا النهج عملية تصميمك؟

منذ صغري، زرعت عائلتي فيّ تقديراً عميقاً للجمال، الحِرفية والأفكار، مما شكّل إحساسي الفني. دراستي للفنون الجميلة في «سانت مارتينز»، ثم التعاون مع العلماء حول التغيّر المناخي ومستقبل البشرية عزّزا شغفي بالاستكشاف بين التخصّصات المختلفة، وإيماني بأن الفن يجب أن يُغني الحياة اليومية بينما يُراعي الاستهلاك المسؤول. أصبح تصميم الأزياء وسيلة ناجعة لدمج الفن في التجارب اليومية، وتحويل شيء عملي مثل حقيبة اليد إلى وعاء ذي معنى للفن متعدّد التخصّصات برؤية إيجابية نحو المستقبل. هذه الطموحات توجّه عملي التصميمي، حيث يتم دمج التعبير الفني، والحِرفية الدقيقة، والاحترام للطبيعة والإنسانية.

- أعمالك تستكشف مواضيع مثل الأنثروبولوجيا والعلم والفلسفة. كيف تتحوّل هذه الأفكار إلى تصاميم ومواد تختارها لكل حقيبة يد؟

أنا مفتون بالعلاقة المعقّدة بين الإنسان والطبيعة، والتفاعل الدقيق بين التعبير الثقافي والمسؤولية الاجتماعية. من خلال التعاون مع العلماء والفلاسفة والحِرفيين، أعمل على ترجمة هذه الرؤى متعدّدة التخصّصات إلى شكل مادي. كل تصميم يروي قصة فريدة، مع أشكال ومواد ولوحات ألوان تم تنسيقها لتعكس التوازن بين الإبداع البشري والوعي البيئي.

- الاستدامة هي جانب أساسي في إبداعاتك، سواء من حيث التصميم أو المواد. كيف تضمن أن قطعك ليست فقط فاخرة، بل أيضاً واعية بيئياً؟

أنا مخلص لمهمة الأزياء البطيئة: المزيد من الفن، القليل من الإنتاج. تصاميمي مشغولة بعناية لتكون فريدة من نوعها ومصنوعة يدوياً، مع تجنّب الإنتاج الجماعي لصالح الحِرفية المدروسة. كل حقيبة يتم صنعها لتكون مرغوبة لسنوات. من خلال العمل مع الحِرفيين الذين يستخدمون تقنيات تقليدية، أسعى للمساهمة ليس فقط لحماية موارد كوكب الأرض ولكن أيضاً للحفاظ على التراث الثقافي، وضمان استمرار الحِرفية الأصيلة في عصر الأتمتة الصناعية. تأتي موادنا من مصانع الجلود، وصائغي الذهب، وورش المعادن في إيطاليا وفرنسا، الذين يلتزمون بمعايير بيئية وأخلاقية صارمة.


- تتعاون مع مجموعة واسعة من المتخصّصين، من صائغي المجوهرات إلى علماء الأحياء. كيف يؤثر العمل مع فنانين وخبراء آخرين في المنتَج النهائي لحقائبك؟

لا يولد أي إبداع في عزلة؛ التعاون والفضول هما جوهر عملي. التفاعل مع العقول الاستثنائية، سواء كانوا فنّانين، مصمّمين، علماء، أو حرفيين كباراً، يجلب رؤى وابتكاراً وخبرة لا تُقدّر بثمن إلى كل قطعة. على سبيل المثال، التعاون مع علماء النبات يؤدي إلى استكشافات مثيرة للنباتات والزهور، مما يقدّم رؤى حول كيفية نموها وانفتاحها وتكيّفها، وفي النهاية يُلهم أفكاراً جديدة ويترجم ذكاء الطبيعة إلى تصميم.

- كل حقيبة يد هي تحفة فريدة من نوعها. كيف تقرّر التصميم الفريد لكل قطعة، وماذا يعني لك أن تخلق شيئاً حصرياً؟

تفرُّد كل حقيبة ينبع من عملية إبداعية شخصية جداً، أحياناً مستوحاة من بحثي الفني، وفي أحيان أخرى من قصص فردية مرتبطة بالجامع الذي طلب القطعة، ودائماً من سخاء الطبيعة. نهجي موجّه بالالتزام بدمج الأشكال والمواد والألوان مع تفانٍ في الحِرفية، مما يضمن أن تكون كل قطعة فريدة بحق وتجسّد قصة مميزة. بالنسبة إليّ، ابتكار شيء فريد هو مسؤولية ومصدر للمتعة.

