'ملتقى الثلثاء' في الكويت

ملتقى الثلثاء, إبراهيم عبد المجيد

08 مايو 2013

أقام «ملتقى الثلثاء» احتفالية خاصة بالروائي إبراهيم عبد المجيد، أدارتها الدكتورة رضوى فرغلي، في مقر الجمعية النسائية الثقافية.
في البداية، قدمت فرغلي تعريفاً موجزاً بالمحتفى به ومنجزه السردي الذي يزيد عن عشرين رواية ومجموعة قصصية أهمها: «ليلة العشق والدم»، «البلدة الأخرى»،»المسافات»، «عتبات البهجة»، و»بيت الياسمين».
كما أشارت إلى أن عبد المجيد «وزع تاريخه حياة وعملاً بين مدينتين عظيمتين: الإسكندرية والقاهرة.
لكن تظل عروس البحر المتوسط مسقط الرأس ومنبع الوحي والإلهام ودرة إبداعه في ثلاثيته عنها راصداً المصائر وتحولات المدينة والتي بدأها بـ «لا أحد ينام في الإسكندرية»، ثم «طيور العنبر»، وأخيراً أحدث رواياته «الإسكندرية في غيمة». واختتمت بالتأكيد أنه من أكثر الكتاب الكبار مساندة ومتابعة للأجيال الشابة.

بعدها ألقى عبد المجيد شهادة مشيداً بالدور الثقافي للكويت ليس فقط في إصداراتها وسلاسلها المعروفة بل لأنها كانت ملاذاً في الستينات والسبعينات للعشرات من المبدعين والمثقفين العرب.
ثم تطرق إلى روايته الأولى «في الصيف السابع والستين». وحول ثلاثيته عن الإسكندرية قال إنه لا يفضل أن تكون الرواية التاريخية وعاء لطرح الأفكار السياسية بل أن يأخذ القارئ في رحلة إلى تفاصيل هذا العصر، لذلك استغرق في كتابة «لا أحد ينام في الإسكندرية» ست سنوات، فزار أماكن الحرب العالمية الثانية ومقابر الحلفاء وقرأ صحف تلك السنوات، حيث تركز الرواية على تأثير الحرب على الإسكندرية، مشيراً إلى الطابع الكوزموبوليتاني لها آنذاك تحت شعار «الدين لله والوطن للجميع» فعاش فيها المصريون من مسلمين ومسيحيين ويهود، مع اليونانيين والإنكليز والإيطاليين.
وأوضح أنها بدأت تفقد هذا الطابع شيئاً فشيئاً بعد ثورة تموز/يوليو وسياسة التمصير وتداعيات العدوان الثلاثي.
وقد عالج خروج الأجانب في «طيور العنبر» وهي الجزء الثاني من الثلاثية، وصولاً إلى عصر السبعينات وتحالف الرئيس أنور السادات مع القوى الإسلامية ضد اليسار، وهو ما جعل الإسكندرية تفقد أيضاً طابعها المصري وانفتاحها، وقد تناول ذلك كله في روايته الصادرة حديثاً «الإسكندية في غيمة».

وفي الجزء الثاني من الاحتفالية أدارت فرغلي حواراً مع الكاتب مستلهماً من فقرات ونصوص من أهم رواياته، فرداً على سؤال حول الكتابة ومراودتها وطقوسها قال: «أومن بأن كل رواية هي مجال للتجريب، وأن الفن أثناء الكتابة مقدس، لكن بعد الطباعة تصبح الرواية «سلعة» تعجب البعض أو لا تعجبه.
والكتابة ليست اختياراً بل هي موهبة تتفجر لأي سبب، ثم يأتي بعد ذلك الإلمام بتاريخها وجمالياتها».

وأضاف: «ليس لدي خطط معينة للكتابة، باستثناء الثلاثية، فأنا تنقلت بين مدن وأعمال كثيرة ورأيت نماذج بشرية لا حصر لها، ولا أميل إلى التدوين بل أكتب ما يبقى في الروح من كل هذا.
وأحتفظ بمكتبي نفسه منذ أكثر من أربعين عاماً، وكل ما يهمني أن تكون الإضاءة بيضاء توحي بالرحابة.
وأبدأ الكتابة بعد منتصف الليل على إيقاع البرنامج الموسيقى حتى الصباح تقريباً، ولا أفضل أن يكون المكتب مزدحماً بمكتبة كبيرة لهذا أتخلص من عشرات الكتب بتوزيعها على المدارس والمستشفيات».

وتابع: «الكثير من الشخصيات التي كتبتها أتعبتني وتأثرت بها جداً وأعتبر أن حياتي الحقيقية هي ما كتبته وليس ما عشته، فأنا أعيش في الوهم اكثر من الواقع الذي يمر أمامي كأنه فيلم».

وعن المؤثرات والمحفزات الأساسية قال: «تأثرت جداً بدراستي للفلسفة، خصوصاً الفلسفة الوجودية، وكذلك بالتراجيديا الإغريقية وكنت أعد رسالة ماجستير في المسرح، ومن الكتاب تأثرت بنجيب محفوظ وكافكا ودوستويفسكي ودينو بوزتزاي خصوصاً في روايته «صحراء التتار»».

واستغرب مطالبة البعض له بألا يكتفي بالثلاثية بل يجعلها رباعية مثل داريل، مشيراً إلى أن داريل تأثر بالروح الاستعمارية في روايته وأنه أحب أكثر كتابات كفافيس عنها.
وفي الجزء الثالث من الاحتفالية، فتح الباب للمداخلات .