Home Page

طفولة رياضية

الرياضة, السباحة, الجمباز, الجودو, الكاراتيه, كرة المضرب

22 فبراير 2010

يبدأ الطفل بالمشي فتكثر حركته لأنه يريد أن يتعرّف إلى العالم من حوله، وخلال اكتشافه لهذا العالم يتعرّف إلى قدراته الجسدية، فهو يتعثر حين يركض لكنه يستمر، يقفز عن الكنبة فيقع لكنه يعيد الكرّة، أو يتسلّق الطاولة... إنه رياضي بالفطرة. فهو في حركة لا تنضب، ومع الوقت تتطور قدراته حين يدخل المدرسة ويشارك في نشاطات رياضية بسيطة تنمي عواطفه من خلال شعوره بالتوتر والحماسة والمنافسة والشعور بالخيبة أو الاستمتاع بطعم الفوز. وهناك العديد من الأسباب التي  تجعل الطفل يهوى الرياضة، ولكن سواء كان هذا الشغف بالرياضة يمارسه في أوقات فراغه أو خلال مباراة، فمن الضروري أن يكون شغفاً يمارسه  بحرية.

يرى اختصاصيو التربية والنفس أن الرياضة جزء أساسي من نمو الطفل الجسدي والفكري الصحيح، كما أنها تساعد في تعزيز شعوره بالثقة بالنفس وتطوير قدراته وتعلمه احترام الآخرين. فالتمارين والتقيد بالقوانين وتقبل المنافسة كلها أمور يقبلها الطفل بسرور لأن اللعبة هي القاعدة التي تحفز كل الأطفال وتجعلهم ديناميكيين.

غير أن اختيار الرياضة المناسبة للطفل يتطلب معرفة قدراته وميوله والسن المناسبة. من هنا يجيب الإختصاصيون عن الأسئلة التي يطرحها الأهل عن الرياضة.

- كيف أختار الرياضة التي يمكن ابني القيام بها؟
إن اختيار النشاط الرياضي يرتكز على طباع الطفل وميوله. فالطفل الخجول مثلاً قد يكون اختيار رياضة الكاراتيه  مناسباً له، لأنها تعلّمه كيفية الدفاع عن نفسه. بينما الطفل الذي يحب الطبيعة تكون الفروسية أو الدراجة الهوائية أو التسلق أو التزلج أو السباحة الرياضة المناسبة له. وفي المقابل قد يحلم الطفل النحيل أو الطفل النشيط بأن يصبح عدّاء ماراتون فهذه الرياضة تتطلب جسماً رشيقاً وحيوياً. أما البنت أو الولد الذي تبدو عليه الحاجة إلى تفريغ طاقته أو الشعور بالتفوق فيميل إلى ألعاب القوى، بينما بعض الأطفال يفضلون النشاطات الرياضية التي تساعدهم على إطلاق مكبوتاتهم مثل الجودو أو التزلج. في حين يفضل بعض الأطفال، وهم كثر، الرياضة التي تتطلب اللعب ضمن فريق، مثل كرة القدم و الكرة الطائرة و كرة السلة لأن المحيط  وروح التضامن  والرغبة في الفوز عوامل محفزة للطفل ليتقيد بقوانين اللعبة.

- في أي سن  يمكن الطفل البدء بممارسة نشاط رياضي؟
من الممكن أن يبدأ الطفل في سن صغيرة جداً والدليل على ذلك وجود أطفال لم يتعدوا السنة يمكنهم السباحة، كما نرى أطفالاً فرساناً يجلسون بثقة على سرج الحصان. ولكن ليس المقصود أنهم أصبحوا محترفين لأن عضلاتهم لا تزال ضعيفة، فمن النادر أن نجد طفلاً دون الخامسة يسبح من دون عوامات، بيد أن اعتياده على نشاط معين وشعوره بالراحة في المكان الذي يقوم فيه بهذا النشاط، يعلّمانه السيطرة على جسمه والتواصل مع الآخرين وغيرها من النشاطات التي تساعده على تطوير ثقته بنفسه.