- تصاميمك تتضمن مجموعة من الأحجار الكريمة ونصف الكريمة. علامَ تدل الأحجار التي تختارها، وكيف ترتبط بالموضوع العام لمجموعاتك؟

الأحجار الكريمة هي ذاكرة الأرض، يقدّرها القادة والعشّاق، وترمز إلى روابط عاطفية وجمالية عميقة. سواء اخترتُها أنا أو جامع القطعة، فلا يكون الاختيار فقط من أجل جمالها ولونها الفريد ولكن أيضاً من أجل قوّتها الرمزية في نقل القصة والطاقة لكل تصميم.

- عملية صنع حقائبك تتضمن العمل عن كثب مع حِرفيين مَهرة في فلورنسا. هل يمكن أن تُطلعنا على العملية الدقيقة لإنشاء إحدى قطعك؟

كل مشروع تصميم يبدأ برؤية ملهمة، أحياناً من كلمة مثيرة أو مقتطف من كتابة، يتم تحويلها إلى رسومات ومناقشات مدروسة مع فريقي الإبداعي. بمجرد أن يتم صقل المفهوم، أشارك الحِرفيين، وصائغي الذهب، وخبراء المعادن في فلورنسا للبدء بالتطوير. على الرغم من بساطتها الظاهرة وخطوطها النظيفة، فإن تصاميمي تتطلب هندسة مهارية وحِرفية عالية. على سبيل المثال، حقيبة Millefoglie J تحتوي على أكثر من ستين قطعة من الجلد مقطوعة بشكل فردي، تم تجميعها على مدار أيام من العمل الدقيق والمكرّس. يضيف الحِرفي الذي يجمع القطعة لوحة مع الرقم الفريد للإبداع. أضع توقيعي بعد أن تكتمل القطعة. إنها عملية متجذّرة في الاحترام العميق لكل الفنون المعنية، وثراء التراث، والحِرفية التي تجعل كل حقيبة تنبض بالحياة.

- ما الدور الذي يلعبه تأثير الإنسان في كوكب الأرض في اختيار المواد التي تستخدمها في حقائبك، مثل الجلود الاستوائية المستدامة أو جلد العجل؟

إدراك تأثير الإنسان في كوكب الأرض يشكّل كل قرار يتعلّق بالمواد. نحن نولي الأهمية لمصادر المواد المستدامة مع معايير صارمة لرعاية الحيوانات، والممارسات الأخلاقية، وأقل تأثير بيئي ممكن. تأتي جلودنا الاستوائية حصرياً من مزارع مستدامة معتمدة ذات سلسلة توريد شفّافة تماماً.

- إبداعاتك تُعرض في تغليفات فاخرة، مع بعض الحقائب التي تأتي حتى مع صناديق من الجلد. لماذا كل هذا الاهتمام بالتفاصيل في التعبئة والتغليف، وكيف يعزّز تجربة العميل؟

أرى أن الرفاهية الأصيلة هي تجربة غامرة وثرية. كل التفاصيل، من صناديق الجلد المخصّصة إلى أكياس الغبار المصنوعة يدوياً، تعكس التزاماً بالحِرفية الاستثنائية المتجذّرة في التقليد الإيطالي. أعتقد أن هذا الاهتمام بالتفاصيل يحوّل المُلكية إلى لحظة احتفالية، مما يعمّق الرابط بين جامع القطعة والإبداع.


- ما الرسالة التي تأمل في إيصالها لعملائك من خلال حقائبك، وكيف ترى مستقبل الموضة في دمج الفن بعالم الإكسسوارات الفاخرة؟

يجب أن تكون الرفاهية انعكاساً للهوية، لا مجرد رمز للثروة. عملي هو دعوة لإعادة التفكير في الاستهلاك، واحتضان الإبداع على حساب الاتجاهات، وزراعة اتصال شخصي مع الأشياء التي نختار أن نحيط أنفسنا بها. أما بالنسبة الى مستقبل تصميم الأزياء، آمل أن نتحرك نحو «نهضة» جديدة، حيث تستعيد الحِرفية والفن والعلم مكانها الصحيح في مركز الإبداع. عالم حيث لا تُستخدم الأشياء فقط بل يتم تقديرها. هذا هو العالم الذي آمل أن أساهم فيه... حقيبة يد تلو الأخرى.

المجلة الالكترونية

العدد 1084  |  نيسان 2025

المجلة الالكترونية العدد 1084