black file

تحميل المجلة الاكترونية عدد 1091

بحث

بعد انتهاء دورة مهرجان الخليج السينمائى السادسة

هيفاء المنصور

هيفاء المنصور

الممثلة الطفلة السعودية وعد محمد في لقطة من فيلم «وجدة»

الممثلة الطفلة السعودية وعد محمد في لقطة من فيلم «وجدة»

حياة الفهد وياسر العلي

حياة الفهد وياسر العلي

محمد جابر

محمد جابر

صورة جماعية للشيخ ماجد والفائزين بجوائز المهرجان

صورة جماعية للشيخ ماجد والفائزين بجوائز المهرجان

عبد الحميد جمعة

عبد الحميد جمعة

عاد فيلم «وجدة» السعودي ليخطف الأضواء في مهرجان الخليج السينمائي في دورته السادسة التي اختتمت أخيراً في دبي، ويفوز بجائزة أفضل فيلم خليجي طويل، بعد أشهر قليلة من الاحتفاء به في مهرجان دبي السينمائي الدولي، ليبقى العمل بمثابة بارقة أمل حقيقية لسينما خليجية لا تزال تتحسّس خطواتها الأولى، فيما حظيت أفلام شبابية سعودية قصيرة ذات تمويلات ذاتية بحضور جماهيري متميز وإشادات نقدية لافتة.
المخرجة السعودية الشابة هيفاء المنصور تحوّلت مع تجربة أول فيلم سينمائي سعودي يصوّر في المملكة، إلى قائدة لجيل من المخرجين السعوديين الشباب الذين يأملون أن تصل رؤاهم إلى الجمهور، رغم غياب دور العرض السينمائية.
وقد شارك عدد منهم في مسابقة الأفلام القصيرة خصوصاً، فيما شارك أحدهم بفيلم وثائقي طويل، في المسابقة التي اقتنص ذهبيتها «وجدة».


وحظي «وجدة» باهتمام كبير من إدارة المهرجان، كونه نتاج دعم المهرجان الشقيق لمهرجان الخليج السينمائي، وهو مهرجان دبي السينمائي.
تمكّن من أن يحوز إعجاب الحضور قبل لجنة التحكيم لجرأته في مناقشة العديد من قضايا المجتمع السعودي، فضلاً عن حصر دور البطولة المطلقة للفيلم في بطلته السعودية الطفلة  وعد محمد التي استحقت جائزة منفردة خاصة في كلا المهرجانين.

ورغم تأكيد مخرجة الفيلم حسب معاناتها أثناء تصويره «وجدة» في المملكة، فإنها ترى أن ثمة أبواباً أصبحت مشرعة الآن، بعد ردة الفعل الإيجابية التي حصدها، وقالت: « الآن دقت ساعة السينما، وعلينا كمخرجين سعوديين أن نستثمر ذلك التوقيت بمزيد من الإلحاح على افلام تحمل الهموم الحقيقية للمجتمع السعودي، لأننا هنا بصدد صك حقيقي بأننا قادرون بالفعل على الإبداع رغم الضغوط المجتمعية الكثيرة، فما بالنا إذا توافر دعم حقيقي لنا».

الفيلم الذي حظي بنسبة مشاهدة عالية خلال افتتاح مهرجان الخليج السينمائي من خلال إفراد صالتين لعرضه، نال أيضاً جائزة أخرى ذات دلالة مهمة على مستقبل السينما السعودية، وجاءت هذه الجائزة للطفلة بطلة العمل وعد محمد، وهي الجائزة الثانية لوعد، مما يعني ان غد السينما السعودية أيضاً على موعد مع الجوائز، إذا ما استُثمرت تلك المواهب والطاقات.


موهبتان خليجيتان

هذا الوجود المشرق لـ«وجدة»، يجب ألا يغيّب الصعوبات حسب المخرجة الشابة هند فهاد التي شاركت في المهرجان بفيلم قصير هو «مقعد خلفي»، وقالت: «دخلت عالم الإخراج بعدأن طوّرت موهبتي في مجال التصوير الفوتوغرافي، وفي الحالتين كنت أعاني من فزاعة الرفض المجتمعي، فلا أحد يتقبّل فكرة أن تعبّر الفتاة عن نفسها بواسطة الكاميرا، وهو رفض أواجهه الآن بشكل أكبر».