وبدءاً من عمر ٦- ٧ سنوات تسمح قدرات الطفل الجسدية بالقيام بنشاط رياضي في شكل منتظم. وبين السبعة والإثني عشر عاماً تصبح قدرة الطفل التعلمية ممتازة. فذاكرته تعمل في شكل جيد، ويصبح جسمه أكثر مرونة، ويفكر بحذاقة ويدرك معنى التوازن، وكلها قدرات تتطلب منه تطويرها في شكل مستمر. وفي المقابل فإن الطفل بين الـ ٩ والـ١٠ سنوات يبدي اهتماماً كبيراً بنتيجة نشاطه الجسدي. ويكتشف القيمة التي تمنحه إياها الرياضة، وهي أيضاً المرحلة التي يعرف خلالها كيف يوجه مشاعره، أي مشاعر السيطرة، العداونية والاعتراض. غير أنه في سن الحادية عشرة يظهر قدرته في وضع أهداف للمستقبل يعمل على الوصول إليها.

ومع ذلك يجب الانتظار حتى مرحلة المراهقة حتى تتضح معالم النضج عند الطفل. إذ في هذه المرحلة ينشأ التوازن الجسدي، وتتكون الشخصية، ويتم الدمج الاجتماعي. ويشير الاختصاصيون إلى أنه من الملاحظ أن تطور البنت يكون قبل الولد،  والدليل على ذلك هو فوز بعض الفتيات بالبطولات العالمية في سن صغيرة. والمثال على ذلك مارتينا هينغيز (١٦ سنة)، ثريا بونالي ( ١٥ سنة)، ناديا كومانيتشي (١٤ سنة)  وفو مينغكسيا (١٣ سنة).

 وعموماً لكل سن الرياضة المناسبة لها:

  • بين ٦ و٧ سنوات من المفضل الرياضة الفردية كالسباحة والتزلج والجمباز.
  • سن الثامنة وما فوق: تحفيز الطفل على القيام بالرياضة التي تطلب شريكاً واحداً مثل التنس والجودو والكاراتيه أو الرياضة ضمن فريق مثل كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد.
  • بين التاسعة والثالثة عشرة: من المفضل البدء برياضات القدرة مثل الجري أو ركوب الدراجة الهوائية. فالطفل قبل سن البلوغ يملك قدرات هائلة للتعرف إلى قدراته الفردية في تعلم التقنيات الرياضية.

 هل يمكن للطفل المصاب بالربو ممارسة الرياضة؟
يمكن الطفل المصاب بالربو والذي لا يمارس نشاطاً رياضياً أن يواجه صعوبة في التنفس بمجرد قيامه بمجهود خفيف،مما يجعل الكثير من الأهل عدم السماح له بممارسة أي نشاط رياضي لأن ذلك يتطلب بذل مجهود. وهذا خطأ بحسب الأطباء لأن الرياضة ضرورية للطفل المصاب بالربو، فهي تساعده في التحكم في جهاز تنفسه مما يجعله يتنفس في شكل فعّال وأفضل، كما تساعده على التخلص من الوزن الزائد الذي يفاقم مشكلة الربو إذا كان الطفل يعاني منه.

غير أن الطفل المصاب  بالربو يواجه صعوبة في التنفس بعد ٥ أو عشر دقائق وهذا ما يعرف بالربو الناتج عن الجهد أو نوبة ربو ما قبل التمارين، وينصح الأطباء لتجنب هذه المشكلة بأن يتعرض الطفل للتدفئة في شكل جيد قبل ممارسة أي نشاط رياضي وأن يتناول دواءه قبل ذلك تبعاً لإرشادات الطبيب المعالج. كما يؤكد الأطباء عدم القيام بأي نشاط رياضي في الخارج خلال فصل الشتاء أو إذا كان المناخ جافاً. فالطفل المصاب بالربو يمكنه ممارسة الرياضة في الأمكنة الدافئة وفي محيط رطب.  ويؤكد الاختصاصيون أن الطفل الذي يخضع للعلاج الصحيح والذي يتناول دواءه بشكل منتظم، يعيش حياة طبيعية كباقي أقرانه ويمكنه ممارسة كل أنواع الرياضات دون تحفظ ما عدا رياضة الغطس.

