تحميل المجلة الاكترونية عدد 1086

بحث

العطار Francis Kurkdjian يكشف أسرار عطر Rose Star من Dior

Francis Kurkdjian

Francis Kurkdjian

في لقاء خاص مع العطّار الشهير Francis Kurkdjian حول أحدث ابتكارات Dior Beauty، يكشف لنا أسرار عطر Rose Star، حيث تتحوّل الوردة من زهرة مألوفة إلى كيان عطري معقّد ذي خمسة أوجُه شمّية غير متوقعة. من النفحات الحارّة والفاكهية إلى الإحساس «الأومامي» الغامض، يأخذنا كوركدجيان في رحلة حسّية تتجاوز المألوف. العطر لا يروي فقط قصّة الوردة، بل يحتفي بتحوّلاتها وشكلها الرمزي كنجم. وفي هذا العمل، يمزج بين الدقة الفنية والإبداع الحُرّ، ليقدّم رؤية جديدة للأنوثة، العطر والحظ.


- هل يمكنك أن تخبرنا عن الجوانب الخمسة الرئيسة للوردة في عطرك الجديد؟

نعم، هناك خمسة جوانب رئيسة، أحدها قد لا تتوقعينه، وهو الجانب الحارّ، مثل القرنفل. القرنفل له عمق خاص ويرتبط بنوع معين من الورود. ثم هناك جانب فاكهي يشبه الليتشي. وهناك أيضاً نفحة حمضية مثل السترونيلا. بالإضافة إلى جانب العسل، وهو ناعم وحلو. وأخيراً، هناك ما أصفه بأنه «أومامي» Umami ليس له رائحة بمقدار ما هو إحساس. إنه ناعم، دقيق، دائري، ويشبه الملمس التجميلي أو المخملي، مثل قوام فاكهة اللوكيما.

هذه هي الجوانب الخمسة الشمّية التي أستشعرها في الوردة، وتخيّلتها كأنها خمسة فروع لنجم.

- ذكرت استخدام نوعين فقط من الورود في صناعة العطور... ما هما؟

رغم أنك تسمعين كثيراً عن ورد الطائف في الشرق الأوسط، إلا أنه قريب جداً من الورد الدمشقي. هو مشتقّ وليس نوعاً منفصلاً. النوعان المستخدَمان في صناعة العطور هما الورد الدمشقي Damascena وورد السنتيفوليا Centifolia المختلف والأكثر تميزاً.


- هل يحتوي العطر على المسك؟

نعم. أنا شخصياً أنجذب إلى المسك، لأنه يضيف دفئاً وعمقاً، خاصة على الجلد.

- هل يمكنك أن توضح فكرتك عن أن «للعطر بعداً لا نهائياً»، خصوصاً مع الورود؟

بالتأكيد، هناك حوالى 10000 نوع من الورود في العالم اليوم. كل بلد يزرع وردته الخاصة. الوردة مميزة لأنها تتأقلم مع المناخ، على عكس الزهور مثل زهر البرتقال، الإيلنغ أو اللافندر التي تنمو في مناطق محدّدة.

من عام 2000 قبل الميلاد حتى عام 1830، كان لدينا فقط 14 نوعاً من الورود. ثم، مع ازدهار التجارة، خاصة مع الصين، بدأنا بتهجين ورد الشاي الصيني مع الأنواع الأوروبية. هذه الوردة كانت تُزهر مرات عدة في السنة، مما جعلها ذات قيمة كبيرة.

ومن الطريف أن اسم «ورد الشاي» جاء من سُفن بريطانية كانت تُهرّب الشاي من الصين، حيث كانوا يخفون سلال الشاي تحت الورود لتجنّب التفتيش، ومن هنا جاء الاسم.

بحلول عام 1875، تم اختراع الورود الصفراء، وهي من صُنع الإنسان بالكامل. من تلك الأنواع الأربعة عشر، أصبح لدينا الآن أكثر من 10000 نوع، كثير منها للزينة ولا رائحة له.

لكن في صناعة العطور، يجب أن تكون الوردة عطرية، ذات بتلات رقيقة، تتفتّح جيداً، وتكون وفيرة.

- وصفت خمسة جوانب، لكن تقليدياً العطور تحتوي على نوتات علوية، وسطى وقاعدية. هل هذا هيكل جديد؟

لا، ليس هيكلاً جديداً، الجوانب الخمسة هي وصف جمالي للرائحة. النوتات العلوية والوسطى والقاعدية هي مفاهيم تقنية، تتعلق بالثبات وسرعة التبخّر.

كل عطر، بدون استثناء، يحتوي على نوتة بداية ووسط ونهاية. كل شيء في الحياة له بداية ونهاية، حتى البداية الرقيقة هي بداية.

على سبيل المثال، الفلفل هو نوتة علوية حارّة، متطايرة جداً، نشمّها فورًا ثم تتلاشى. على العكس، القرنفل والقرفة هما توابل ثقيلة ونوتات وسطى.

لاحظنا أن عطرك السابق Lucky استُخدم فيه زنبق الوادي، والآن لديك Rose + Star، رمزان للحظ، هل بينهما صلة؟

نعم، كلاهما يرمز إلى الحظ، ولكن بطُرق مختلفة. نبتة النفل ذات الأوراق الأربع هي رمز آخر للحظ، لكنها لا تملك رائحة. أُفضّل العمل مع رموز عطرية يمكن ترجمتها شمّياً.

- عندما تبتكر عطراً، هل تتخيّل امرأة أو صورة... أم هو مجرد شعور؟

لا أفكّر من منظور الجندر، الأمر يتعلق بالمشاعر. عندما تمسكين وردة، تشعرين أنها مثل القماش، مثل الجلد، مثل الساتان... هناك نوع من النعومة والحميمية.

أردتُ أن أعبّر عن هذا الشعور الذي يشبه العِناق. الوردة هي مجرد نقطة انطلاق، تحية رمزية.

- هل من أفكار جديدة عن معنى الإبداع بالنسبة إليكِ؟

الإبداع الحقيقي لا يعني تكرار ما نعرفه مسبقاً، بل هو تجاوز للحدود، حتى عندما يكون الأمر صعباً... حينها فقط نكتشف شيئاً جديداً وأعظم.

المجلة الالكترونية

العدد 1086  |  حزيران 2025

المجلة الالكترونية العدد 1086