معرض لشباب وشابات الأعمال في شرق السعودية

معرض, المملكة العربية السعودية, عباءة

15 ديسمبر 2013

لم يكن بوسع 150 مشروعاً شبابياً، في معرض شباب وشابات الأعمال الذي أقامته الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية في السعودية، إلا المطالبة بزيادة فرص التمويل، وتذليل العقبات، وفتح مجالات الاستثمار للنساء في السعودية، بصورة أوسع. هكذا كانت بدايات المعرض الذي شهد توافد أكثر من 3 آلاف زائر خلال ثلاثة أيام، وافتتحه أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف الذي حرص على تقديم كل دعم ومساندة للشباب.


في أركان متنوعة وأقسام مختلفة، من المعرض الذي أقيم على أرض معارض الظهران الدولية، تتجرّأ فتاة لا تتجاوز 21 سنة، وهي طالبة جامعية، أن تجلس لتُبرز موهبةً جعلتها «خبيرة تجميل». ريم إسماعيل الفتاة الجامعية التي حازت إعجاب الكثيرين في المعرض، والتقاها أمير المنطقة، تسرد قصة نجاح بدأت منذ نعومة أظفارها، وتدرّجت بمشاركتها في عروض أزياء محلّية عبر تزيين العارضات، إلى أن تمكنت أخيراً من المشاركة في عرض أزياء أقيم في بيروت، توّجت فيه:  «الأميز في فن الماكياج».

ريم إسماعيل التي استقطبت جماهير المعرض تقول لـ «لها»: «شاركت في معارض عدة، ومعرض شباب وشابات الأعمال فرصة لرواد الأعمال في ترسيخ المنهج الاحترافي في العمل، كما أنه يفتح آفاقاً لتبادل الخبرات والمعرفة، والتعرف على احتياجات سوق العمل السعودي الذي يتطلّب كوادر محلية قادرة على استغلال الفرص المتاحة. خصوصاً أن مناخاً صحياً ملائماً للاستثمار بات يتوافر امام المرأة. من هذا المنطلق، عملت بجد واجتهاد على صقل موهبتي في التزيين، وأصبح لدي زبائن في شرق السعودية ومن مناطق أخرى أيضاً، وحالياً أعمل على تلبية طلبات تزيين عرائس خارج الممكلة».


آفاق

تتسلم دفة الحديث، رهف الحارثي، وهي رائدة أعمال تمكنت من تصميم العديد من العباءات بطريقة مبتكرة. رهف التي خاضت تجربة طويلة في العمل المهني، تقول: «لا بد من فتح الآفاق المعرفية في مجتمع الأعمال بين الشباب الذين يؤمنون بالعمل الحر». وتضم صوتها إلى صوت رهف، منال الشريعان التي تنتج مشغولات يدوية وحرفية، فهي تطالب بتغيير النظرة المجتمعية إلى العمل الحرفي، «فهو ليس عيباً، ولا بد من أن نعمل ونبدع فمواهبنا لا يستهان بها، وصقلها لا يكون إلا بالتدريب والاحتواء منذ الصغر. لا بد من إخراج جيل موهوب مبدع مفكر، غير معتمد على الوظيفة. من هذا المعرض أؤكد أهمية العمل الحر، وعدم الالتفات إلى العمل الوظيفي أو الركض وراءه، لأنه لا يجلب إلا المتاعب والمشقة، فإنتظار الوظيفة لا يمكن أن يحقق رسالة الأجيال وهي المشاركة في تنمية المجتمع وتحقيق تنمية مستدامة».

أما المشاركة أمينة المصري المتخصصة في تنظيم المعارض، فتقول: «المعرض نقلة نوعية للشباب، فعادة تكون المعارض تجارية تنفذها شركات، أما المعرض الحالي متميز لأنه أقيم بإشراف جهة مهتمة بالشباب من خلال تدريبهم وتمكينهم لينخرطوا في سوق العمل. فضمن أجندة الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية وبرامجها، غرس حب العمل في نفوس الشباب، وتحفيزهم على المبادرات الذاتية عبر الاستثمار في المجالات المتاحة».

تختلط الأحاديث في المعرض، فهناك من تتحدث عن الموضة والأزياء، وأخريات عن فن التزيين، ونساء يطّلعن على أبرز التصاميم في فن الديكور. وتربط إحدى الزائرات بين «قوة المعرض، والمنتجات المعروضة، وغالبيتها فريدة. مثلاً إحدى مصممات المجوهرات تعرض مجوهرات لم أرَ كتصاميمها من قبل، والمرأة عادة تبحث عن التميّز والاختلاف عن سواها».
مشرفة على التدريب في إحدى الشركات التي تتولى مشاريع صغيرة ومتوسطة تقول: «أجرينا دراسة مستفيضة حول واقع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتبين أن مساهمتها في النشاط الاقتصادي رئيسية، فقد تبين أنها تشكل 95 في المئة من المنظمات المسجلة في الدولة، ونسبة الوظائف التي تستوعبها 62 في المئة، ويقدر حجم عمالتها بـ82 في المئة، وتساهم في التوظيف بنسبة 52 في المئة»، مما يؤكد أن المشاريع تحتاج إلى مبادرات «لزيادة ضخ رؤوس الأموال في القطاع».

من جهتها، رأت رئيسة مجلس شابات الأعمال في  الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية وجدان السعيد أن المعرض قدّم تجارب مميزة لرائدات الأعمال في المنطقة اللواتي يسعين إلى تقديم ما يحقق طموحاتهن.
وأكدت أن المعرض يشكل فرصة ثمينة للشابات اللواتي يفكرن جديا في تأسيس مشروع مختلف، مشيرة إلى رائدات أعمال استفدن من معلومات كثيرة ودورات تدريبية في الداخل والخارج أهلتهن للنجاح.

وقال رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية في الشرقية عبد الرحمن الراشد إن غرفة الشرقية أطلقت مبادرتها لإنشاء مجلس شباب أعمال الشرقية بهدف دعم المستثمرين والمستثمرات الشباب الذين تنامى دورهم خلال السنوات الأخيرة، حتى أصبحوا يشكلون شريحة مهمة من البيئة الاستثمارية في المملكة بشكل عام، وفي المنطقة الشرقية بشكل خاص.
ولفت إلى أن ملتقى ومعرض شباب وشابات الأعمال في «الشرقية»، يأتي تجسيدا لرؤية الغرفة في ما يتعلق بتفعيل الأداء التنموي لشباب وشابات الأعمال، إضافة إلى مشاركتهم في برامج التطوير الحضاري التي تشهدها المنطقة.