ريما البنّا... المصمّمة التي تعيد تعريف الاستدامة
ريما البنّا
من مجموعة أزياء ريما البنّا
من مجموعة أزياء ريما البنّا
من مجموعة أزياء ريما البنّا
من مجموعة أزياء ريما البنّا
من مجموعة أزياء ريما البنّا
من قلب الشارقة، حيث تلتقي الجذور الثقافية بروح الابتكار، انطلقت علامة Reemami لتعيد تعريف الأناقة المعاصرة بمعايير فنية وإنسانية. أسّستها المصمّمة ريما البنّا عام 2010، بعد رحلة بدأت من التصميم الغرافيكي لتتطور إلى لغة أعمق من التعبير الذاتي عبر الأزياء. ما يميز Reemami هو قدرتها على سرد القصص من خلال القصّات المعمارية والرسومات الفنية التي تعكس المشاعر، التراث، والهويات المتعدّدة.
اليوم، تقف Reemami كواحدة من العلامات الرائدة في الموضة المستدامة في الشرق الأوسط، برؤية تسعى لإعادة بناء صناعة الأزياء بطريقة أكثر إنسانية، بطيئة الإيقاع، وصادقة في رسالتها.

- ريما، أعيدينا إلى البدايات. ما الذي ألهمك لإطلاق علامة Reemami، وكيف بدأت رحلتك في عالم الموضة؟
بدأت كمصمّمة غرافيك وعملت في هذا المجال لمدة خمس سنوات. بعد فترة، شعرتُ أن هذا لم يكن الشكل الصحيح للتعبير عن نفسي. كنت أرغب في خلق شيء أكثر شخصيةً ومعنى. عندها قررت الالتحاق بمدرسة لتصميم الأزياء فدرست في Esmod بدبي. وتوالت الأمور بعد ذلك، لتبدأ Reemami في عام 2010، مع إطلاق مجموعتي الأولى في العام نفسه.
- تتميز Reemami بسردها الفني المبدع وقصّاتها الفريدة. هل كان هذا النهج الإبداعي جزءاً من رؤيتك منذ البداية، أم تطوّر مع الوقت؟
بدأت باستكشاف فن الطيّ، Draping، والقصّات، والأشكال المعمارية، والنحت، وكنت مفتونة جداً بالبنية والشكل. ومع مرور الوقت، تطوّر عملي، وبعد نحو خمس سنوات بدأتُ أركّز أكثر على سرد القصص من خلال تصاميمي. كان هناك دائماً عنصر سردي في البنية والقصّات، لكن هذا الجانب تجلّى فعلاً عندما تعاونت مع فنانين من ذوي الهمم في مجموعة Frida Kahlo. أخذت فنونهم وحوّلتها إلى طبعات، وكانت تجربة عاطفية وتعبيرية للغاية بالنسبة إليّ، سمحت لي بالتعبير الحقيقي عن ذاتي عبر الموضة.
- مجموعتك الأخيرة تواصل دمج الفن الجريء مع الموضة المستدامة. ما القصة التي تروينها من خلالها، وما الذي ألهم اتجاهها؟
كانت مجموعتي الأخيرة استمراراً لمجموعة عرضتها في باريس بعنوان Vivid Skate. إنها احتفاء بتراثي الفلسطيني ممزوجاً بحبّي للتزلج على الألواح واستكشاف الأشكال المبالَغ فيها والمُضحكة. تمزج المجموعة بين السرد الثقافي والروح المرِحة، فهي جريئة، معبّرة، ومليئة بالحركة، تماماً مثل التزلّج نفسه.

