إنجاب طفل ثان قرار شخصي يتفق عليه الوالدان...

الولادة, منافسة, حمل وإنجاب, طفل / أطفال, أسئلة, فترة الحمل, تقليد, دور الأهل

07 مارس 2011


ينصح المحيطون برانيا بإنجاب أخ أو أخت لطفلها أحمد(سنتان)، وغالبًا ما تسمع عبارة
' من الأفضل أن تنجبي الآن  ليكبرا معًا'، كلما تأخرت في الإنجاب صعب قبول أحمد بشقيق له يشاركه محبتك'. فهل يجب الانتظار إلى أن يصبح أحمد أكبر سنًا كي يحوز اهتمامها، وإشباعه الحب والعاطفة في مراحل الطفولة الأولى؟
أو يجب على العكس إنجاب أخ صغير أو أخت صغيرة في أسرع وقت ممكن، كي تتاح لهما فرصة عيش سنواتهما الأولى جنبًا إلى جنب بشكل متكامل؟ وما هو فارق السن المثالي الذي يجب أن يكون بين الأخوة؟

يرى الاختصاصيون أن مسألة إنجاب طفل ثان اختيار شخصي مرتبط بالوالدين واستعدادهما لهذه الخطوة. والمعيار الأكثر موضوعية هو حالة الأم واستعدادها النفسي والجسدي. كيف تشعر وتفكّر؟ هل هي متعبة؟ هل تشعر بأنها مستعدة لتجربة حمل جديدة؟ هل لديها رغبة في خوض تجربة أن تكون أمًا لأكثر من طفل؟
ينصح الأطباء اختصاصيو الطب النسائي الأم بالانتظار مدة سنة على الأقل قبل إنجاب طفل ثانٍ. ويبقى على الزوجين أن يطرحا على نفسيهما الأسئلة المنطقية. هل يخضع أحدهما لرغبة الآخر؟ هل إنجاب طفل ثانٍ رغبة مشتركة بينهما؟... ويشير الاختصاصيون إلى دور المجتمع في اتخاذ القرار.
فالواقع الاجتماعي يلزم الزوجين أحيانًا بتقليد الآخرين، فغالبًا ما ينصح الأقارب أو المحيطون الزوجين بعدم تأجيل إنجاب طفل ثانٍ لفترة طويلة، وإذا قال الزوجان إنهما غير مستعدين ماديًا أو نفسيًا أو حتى صحيًا الجواب الحاضر دائمًا: 'يكبران معًا فضلاً عن أن مواجهة الصعاب تكون دفعة واحدة وخلال الفترة نفسها...'. لذا ينصح الاختصاصيون الزوجين بضرورة تحرّي حقيقة الرغبة في الإنجاب الثاني والتحقق منها، وأن يسأل الزوجان نفسيهما هل قرارهما هو استجابة لتفكير مرتكز على مفهوم " الآخرون يفعلون ذلك إذًا علينا أن نقوم بالأمر نفسه'، أم أنهما مقتنعان بقرارهما؟

روابط مختلفة تبعًا لفارق السن
مهما يكن فارق السن بين الشقيقين، فإنهما يقيمان علاقة فريدة معًا، لا يمكن أحدًا توقعها. وفي المقابل، على الوالدين أن يقبلا بأن ليس كل شيء يمكن فهمه في علاقة الأخوة. فقد يفوتهما  حدوث أمور بين ابنيهما لم يفكرا فيها.
فقدرة الطفل على التواصل الاجتماعي تتطور مع الوقت، وقبل الثلاث سنوات لا يستطيع مشاركة الآخر في كل شيء يقوم به، بل عندما يصبح في الرابعة يكون اكثر انفتاحًا و يكتشف الرغبة في مشاركة اللعب وينسج العلاقات الاجتماعية. وفي السابعة يصل إلى سن العقل، فيصبح هادئًا لجهة الغرائز العاطفية، ويشعر بالطمأنينة بشكل كافٍ كي لا يخاف المنافسة الأخوية. ومع ذلك فإن المجازفة تكون بأن يتجاهل شقيقه الأصغر، أو يضع مسافة كبيرة بينهما، أو يقوم عن غير قصد بدور الأم أو الأب.
يؤسس الأخوة المتقاربون في السن بلا شك علاقة أخوية حيوية أكثر من الذين يكون فارق السن بينهم كبيرًا. ولكن ذلك لا يمنع الأخوة الكبار من كنّ مشاعر الحماية و الإعجاب التي يتضمّنها مفهوم الأخوّة. فالكثيرون يأسفون لأن ليس لديهم أخ صغير يدللونه، وأسطورة الأخ الكبير الذي يحمي الصغير لا تزال تشكل بالنسبة إليهم مرحلة جميلة من حياتهم.