رغم ذلك فالمشكلة الأساسية بالنسبة إلى هند هي غياب الدعم بكل أشكاله، مضيفة: «صوّرت «مقعد خلفي» بإمكانات ذاتية، معتمدة أيضا على خبرات استقيتها بنفسي بعيداً عن أي مظلة يفترض أن تدعم المخرجين الشباب، رغم أن لي تجربة مهمة شاركت بها في مهرجان أبوظبي السينمائي، عبر فيلم «ثلاث عرائس وطائرة»، وأعكف الآن على رسالة الماجستير في الإعلام».

وفي ما يتعلق بمحتوى فيلمها القصير «مقعد خلفي»، قالت: «أناقش في هذا الفيلم بتكثيف شديد إشكالية المجتمعات الذكورية، عبر تسليط الضوء على مشكلات تتعرض لها طبيبة سعودية أثناء رحلة عملها اليومي».

المخرج السعودي الشاب عبدالله أحمد يشارك زميلته أيضاً في أن السينما السعودية تفتقد الدعم بشقيّه المادي والفني، لكن عبدالله الذي لم يغب عن مختلف دورات المهرجان بأفلام متعددة، ويشارك هذا العام بفيلم «نصف دجاجة»، اشار إلى أن هناك حاجة ماسة إلى ضرورة افتتاح معهد السينما الذي أُغلق في المملكة قبل سنوات، من أجل إيجاد قاعدة حقيقية لتخريج مخرجين سعوديين متخصصين.

وحول فيلمه «نصف دجاجة»، وسرّ تسميته الغريبة، أشار إلى أن الفيلم يتضمّن معاناة إنسانية، وكيف أن الشخص الفقير قد يقوم بمغامرات كثيرة كي يكسب قوت يومه الذي يحلم به، والمتمثل  في وجبة مكونة من نصف دجاجة في أحد المطاعم الشعبية في المملكة الذي يقدم معها «الرز البخاري». لكن حتى هذه الأحلام البسيطة معرّضة للسرقة، في ظل الصراع على القوت اليومي، فقد صُوّرت غالبية مشاهد الفيلم في أحد تلك المطاعم.


حياة الفهد: غير راضية

رغم إعجابها بفيلم «وجدة» السعودي عبّرت الفنانة الكويتية القديرة حياة الفهد، عن عدم رضاها عن مستوى الأفلام الروائية المشاركة في المهرجان، مشيرة إلى أنها باستثناء فيلم «وجدة» و»حب ملكي» الإماراتي لجمال سالم، «وجدت صعوبة كبيرة في متابعة فيلم روائي خليجي جيّد في المهرجان».

وفي حين أن إخراج حفلتي الافتتاح والختام لم يكن مبهراً بمقاييس الليالي المناظرة للمهرجانات السينمائية المهمة، فإن الخصوصية الخليجية التي جمعت الفنانين والتلقائية الشديدة التي سادت مشاهد مرور نجوم الخليج على السجادة الحمراء كانا من أسرار ألق المهرجان الذي شهد حضور عدد كبير من نجوم الدراما، منهم سيدة الشاشة الخليجية الكويتية حياة الفهد ومواطنوها الفنان الذي حاز جائزة إنجاز العمر من المهرجان محمد جابر الشهير بـ»العيدروس»، داود حسين، زهرة الخرجي، والسعودي عبد المحسن النمر، والبحرينيان  بسام الزوادي وزهرة عرفات، ونجمة الكوميديا الإماراتية رزيقة طارش، والفنان ناجي خميس والمنتج سلطان النيادي وحبيب غلوم وزوجته هيفاء حسين، وعدد كبير من نجوم الدراما الخليجية، مع تضاؤل في عدد الحضور الإماراتي.