- ما المواد والتقنيات التي استكشفتِها في هذه المجموعة لتعكس التزامك بالاستدامة والتصميم الخالي من الهدر؟
في هذا الموسم، استكشفتُ العديد من تقنيات التطريز، والأشكال المختلفة، والقصّات، بالإضافة إلى طرق نسج جديدة ومواد مبتكَرة. استخدمت الكثير من الأقمشة القابلة لإعادة التدوير وأعدتُ توظيف بعض الطبعات التي لم تُطرح من قبل. كما طوّرت بعض الطبعات التي أحبّها عملاؤنا من المجموعات السابقة، مع منحها لمسة جديدة. في استوديوهاتنا نعمل بطريقة خالية من الهدر، لا ننتج بكميات زائدة أبداً. مخزوننا محدود جداً، وبمجرد نفاده، نكون سعداء بصنع المزيد عند الطلب. إنه نظام صغير ومتعمّد يسمح لنا بالتركيز على التصاميم المصنوعة حسب الطلب، وعلى الاستدامة بطريقة حقيقية ومدروسة.
- كيف ترين تطوّر مشهد الموضة الإماراتي حالياً، وأين تقع Reemami ضمن هذا المشهد؟
أعتقد أنه كعلامة تأسّست بالكامل في الشارقة منذ حوالى 15 عاماً، لعبنا دوراً كبيراً في تشكيل حركة لمصمّمي الأزياء المحليين. أظهرنا للمصانع وورش العمل من حولنا كيف يمكنهم تكييف إمكانياتهم للطلبات الصغيرة والتفكير بما يتجاوز الإنتاج الضخم. كما عملنا بشكل وثيق مع الحِرفيين المحليين، وساعدنا في بناء منظومة فتحت الأبواب لمصمّمين آخرين.
وفي الوقت ذاته، بنينا قاعدة عملاء وفيّة تؤمن بالمواهب المحلية وتدعمها. ينتظرون مجموعاتنا الجديدة، ويشجّعوننا، وهذا الشعور بالمجتمع والثقة يعني لي الكثير.
- كمصمّمة أزياء إماراتية، كيف توازنين بين اتجاهات الموضة العالمية والهوية الثقافية المحلية في عملك؟
كمصمّمة أزياء، أنا لا أتبع اتجاهات الموضة العالمية، بل أتبع حدسي وأصمّم بناءً على ما أشعر به في اللحظة. عمليّة التصميم بالنسبة إليّ مرنة، إنها حالة ذهنية تتكشف بشكل طبيعي. كل قطعة أصمّمها هي جزء من قصتي، ولا أحد لديه القصة ذاتها.
- من الواضح أن الاستدامة هي قيمة أساسية في Reemami، ما التحديات التي واجهتكِ في الحفاظ على ممارسات صديقة للبيئة، خاصة في الشرق الأوسط حيث قد تكون مصادر المواد المستدامة محدودة؟
بالنسبة إليّ، الاستدامة أمر بدهي. منذ وقت طويل، حرصنا على عدم إهدار أي قماش أو استخدام أي شيء لا يفيدنا أو يضرّ بالبيئة. الكثير مما نقوم به في Reemami، حتى قبل أن يبدأ الناس باستخدام كلمة «الاستدامة» كان دائماً يتمحور حول الوعي والعناية بالأقمشة وبما نمتلكه.

- هل يمكنك التحدّث عن جهودك في مجال الموضة الدائرية، وإعادة استخدام المخزون الزائد، ودعم متاجر الأقمشة المحلية؟ كيف تشكّل هذه المبادرات هوية Reemami وتأثيرها؟
العمل في مجال الموضة الدائرية بالنسبة إلينا أمر فطري، إنه ببساطة منطق سليم. لا أحد يريد إهدار القماش الزائد، أو استخدام مواد مصنوعة من البلاستيك تضر بالبيئة. من المنطقي التعاون مع المصانع والحِرفيين ومتاجر الأقمشة ضمن نطاقنا المحلي. بهذه الطريقة، لا توجد تكاليف غير ضرورية أو مواد فائضة. والأهم من ذلك هو بناء مجتمع محلي يمهّد طريقاً أكثر أماناً واستدامة لمصمّمي الأزياء الذين سيأتون بعدنا في هذه المنطقة.
- بالنظر إلى المستقبل، ما أهدافك لـReemami من حيث الإبداع والأخلاقيات والتوسّع العالمي؟
حالياً، أستمتع كثيراً بالنمو الذي تشهده Reemami وكيف تتوسع عالمياً كعلامة أزياء. الأمر يتمحور حول سرد قصصنا ومشاركة ثقافتنا وتقنياتنا وتراثنا وطريقتنا في الحياة من خلال الملابس. النمو بطيء ولكن ثابت ومدروس، ومع ذلك فهو ذو معنى وقد بدأ بالفعل في لمس حياة الناس، مما يجعلهم يشعرون بالارتباط بالقصص والتجارب وراء كل قطعة. رؤية العلامة تتوسع عالمياً، خطوة بخطوة، أمر رائع حقاً. وفي المستقبل، آمل أن أواصل هذا النمو في مسار ديناميكي تصاعدي، لجلب تصاميم Reemami إلى مزيد من الناس حول العالم من استوديوهاتنا الصغيرة.
- كيف ترين إسهام Reemami في إعادة تشكيل مستقبل الموضة في الشرق الأوسط، خصوصاً في ما يتعلق بالاستدامة والموضة البطيئة والمسؤولية الاجتماعية؟
بالنسبة إليّ، الأمر يتعلق بإعادة تشكيل الصناعة، وإعادة بناء النظام، وخلق نظام يعمل فعلاً لي ولغيري من المصمّمين. كل ذلك يبدأ من النهج الصحيح في الإبداع وكيفية صناعة الملابس. جزء كبير من ذلك هو تثقيف العملاء، مساعدتهم على فهم طريقتنا في العمل، وأن القطع ذات المعنى والجودة تحتاج إلى وقت لصنعها.
ما أحبه حقاً هو بناء العلاقات مع عملائنا. ابتكار الطلبات الخاصة والعمل معهم عن قرب أصبحا بالفعل من أكثر الأشياء التي أستمتع بها.
شاركالأكثر قراءة
أخبار النجوم
أحمد فهمي يكشف تفاصيل رسالة هنا الزاهد له بعد...
إطلالات المشاهير
الملكة رانيا العبدالله تتألق بفستان كحلي بتصميم...
أخبار النجوم
عبير صبري تدعم شقيقتها في أزمتها مع دينا...
إطلالات المشاهير
إطلالة جويل ماردينيان رفقة زوجها بـ"لوك" لافت...
إطلالات المشاهير
أناقة الشيخة موزا بنت ناصر… توربان بصياغات...
المجلة الالكترونية
العدد 1090 | تشرين الأول 2025