الأخطاء التقليدية التي يجب تجنبها
عندما يكون للأهل طفلان في سن متقاربة عليهم التنبه إلى عدم تربيتهما كما لو كانا توأمين. فغالبًا ما يقوم بالأهل بذلك عن غير قصد، لذا من الضروري والأساسي في التربية الأخذ في الاعتبار هوية كل طفل وشخصيته والتعامل معه على أساس انه كائن مستقل عن غيره. فالأطفال في حاجة إلى أن يكبروا وهم يشعرون بأن أهلهم يحترمون الاختلاف بينهم.
وإذا كان هناك فارق في السن بين الأبناء من الضروري حماية الابن البكر وعدم إيلائه مسؤولية الاهتمام بشقيقه الصغير، وتفادي عبارة " اهتم بأخيك الصغير" فالطفل الأكبر والأكثر نضجًا لا يجوز له أن يحل مكان الوالدين.
في مقابل رغبة الزوجين في إنجاب طفلٍ ثانٍ، هناك الكثير من الأهل الذين يرغبون في عائلة كبيرة مؤلفة من أكثر من ثلاثة أطفال، ولكن تبقى لديهم هواجس وأسئلة حول رد فعل أبنائهم الكبار. فكيف يخبرونهم بقدوم طفل جديد إلى العائلة؟


ينصح الاختصاصيون الأهل الذين يرغبون في إنجاب طفل رغم أن لديهم أكثر من ثلاثة باعتماد القواعد الذهبية الآتية:

إنجاب طفل هو قرار الأهل
يجب أن يكون قرار إنجاب طفل آخر نتيجة لرغبة الوالدين، إذ لا يجوز أبدًا أن يقرر الأبناء أن يكون لديهم أخ أو أخت صغيرة. لذا على الوالدين أن يجعلا أبناءهما  يفهمون أن  قرار إنجاب طفل يعود إليهما وحدهما.

قبول فكرة أن كل تجربة هي فريدة من نوعها
على الأهل ألا يحاولوا إعادة إنتاج تصور، والرجوع بشكل مبالغ فيه إلى ما اختبروه مع أبنائهم الكبار. بل عليهم أن يفكّروا في المولود الجديد على أنه كيان مستقل، وألا يخافوا فكرة تفضيل ابن على آخر، فقلب الأم لا ينقسم بل على العكس تزداد قدرتها على توزيع الحب على أبنائها بشكل منصف.

عدم الخوف من المنافسة الأخوية
يتفق الاختصاصيون على أن المنافسة الأخوية أمر صحّي في العائلة، فهي تساعد في تعليم المشاركة مما يسمح للأبناء ببناء شخصياتهم وتطويرها. وإذا أظهر الأخ الأكبر نكوصًا على الأم ألا تخاف أبدًا، فهذا تصرف طبيعي جدًا وموقت.
وكل شيء يعود إلى مكانه عندما يفهم الأخ الأكبر ويدرك أن الحب الذي يكنه له والداه باق إلى الأبد. وفي المقابل على الأهل أن يجدوا العبارات والتصرفات التي تشعره بالطمأنينة.

الاحتفاظ بمكانة الأبناء الأكبر
من المؤكد أنه من الضروري تحضير مكان للطفل القادم إلى العائلة. لذا على  الأهل أن يحاولوا قدر المستطاع تنظيم مساحة كافية كي لا يشعر البكر بأنه مجتاح من هذا المولود الجديد القادم إلى العائلة.  والحل الأمثل ألا يشارك هذا الطفل الصغير الأخ الكبير في غرفته لأنه قد يشعر بالضيق ولن يتحمل بكاء المولود الجديد. لذا يمكن الأم مثلاً تقسيم الغرفة قسمين بوضع خزانة رفوف إذا كانت مساحة المنزل صغيرة.

الإعلان عن الحمل
ينصح الاختصاصيون الوالدين بتأجيل إعلان حمل الأم إلى أن تصبح في شهرها الثالث، فمن المهم جعل الأخوة والأخوات متآلفين مع فكرة حمل أمهم ومطّلعين على كل الأمور المتعلقة بهذا الحدث، ولكن على الأم حمايتهم من قلقها خصوصًا المرتبط بأخطار الولادة. فمن الأخطاء الشائعة التي ينصح الاختصاصيون الأهل بتفاديها هي اصطحاب ابنهم إلى عيادة الطبيب خلال تصوير الجنين السمعي Echohraphie .
فإشراك الطفل في خطوات الحمل الطبية يزيد قلقه ويجعله مضطربًا. عوضًا عن ذلك يمكن الأم أن تعرض الأم على أطفالها صورة الجنين وتجيب عن أسئلتهم بشكل بسيط من دون أن تدخل في تفاصيل مشاكل الحمل والولادة.

اختيار الاسم
على الوالدين أن يدركا تمامًا أن اختيار اسم المولود الجديد يعود إليهما وإن طلبا من أبنائهما مساعدتهما في اختيار اسم لشقيقهم القادم، إذ لا يجوز تعزيز الشعور بالسلطة لدى الأبناء .

تحضير الأبناء ليوم الولادة
على الأهل أن يكونوا هم من يعلنون الخبر السعيد، فهذه طريقة لجعل أبنائهم ضمن الحدث السعيد، ولو بشكل رمزي. وعليهم ألا ينسوا الأخوة والأخوات خلال تقديم الهدايا للمولود الجديد، بأن يقدّموا لهم ألعابًا كي لا يشعروا بأنهم مهملون من أهلهم. فبهذه الطريقة يدركون أن أهلهم لم ينسوهم وأن المولود الجديد لم يسرق مكانتهم في قلب أهلهم.