black file

تحميل المجلة الاكترونية عدد 1090

بحث

الرئيس التنفيذي لدار Damiani: صنعنا Ode To Italy لنرد الجميل لبلد ألهمنا

في قلب العاصمة الإيطالية الساحرة، روما، وبين أروقة التاريخ والفن، التقينا بالسيد Guido Damiani، الرئيس التنفيذي لدار Damiani العريقة، بمناسبة إطلاق مجموعته الجديدة Ode to Italy. بعد عامٍ احتفلت فيه الدار بمرور مئة عام على تأسيسها، جاءت هذه المجموعة تعبيراً صادقاً عن الامتنان والانتماء الى الأرض التي وُلدت فيها العلامة وترعرعت، إيطاليا.

تشكّل Ode To Italy قصيدة مُصاغة بالمعدن الثمين والحِرفية المتقنة. هي ليست مجرد عنوان، بل رؤية تُترجم الهوية الإيطالية بعناصرها الثلاثة: الطبيعة، البحر والعمارة، كما يقول Guido Damiani، الذي فتح لنا قلبه وتحدّث بشغف عن الفن، الأسرة، والتزام الدار بالإرث والجودة. في هذا الحوار الخاص من روما، نغوص مع Guido Damiani في تفاصيل الإلهام، وتحدّيات السوق العالمية، وخططه في الشرق الأوسط، لنكتشف كيف تظل المجوهرات مرآة للثقافة، والذوق، والانتماء.


- نحتفل بإطلاق Damiani الجديد، ما الذي ألهمكم اختيار Ode to Italy عنواناً لهذه المجموعة؟ وهل هي بمثابة تكريم لإيطاليا؟

نعم، هذه المجموعة هي تكريم لإيطاليا بكل تفاصيلها. العام الماضي احتفلنا بمرور مئة عام على تأسيس Damiani، وكان ذلك مناسبة للاحتفال بالشركة. أما هذا العام فقد شعرنا أن الوقت حان لتكريم بلدنا، الأرض التي وُلدنا فيها، نعيش فيها، نبدع وننمو. نحن نستلهم كثيراً من الجمال المحيط بنا في إيطاليا، من سواحلها وتلالها إلى معمارها العريق، وهكذا وُلدت فكرة Ode to Italy، أي «أنشودة لإيطاليا».

- ما أبرز المناطق الإيطالية التي تظهر في المجموعة؟

ركّزنا على المناطق الساحلية الخلاّبة مثل بورتوفينو، بورتو تشيرفو، تاورمينا، وكابري، وهي أماكن لها سحر خاص وطاقة فنية عظيمة. كما لم نغفل المناطق الداخلية من إيطاليا، مثل البحيرات والتلال، وحتى الرموز المعمارية التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من الهوية الإيطالية.

- المجموعة تتمحور على ثلاثة مواضيع: العمارة، الطبيعة والبحر. أيّها الأقرب إلى قلبك؟

البحر، بلا تردّد. أنا أعشق البحر، حتى في دبي حيث أعيش منذ سنوات، اخترت السكن على الشاطئ. البحر يمنحني طاقة لا توصف، كما يساعدني على الاسترخاء والتأمّل. صباحاً أمشي على الشاطئ، ومساءً أجلس قُبالة البحر وأتأمّله. إنه مصدر إلهام لا ينضب بالنسبة إليّ، ولذلك فالجزء المخصّص للبحر هو الأقرب إلى قلبي في المجموعة.


- لاحظنا وجود أحجار نادرة واستثنائية في المجموعة، ما الذي دفعكم لاختيارها؟

نحن لا نركّز فقط على التصميم أو السعر، بل نؤمن بقيمة التفرّد. نبحث عن الأحجار النادرة التي يصعب العثور عليها، مثل تورمالين الباريبا بوزن 45 قيراطاً، والمورغنايت، والألكسندريت، وحتى ماسة نادرة بلون أصفر مائل إلى الأخضر. شقيقي Giorgio هو المسؤول عن اختيار هذه الأحجار، ويتعاون عن قرب مع المورّدين حول العالم، وفي بعض الأحيان، يبذل جهداً لإقناعهم ببيع قطع نادرة.

