سحر من ورق

يبحث العروسان دوماَ عما يميّز يومهما الموعود، انطلاقاً من فكرة غير مبتذلة ترسخ في أذهان المدعوين، ليبقى عرسهما علامة فارقة في الذاكرة، لا تمحوها الأيام. 
نحن هنا أمام عرس من... ورق! فكرة غريبة لم تألفها العين، ولكن سرعان ما تعشقها عند تنفيذها، إلى حد الدهشة. وهذا يعدّ إبداعاً وظاهرة في عالم هندسة ديكور الأعراس.

ولا تعود الدهشة هي نفسها عندما نربط الفكرة بالمهنة. فالعريس وعائلته ذوو خبرة طويلة في عالم الورق، باعتبارهم مالكي أكبر مطبعة ورقية في الشرق الأوسط، ومن هنا انطلقت الفكرة.
وإلى جانب المهنة التي فرضت نفسها على هندسة العرس، للمكان ارتباط وثيق أيضاً بفكرة التصميم. فالعروسان دومط وماريا رعيدي، اختارا الطبقة العلوية للمطبعة «روف توب»، وحولّاها إلى صالة عرس بأدقّ تفاصيلها.
واقترحا هذا المكان على ألان حديفة، منظّم الأعراس وصاحب شركة رائدة في هذا المجال، فشجعهما بدوره على استثماره، لتنطلق اللوحات الورقية المبدعة.

البداية من الصالة الأولى حيث الـwelcome drink. هنا صنعت بعض المقاعد من ورق المجلات والصحف. وتكتمل رحلة الإبداع في الطبقة العلوية بفساتين العرس العديدة التي زيّنت كلّ الأرجاء.
أما العرائس، وهنّ عبارة عن دمى كالعارضات، فتجلّين بأبهى حلّة ورقية، وتوزعن بأعدادهن التي تفوق العشر في كلّ الزوايا، مرتديات فساتين عرس من ورق المجلات والصحف، مصمّمة بقماش الـ«تول» والورود الإصطناعية.
ولكلّ واحدة تصميمها الخاص بألوان وأشكال مختلفة. هذه الفكرة طوّرتها ونفّذتها جوسلين مهنا.

والورق أيضاً غطّى أرض حلبة الرقص التي امتزجت مع مواد خاصة تناسب وضعها في هذا المكان. وقد حرص السيد رعيدي على عدم إظهار أسماء المنشورات التي افترشت الأرض. الكرتون أيضاً لعب دور حواجز، عبارة عن صناديق مزخرفة من الورق المقطّع إلى شرائط رفيعة وضعت لتحدّد مكان الجلسة المخصّصة للعرس من كلّ الاتجاهات، نظراً الى فساحة المكان.

التصاميم لم تعتمد فقط على الورق المزخرف بتفنّن، بل كانت جزءاً من ديكور لافت في هذا الزفاف، فإلى جانبه دخلت الورود بأشكالها وألوانها المختلفة.
ولم يقتصر استعمال الزهور على نوع محدّد، بل تنوّعت واختلفت ألوانها. على أن قمّة الإبتكار تجسّدت في استخدام زهرة الأورتانسيا كشلال تدلّى من آخر الطاولات لينسدل بفنّ وذوق على الأرض.

زينة الطاولات لا تتشابه إطلاقاً. فعلى إحدى الطاولات مجموعة من المزهريات الصغيرة، في داخل كلّ منها باقة من الورد بألوانها العديدة. وعلى طاولة مجاورة شموع كبيرة أضاءت شمعداناً من الكريستال، وضع بدوره داخل مكعب من الزجاج لعب دوراً مزدوجاً تجميلياً لحماية الشموع من الهواء. وعلى الطاولات الجانبية شمعدان كبير من الكريستال زيّنها إلى جانب مجموعة مزهريات صغيرة.

كلّ شيء هنا لا تألفه العين للوهلة الأولى، لكنها تعشقه كلما أمعنت النظر إلى تفاصيله الكبيرة والصغيرة، لتصحّ فيه تسمية «عرس الموسم».

ضومط رعيدي