- ما هو النظام الغذائي الذي على الأم توفيره لطفلها الرياضي؟
بالنسبة إلى الطفل الذي يمارس الرياضة مدة ساعتين أو ثلاث ساعات في الأسبوع فإن النظام الغذائي بسيط. أي أن تكون وجبة الغذاء متوازنة، مما يعني القليل من الدهون و الأغذية السهلة الهضم. ويجب التنبه إلى أن الطفل يتناول كمية كافية من المياه وليس عصيراً يحتوي على سكر، و لا يفرط في تناول الشوكولاته.

وعلى الأم أن تتبع الآتي في نظام غذاء طفلها:

  • تجنب السماح له بتناول الوجبات الدسمة والحلويات.
  • عدم السماح له بتناول المشروبات الغازية.
  • عدم السماح له باللقمشة المتكررة خلال اليوم.

وفي المقابل على الأم تعويده على تناول وجباته في مواعيد محددة. كما عليها أن تعرض عليه شرب الماء لأن الطفل لن يسأل عن ذلك. فالطفل معرّض للإصابة بالجفاف أكثر من الراشد، لذا فهو في حاجة إلى شرب الماء بكثرة ، بشكل منتظم وبكميات قليلة كي لا تنتفخ أمعاؤه  وقبل أن يشعر بالعطش. كما من الضروري أن تكون مع الطفل زجاجة ماء أثناء قيامه بنشاط رياضي في الهواء الطلق خصوصاً إذا كان الطقس حاراً.

- ما هي الأمكنة التي على الطفل ممارسة نشاطه الرياضي فيها؟ 
ليس هناك مكان محدد، إذ يمكن أن يقوم بنشاطه الرياضي في المتنزه القريب من المنزل أو في المدرسة أو في النادي... ومن المفضل النوادي المختصة برياضة معينة والتي تتوافر فيها الحماية والمتابعة الجيدة من مدربين رياضيين يعطون النصائح المفيدة.

- ما هو عدد الساعات المسموح به لقيام الطفل بنشاط رياضي؟
من المستحسن تحديد عدد ساعات الرياضة ومن ضمنها النشاط الرياضي الذي يقوم به الطفل في المدرسة. أما عدد الساعات المسموح به أسبوعياً بحسب السن فهي على الشكل الآتي:

  • ٤ إلى ٦ ساعات لطفل في سن ما بين ٦ و٨ سنوات.
  • ٦ إلى ٨ ساعات لمن هم في سن الثانية عشرة.
  • ٨ إلى ١٠ ساعات للمراهقين في سن الرابعة عشرة.

يمكن تحديد النشاط الرياضي تبعاً لثلاث شخصيات مختلفة عند الأطفال:

  • الطفل الخجول وغير الواثق بنفسه: تناسبه رياضة يقوم بها ضمن فريق مثل الرياضات القتالية كالجودو والكاراتيه تدريباً وكرة اليد والرغبي.
  • الطفل ذو الحركة المفرطة ويواجه صعوبة في النوم: رياضة فردية مثل السباحة والجمباز والدراجة الهوائية.
  • الطفل الرزين: رياضة تحتاج إلى تقنية مثل التنس وكرة الطاولة.

- هل صحيح أن هناك رياضة تؤذي العمود الفقري؟
يظن الكثير من الأهل أن السباحة هي الرياضة الوحيدة التي لا تؤثر سلباً في الجسم لا سيما العمود الفقري، بينما التنس والفروسية وغيرهما من الرياضات قد تتسبب بأذى للعضلات أو العمود الفقري. ويرى الأطباء أن الرياضة إذا قام بها الطفل في شكل صحيح لا تسبب له أذى. فلكل رياضة شروط لممارستها في شكل سليم.