- Damiani معروفة بحِرفيتها العالية، هل اعتمدتم تقنيات جديدة في هذه المجموعة؟

في الواقع، لا، نحن ما زلنا نصنع المجوهرات بالطريقة نفسها التي اتّبعها والدي وجدّي. ربما تغيّرت الأدوات، وأصبحت أكثر حداثةً، لكن التقنيات الجوهرية بقيت تقليدية، وهذا ما نحرص على نقله إلى الجيل القادم. لدينا «أكاديمية» Damiani حيث نعمل على تدريب الحِرفيين الجُدد للحفاظ على هذا الإرث الفريد.

- ماذا تعني «القطع الخالدة» بالنسبة الى Damiani؟

الخلود في المجوهرات يعني أن ترافقكِ القطعة مدى الحياة، بل وتنتقل لأجيال تالية. لا ينبغي أن يكون التصميم مبالغاً فيه أو خاضعاً للموضة الزائلة، لأنك قد تملّين منه. التحدي الأكبر هو تقديم قطع ناعمة، راقية، وخالدة. نحرص كل عام على تحسين هذه المعادلة: أن تكون مبدعاً لكن برقيّ.

ثلاث كلمات تلخّص Ode to Italy

إيطالية، عائلية، وشغف.

- كيف تنافس Damiani في سوق مزدحم بدور المجوهرات العالمية الكبرى؟

الأمر ليس سهلاً، لا سيما أن معظم الأسماء الكبرى مملوكة لمجموعات ضخمة مُدرجة في البورصات العالمية. لكن Damiani مختلفة، نحن علامة عائلية إيطالية حقيقية. الاسم على القطعة هو اسم عائلتي، اسم والدي وجدّي. هناك شعور كبير بالمسؤولية. نحن لم نبدأ كعلامة تجارية بل كمصنّعين، من قلب فالينزا، مدينة المجوهرات الإيطالية. بل إن هناك ساحة قرب مقرّنا الرئيس تحمل اسم Damiani، ومدرسة تحمل اسم والدتنا بالقرب من المقر... كل هذه الرموز تشهد على عمق جذورنا وهويتنا الفريدة.


- لماذا اخترتم روما لإطلاق هذه المجموعة وليس فالينزا حيث مقرّكم؟

روما هي عاصمة إيطاليا، وأردنا الاحتفاء بها كما نحتفي بإيطاليا. رغم زحمتها وبعض عيوبها، إلاّ أنها مدينة ساحرة، أيقونية، وتجمع بين التاريخ والفن والحب في كل زاوية. أردنا أن يكون إطلاق المجموعة في مدينة تليق بهذا التكريم.

- كيف ترى المرأة في الشرق الأوسط وعلاقتها بالمجوهرات؟

المرأة في الشرق الأوسط أنيقة جداً، وتتابع الصيحات العالمية، وتتمتع بذوق رفيع وثقافة واسعة في عالم المجوهرات. أحياناً، أُفاجأ بمدى معرفتهنّ بتفاصيل قطع معينة حتى قبل وصولها إلى الأسواق. إنهنّ رائدات في التوجّهات.

- هل تخطّطون للتوسع أكثر في الشرق الأوسط؟

بالتأكيد، لدينا متجر في «دبي مول» منذ سنوات. أخيراً، افتتحنا بوتيك في مدينة الكويت، والرياض، وقريباً في الدوحة والبحرين. أما أبو ظبي فسنفتتح فيها خلال العام المقبل. نحن نستثمر بقوة في المنطقة ونؤمن بإمكاناتها.

- هل يمكن أن نرى مجموعة خاصة بالشرق الأوسط؟

نعم، نحن ندرس الفكرة حالياً. نحب ثقافة المنطقة ونريد أن نبتكر شيئاً يعبّر عنها بخصوصية واحترام.


- هل لديكم خطط للبنان؟

نحن نحب لبنان، ولدينا الكثير من الأصدقاء اللبنانيين، لكن الوقت الآن ليس مناسباً. لم أزُر لبنان منذ أكثر من عشرين عاماً، لكنه دائماً في قلبي. هناك تشابه كبير بين الإيطاليين واللبنانيين، في الذوق، وأسلوب الحياة، وحتى في طريقة التفكير. نحن «أبناء عمّ» كما يُقال. نأمل أن تتحسّن الظروف لنحقق حضوراً هناك.

المجلة الالكترونية

العدد 1090  |  تشرين الأول 2025

المجلة الالكترونية العدد 1090