هل تستطيع السفينة ان تبحر دون قبطانها؟

برنامج مقالب

07 يوليو 2009

عبدالله هل أرثيك أم أناجيك؟

نعم رحلت ولكن خيالك ما زال غذاء لجفني.

تأخذني الذكريات الى الماضي البعيد لأتذكر ما كنت تردده. لقد صبرت وضحيت يا أم محمد على ما ابتلاك به الله وما زلت تُضحِّين فليأخذ الله بيدك ويقوِّيك

محمد ما زال يسألني متى تعود لأنه لا يفهم معنى الموت ويتمنى أن يراك.

عبد الله.

أتساءل لمن اشتكي ظلم البشر بعدك؟

فيأتي الجواب من حكمتك التي تميزت بها وأتذكر أنك علمتني الصبر والاعتماد على الله أولاً وعلى ولاة الأمر والمخلصين ثانياً.

علمتني التعقل والتريث وعدم التهور

علمتني ان أمشي مرفوعة الرأس مزهوة بما أنجزنا معاً كما علمتني أن أبتعد عن التعالي والغرور

علمتني اهمال الطغاة والمفترين وتركهم لعدل الله؟

علمتني الروية وعدم التسرع

علمتني الابتسام عند الصعاب وليس البكاء والاستسلام

علمتني الثبات عند غدر ضعاف النفوس وليس التخاذل.

علمتني أن أعطف على المحتاجين الضعفاء.

علمتني أن لا أدخر وسعاً في مساعدة من يسألني.

 

عبد الله

لقد كنت أديباً، حكيماً، صبوراً، مثقفاً، مطلعاً، محاوراً ناجحاً ودبلوماسياً متفوقاً، ووطنياً مخلصاً حتى الموت.

لقد كنت زوجي، وصديقي، ووالدي، وطفلي، وحبيبي، رحلت وأخذت معك كل هؤلاء.

 

عبد الله

لن أنسى نظراتك في الأيام الأخيرة والتي كان فيها كثير من التساؤل. كان فيها الألم، الخوف، الحيرة والقلق على مصيرنا من بعدك، كل هذا كان يحتويه الدموع المنسابة بصمت وكبرياء.

رحلت وتركت لي ثروة لا تقدر،

طفلي الكبير الصغير محمد.

تركت لي ساره، ونوره، ولولوه، وسلاف

أفتخر بهن وأزهو رغم أنف الحاقدين

وأخيراً

دعائي الدائم المتكرر أن يكون مثوال الجنة وأن يغفر الله لك. ولنا من بعدك الصبر والسلوان.

زوجتك