السباحة: للسباحة أثر إيجابي في العمود الفقري، شرط أن تكون التمارين منتظمة وبإشراف مدرب يعلم الطفل تقنياتها في شكل سليم أي أن يعرف طريقة التنفس الصحيح، وحركة القدمين واليدين من دون أن يحدث تقلص عضلات.  كما يشترط عدم الإفراط في ممارستها، وبتنويع أساليبها( سباحة الظهر، والفراشة، سباحة البطن).
التنس: لا تسبب أي أذى.
الفروسية: يجب ممارستها من دون إفراط وبشروط جيدة وبتقنية صحيحة. تساعد في التخلص من تصلب  العضلات، ويتطلب من الطفل أثناء ركوب الحصان أن يكون عموده الفقري منتصباً ومنكباه ثابتين إلى الوراء وحوضه إلى الأمام. فهذه الرياضة تصحح وضعية العمود الفقري.
الجمباز: يجب ممارسته بحذر شديد، فقد تسبب ممارسته السيئة تقوّساً في الجسم بسبب محاولة الحصول على ليونة قصوى، وقد تؤثر في العظم بسبب التمارين والحركات التي تتخطى معايير الجسم الصحيحة.
الجودو والكاراتيه: هما الرياضتان الأكثر خطراً على العمود الفقري.
أما كرة السلة وكرة الطائرة فهما رياضتان مناسبتان للطفل نظراً إلى أن ممارستهما تضع الجسم في وضعية التمدد. فالقفز ورمي الكرة أو تمريرها إلى الشريك يساعدان على تمدد عضلات الجسم.

قبل التمارين
مهما تكن سن الطفل، فإنه من غير المسموح له بتناول وجبة طعام قبل القيام بتمارينه الرياضية بدقائق، بل يجب تناول الطعام قبل ذلك  بثلاث ساعات كي يتمكن من هضمه. فإذا كان موعد التمارين الرياضية عند الصباح على الأم أن تقدم الفطور لطفلها عند الصباح الباكر ويتضمن البيض والجبن والحليب والخبز والمربى ولا تنسى عصير الفواكه الطازج أو كوب ماء.

وإذا كان موعد التمارين الرياضية بعد الظهر فعليها أن تقدم له وجبة الغداء عند الساعة الحادية عشرة، وتتضمن الوجبة البطاطا أو الرز أو المعكرونة، كما يجب أن تكون الوجبة قليلة الدهن كي لا تبطئ عملية الهضم. أما إذا كان موعد التمارين الرياضية بين السادسة والسابعة مساء فيمكن الأم أن تقدم لطفلها وجبة  خفيفة تشبه الفطور أي أنها تتضمن الخبز أو رقائق السريال والجبن والفاكهة.

خلال التمارين
إذا كانت مدة التمارين الرياضية تتعدى الساعتين يمكن إعطاء الطفل قطعة بسكويت أو شوكولاته أو موز أو حتى سندويش جبن يمكنه تناوله أثناء الاستراحة. كما من الضروري أن يشرب الماء أو عصير فواكه، وعليه تجنب المشروبات الغازية.

بعد التمارين الرياضية
إن التعويض عن الماء الذي خسره جسم الطفل أثناء التمارين الرياضية يكون عبر شرب الماء أو عصير الفواكه الذي يحتوي على نسبة ضئيلة من السكر. فإذا كانت مدة التمارين طويلة فمن المؤكد أن الطفل يشعر بالتعب لذا يمكن تحضير وجبة طعام خفيفة لا تحتوي على المقالي أو الصلصة بل يكفي أن تكون خفيفة ولذيذة. كما أنه لا يجوز أن يترك الطفل بلا طعام بعد النشاط الرياضي وفي الوقت نفسه لا يجوز إجباره على الأكل، بل يعود هذا إلى حاجته ورغبته.