المراهنة على الجيل الشاب

وقال  رئيس المهرجان عبد الحميد جمعة إن هناك إصراراً على دعم السينما الخليجية الشابة من خلال إتاحة فرصة حقيقية للجيل الجديد من المخرجين والفنانين الخليجيين للتواصل والوجود في دائرة الضوء الإعلامية بكل ما يترتب عليها من إحساس لديهم بأهمية تحدي صعاب البدايات، وأيضاً تعريف الساحة الفنية والإعلامية بمواهبهم»، مشيراً إلى أن المراهنة على الجيل الشاب هي إحدى الاستراتيجيات التي يسعى المهرجان إلى تفعيلها، ومؤكداً أن غياب النجوم العرب عن المهرجان بشكل عام متعمّد من أجل إتاحة مزيد من الفرصة للتعامل مع المواهب الناشئة سواء من قبل وسائل الإعلام المختلفة، أو منظمي الفعاليات المنضوية تحت مظلة المهرجان».

واعترف جمعة بأن مشكلات التمويل لا تزال تتصدر هموم الشباب وغيرهم من اصحاب المشاريع السينمائية المختلفة في المنطقة، مضيفاً: «السينمائيون بحاجة إلى دعم مادي كي يستطيعوا أن يقدموا تجارب أولى ناجحة، في وقت أضحت الصورة السينمائية قادرة على مناقشة مختلف القضايا المجتمعية، وتصحيح الصور النمطية المغلوطة، وبث طاقة إيجابية للمستقبل.
كما أنها تساهم في صَوغ تواصل حقيقي مع مشهد عالمي باتت الصورة السينمائية فيه وسيطاً ورسولاً ذا قدرة رائعة على الوصول إلى الآخر، عبر لغة يجيدها الجميع، وهي لغة الفن السابع».

ورأى جمعة أن الحراك الإيجابي للسينما الخليجية لم يتمكن حتى الآن من أن يتحول إلى صناعة، مضيفاً: «لم نتجه خطوة واحدة باتجاه السينما على مدار عقود طويلة، بينما كان سياقها العربي والعالمي يشهد تطوراً رهيباً.
وحين بدأ الحراك الإماراتي خصوصاً، والخليجي عموماً، مع بداية انطلاق مهرجانات كبرى في المنطقة كان سبّاقاً إليها دبي السينمائي، كان علينا أن ننفض آثار كل هذا الثبات، من أجل صَوغ المشهد الجديد».

من هذا المنطلق، رفض جمعة مقارنة السينما الخليجية أو الإماراتية بسواها حتى على الصعيد العربي، وقال: «لا يمكن أن يتوقع متابع تحقيق موازاة مع السينما المصرية التي احتفت قبل سنوات بمرور قرن كامل على تأسيسها، بحراك سينمائي لا يزال في طور الانطلاق.
لكن في المقابل فما تحقق على أرض الواقع يفوق بكثير ما يمكن تحقيقه في مدى زمني محدود للغاية، هو 7 سنوات بالنسبة إلى دبي السينمائي، و6 دورات حتى الآن في حالة الخليج».

ورصد جمعة وعياً متعاظماً لدى القائمين على المهرجانات الخليجية المختلفة بصعوبة التحديات، وهو ما أفرز حالة نموذجية في التعاون أبدلت التنافس بتكامل يصبّ في مصلحة السينما الخليجية، مضيفاً: «أصبح التنسيق والتعاون بين المهرجانات الخليجية المختلفة في أروع صوره، وللمرة الأولى هذا العام يخصص مهرجان عربي، لآخر منافس، منصة متكاملة على نحو جدي وفعال، فقد خصص «الخليج السينمائي» برنامجاً كاملاً لدورة مقبلة من مهرجان ترايبيكا السينمائي الدولي في الدوحة، تحت عنوان «صنع في قطر».
كما أننا نتكامل مع مهرجان أبوظبي السينمائي، وننسّق لمصلحة المشهد السينمائي المحلي والخليجي مع مختلف الجهات».

المجلة الالكترونية

العدد 1091  |  تشرين الثاني 2025

المجلة الالكترونية العدد 1091