الشهرة Fame جنون وتألق...

عطور للنساء, عروض نيويورك, الليدي غاغا

11 ديسمبر 2012

قد تكون من أكثر النجوم الذين يسبّبون الجدل اليوم... موسيقاها ناجحة، تحقّق مبيعات أكثر من هائلة... تفاجئنا بطلّتها وأزيائها. ولكن هذه صورة الفنّانة فيها... قبل لقائها، كنت أتساءل كيف سأجد المرأة والإنسانة... Lady Gaga، نلتقيها اليوم بمناسبة إطلاق عطرها الجديد، Fame، أو الشهرة. حتّى في عطرها أثارت الجدل أرادت أن تكون مختلفة وسبّاقة... عندما التقيناها، كانت ترتدي فستاناً بنّياً طويلاً من تصميم اللبنانيّ باسيل سودا... تحتسي الشاي بكلّ هدوء في مدينة نيويورك الصاخبة.  أظافرها كانت مثل زجاجة العطر، ولكنّها لم ترد أن نلتقط الصور قبل أن يراها جمهورها على الإنترنت من خلال بثّ مباشر لاحتفالها بإطلاق العطر، في متحف Guggenheim...  


- الشهرة،
Fame، كيف كانت تجربتك في إطلاق العطر؟
التجربة كانت مثيرة جدّاً. بدأت كلّها من فكرة أنّني أردت عطراً لونه أسود. التجربة كانت مثيرة لي ولأصدقائي الذين عملت معهم، مثل المصوّرين المبدعين Nick Knight وSteven Klein، فهم من أبرع «الفنّانين» اليوم. وهكذا بدأنا العمل على المشروع وتصوير الإعلانات. هذا العمل بالنسبة إلي مهمّ جدّاً، وليس مجرّد إطلاق عطر، وإنّما الاحتفال بأفضل «بطلين» في عالم التصوير.

- ماذا يمثّل لك هذا العطر؟
أردته اوّلاً أن يكون أسود. والأسود فيه تناقض. ورأيت أنّ Fame اسم يرتبط بي. أردت حقّاً أن أطلق عطراً رائعاً، وليس مجرّد عطر آخر. أردت أن تشعر المرأة معه بالترف، وكأنّها تتسوّق عند Chanel أو Yves Saint Laurent، ولكن في الوقت نفسه دون أن تنفق الكثير من المال. هذا العطر جذّاب، من سيشمّ رائحته عليك سيقع في غرامك على الفور... وهذه هي الشهرة، تريدين أن يحبّك الجميع!
أردت أن يكون اللون أسود لأنّه «مكان» فارغ. ولكنّني هذه الأيّام أحبّ الأبيض أيضاً، خاصّة في الموسيقى التي أقدّمها. وأشعر أنّني بحاجة إلى الإثنين معاً لأعيش. ما تجدونه في العطر ليس أنا، وإنّما هو جزء منّي يعبّر عنّي، عن الشهرة، عن فنّي... وهو ما يعني العطر بالنسبة إلي. 

- تردّدت الكثير من الشائعات عمّا سيحويه العطر؟
أحبّ أن أثير جدلاً أحياناً. عادة عندما يطلق الفنّان عطراً ما، يشتريه من هو معجب به. ولكنّني أردت عطراً تحّبه المرأة حتّى لو لم تكن تحبّ Lady Gaga. كنت محظوظة جدّاً بالعمل مع Steven Klein، ممّا يجعلني أريد أن أكون فنّانة أفضل... أردت أن يكون إطلاق عطري أشبه بعرض أزياء... وسيلة أشكر من خلالها كلّ من يحبّ فنّي.

- متى تضعين العطر في حياتك اليوميّة؟
دائماً، أحبّ أن تكون رائحتي جميلة... وعادة فوراً بعد الحمّام، مع الكريمات... لم أكن أريد عطراً تختلف رائحته مع كل مرحلة من العطر، ولكن عطر تختلف رائحته على كلّ إمرأة. المشمش والعسل والزعفران....  وهو عطر بالفعل فيه الكثير من الجاذبيّة. في الإعلان تجدونني «غاطسة»، وهذه هي الشهرة، «الغطس» في ملذّات الحياة والغرور. عندما تأتيك الشهرة، أين تذهبين بها؟ الأسود أو ما هو داكن في هذا العطر يبقى داخل الزجاجة، وفقط الجمال يخرج من العطر، وهذا جمال الشهرة.

- هل إخراج الموسيقى وإخراج العطر يتشابهان؟
هناك الكثير من الترابط بين الموسيقى والتسويق والتكنولوجيا والإعلام. لقد بعت 6 ملايين زجاجة من العطر في أسبوع! هذا يجعلني أريد أن أغيّر طريقة التسويق. كيف نشتري العطر وكيف نشتري الموسيقى... أريد ان أجد طرقاً مبدعة لم نفكّر فيها بعد، لبيع الموسيقى مع العطر مثلاً! يجب أن تكون هناك طرق أكثر إبداعاً لبيع الموسيقى والأسطوانات.

