Dear Dior

11 أيلول 2012

«أحب اللون. اللون هو الحياة»، تقول فيكتوار دو كاستيلان، المديرة الإبداعية. مجموعتها الأخيرة تنبض بالألوان والحيوية مع دقة التخريم في الجهة الخلفية. مستوحاة من المجوهرات التي كان يبتكرها السيد ديور لمجموعات الأزياء الراقية في حقبة الخمسينات من القرن العشرين.

في المجموعة الجديدة من المجوهرات الراقية، عادت Dior بالزمن للاستيحاء من العصر الذهبي لمجموعات الأزياء الراقية لكريستيان ديور في بداية الخمسينات من القرن العشرين. هنا، ألقت المصممة فيكتوار دو كاستيلان نظرة على تصاميم المجوهرات الأصلية التي ابتكرها ديور، وأعادت تصورها لتروق للمرأة العصرية ضمن مجموعة من المجوهرات الراقية تجمع بين الأناقة السرمدية وإبداع التصاميم التي لا يمكن محاكاتها. ترجمة دو كاستيلان لتصاميم ديور الأصلية كشفت عن عكسها للموضة التي سادت آنذاك وتمثلت في استعمال المجوهرات المخصصة، وقررت بدل ذلك استعمال الحجارة النفيسة الأصلية اليدوية الصنع في محترف باريسي. «لطالما ترافقت الأزياء الراقية مع مجوهرات مخصصة بدت مثل المجوهرات الحقيقية. أنا فعلت العكس وأردت ابتكار مجوهرات حقيقية مستوحاة من حقبة الخمسينات». انطلاقاً من هذه الفكرة، ابتكرت تصاميم منمقة وزخرفية بقدر ما هي مغناجة ومعبّرة عن إيحاءاتها.

وهذا ما وصفته دو كاستيلان بمزيج نابض للثقافات. «إنه مزيج روسي وبندقي وبوليوودي. أحب اللعب بكل هذه الجوانب». الفخامة المسرفة في هذه التأثيرات تظهر جلياً في الألوان الحيوية الساطعة التي تم اختيارها للحجارة الطبيعية المستخدمة في المجوهرات. «الحجارة هي وفق ذوقي الشخصي. مزجت أفكار ديور مع ذوقي الخاص لناحية الحجم واللون والتفاصيل التقنية. إنه مزيج بين هويات ديور وبين ما أتطلع إليه في المجوهرات». طيف واسع من الألوان، يراوح بين الأزرق والأخضر والذهبي والأحمر والأرجواني تشكل الطابع البصري الأساسي للمجوهرات، وهذا أمر اعتبرته دو كاستيلان أساسياً في هذه المجموعة. «لطالما أحببت الألوان في الحجارة. لا بد أن تكون الحجارة ملونة. بالنسبة إليّ، اللون هو الحياة. لهذا السبب، من المهم جداً اللعب بالألوان في الحجارة». وراء هذا التلاعب، يبقى الجانب الأساسي للمجموعة وفياً لمبادئ ديور الجوهرية لناحية الالتزام بالأناقة والرقي المتأصلين تماماً في الهوية البصرية للدار، ولاسيما الانتباه الدقيق للتفاصيل. وقد تجلى ذلك في التفاصيل المستخدمة في جانب من المجوهرات نادراً ما يراه الزبون، ألا وهو الجهة الخلفية. «لقد عملت على الجهة الخلفية لقطعة المجوهرات باستعمال نمط التخريم الأصلي في الفساتين.

هكذا، يبدو وجه قطعة المجوهرات ومتنها جميلين على حد سواء»، تقول دو كاستيلان بالإشارة إلى قرارها الفريد في استعمال نمط التخريم المعتمد في فساتين كريستيان ديور ضمن تصاميمها. على رغم هذه التحية المؤثرة للماضي، لم تكن نواياها في هذه المجموعة الجديدة الالتزام بمفهوم التنقيح لمجوهرات ديور، وإنما إعادة ابتكار مفهوم المجوهرات الراقية، والجمع بين الطابع الجمالي التقليدي والجانب البصري الجذاب العصري وغير الرسمي. «عندما وصلت إلى Dior، كانت المجوهرات الحقيقية أكثر تقليدية وكلاسيكية ولم تكن هناك أية محاولة لتخطي تلك الحدود. كان الناس يرصعون الحجارة من دون أية قصص كامنة وراء المجوهرات وأنا أردت إحياء هذا المفهوم بالترافق مع بعض الأنوثة». المحور الأساسي لهذه المجموعة له طابع إنساني، علماً أن بعض أولئك الناس هم أفراد من عائلة دو كاستيلان الذين تصفهم بحنان على أنهم غريبو الأطوار، والنساء اللواتي سيضعن في النهاية مجوهراتها هنّ النساء اللواتي أعطتهن أكبر قدر من تفكيرها. إدراكها لهدف المجوهرات هو الذي يسطع فعلياً في هذه المجموعة.

دو كاستيلان تدرك أن النساء لا يبحثن فقط عن قطع تقليدية أو صالحة للاستعمال، وإنما يبحثن أيضاً عن مجوهرات تدوم لمدى الحياة وأكثر عبر الحصول على أصحاب جدد مع مرور السنوات. «المجوهرات هي شيء رمزي جداً بالنسبة إليّ. يمكنك فعل الكثير من الأمور لأجلها. يمكنك أن تقتل، أو تحب، أو تتظاهر بالحب. إنها الأمان. إنها الشيء السرمدي. إذا لم تكسري المجوهرات، تبقى موجودة. يمكنك نقلها إلى ابنتك. صنع المجوهرات بالنسبة إليّ هو الاستمرار في اللمس، في أن تكون إنساناً». تقول دو كاستيلان عن رؤيتها للمرأة التي ستزدان بهذه المجموعة إنها امرأة اليوم العصرية. «النساء العجوزات والشابات اللواتي أراهنّ في الحفلات وفي الشوارع وفي المجلات». إنها ليست إذاً مجرد رسالة حب إلى السيد ديور. إنها تحية للمرأة التي ترغب في إضافة قطع تتماشى مع المجوهرات الموجودة أصلاً في خزنة مجوهراتها، وإنما ترغب أيضاً في تلك المجوهرات لتوليد المفاجأة وتعزيز ما تملكه أصلاً، وهذا أمر حاضر دوماً في عقل دو كاستيلان. «أحب ابتكار مجوهرات مختلفة لكل امرأة مختلفة، لكل النساء! أقول دوماً لنفسي: «ما الذي لا أملكه اليوم وأودّ امتلاكه؟» يمنحني هذا الطاقة للإبداع ولابتكار أفكار جديدة». هذه هي الطاقة التي تجعل مجموعة Dear Dior مجموعة حميمة وشخصية ومرغوبة.