- الإعلان جريء جدّاً، يصوّرك مع عدد من الرجال...
هذا العطر فيه الكثير من الجاذبيّة و «الحسيّة»... الرجال كما النساء، لدينا كلّنا أفكارنا ومخيّلاتنا... 

- الليلة نحن مدعوّون إلى حفة تنكّرية، وأجدك دائماً تختبئين وراء قناع. تحاولين إخفاء ماذا بالضبط؟
كلّ شيء حقّاً... أضع القناع وأخبّئ كلّ شيء، فالأمر سهل جدّاً. كلّنا لدينا أشياء لا نثق بها تماماً. أشعر بالشفقة على من لا يخبّئ شعره مثلاً عندما لا تكون التسريحة جيّدة! هناك أيّام لا أريد أن يراني أحد، فأعتمر قبّعة... وأحياناً لا أريد أن يرى أحد وجهي متعباً دون ماكياج مثلاً.

- كيف تختارين أزياءك وطلّتك؟
عندما أشعر بالثقة بالنفس والسعادة، ترينني أرتدي أشياء غريبة أكثر ومثيرة... ولكن عندما أرتدي ما هو عاديّ، فهذا يعني أنّني حزينة أو غير راضية.

- ماذا يجعلك تشعرين بالسعادة؟
النجاح والإبداع في عملي وفنّي. عندما لا أشعر بالنجاح أكون تعيسة!

- ما أكثر ما فاجأك خلال إطلاق العطر؟
أكثر ما فاجاني صراحة هو كم فوجئ بي فريق العمل! فوجئوا بدقّتي، وحرصي على أن أكون متنبّهة لأصغر التفاصيل. فقد عملت معهم كثيراً وعن كثب. لم أكن أريد عطراً سيّئاً لا يعجبني، خاصّة إن كان يحمل إسمي!  أنا فنّانة، هدفي ليس المال. أريد أن أضع كل أرباحي في الموسيقى والأعمال التي أقدّمها ومؤسّسة Born This Way. أنا مثل الغجريّة، لا يهمّني المال، ولا أن أملك أيّ شيء... حتّى أنّني لا أملك منزلاً خاصّاً بي. كلّ ما أريده هو أن أقدّم أعمالاً ناجحة وتمضية وقتي مع أصحابي. همّي الأكبر هو من تعجبه أعمالي، وأسمّيهم «little monsters»... وهذه المرّة عندما أبدأ جولتي، سيكون هناك باص Born Brave Bus، حيث سأمضي الوقت مع المعجبين قبل كلّ حفلة. 


قصة العطر

العطر Fame عملت عليه Lady Gaga أقلّ من سنة، مع مختبرات Hauslaboratories و Coty، وبالتحديد مع صانع العطور Richard Herpin. ومع أنّ شائعات تردّدت عن انّ العطر يحتوي على «دمها»، فهذه مجرّد شائعات. Richard طبعاً رفض الفكرة، ولكن خلال لقائنا بها، أكّدت لنا Lady Gaga أنّها ستصرّ على طلبها في عطرها الثاني... 
ويقول خبير العطور العالميّ Herpin أنّه خلال عمله مع Lady Gaga كان دائماً «على أعصابه»، لا يعلم ماذا ينتظره! وأضاف أنّها دائماً متمسّكة برأيها وتعرف ماذا تريد، وهي أيضاً مبدعة، تمزج الأشياء بطريقة مميّزة...  وأضاف أنّ عمله معها أحياناً كان مثل الطبيب النفسيّ، يحاول أن يفسّر طلباتها ويترجمها من خلال العطر.

العطر Fame لا يشبه سواه. فهو أوّلاً باللون الأسود. حتّى الكريمات ولوح الصابون الخاصّ به ستكون باللون الأسود. كما أنّ للعطر عادة ثلاث مراحل، ولكن في Fame الأمر مختلف، فالعطور ممزوجة كلّها بعضها ببعض. Fame يحتوي على BellaDonna، وهي نبتة سامّة للغاية لكنها غير ضارة استخدمتها Lady Gaga للمرّة الأولى في عطر  (ولو أنّها مستخدمة في الطبّ أحياناً... لا تستغربي فكرة السمّ في العطر، فهذا عطر من Lady Gaga...)، وكانت أيضاً مستخدمة في العصور القديمة للجمال، وهي في Fame ممزوجة بعطر الزعفران والبخور. وهذا هو «الجنون» في العطر... في العطر أيضاً العسل ورحيق المشمش. العسل أيضاً غير مستخدم كثيراً في العطور، ومع المشمش، يصبح في غاية الجاذبيّة، أو «المتعة».  بالإضافة إلى المتعة، هناك أيضاً الكلاسيكيّة والبراءة والأنوثة، تعبيراً عن «التألّق»، عبر مزيج من الياسمين والأوركيد.  وخلال مرحلة العمل على العطر، طلبت Lady Gaga الحصول على 15 ليتراً من العطر تقريباً، خلال ستّة أشهر. وهذا أمر يسعد العطّار لأنّه يدلّ على أنّها فعلاً تحبّ العطر. (يضحك ويقول أنّه يعتقد أنّها تستخدمه للاستحمام). وأخيراً يضيف Herpin أنّ هذا العطر يمكن الرجال استخدامه أيضاً.