ليلى العثمان

ثقافة, الكويت, جابر عصفور, مكتبة الإسكندرية, ليلى العثمان, الندوة, المركز القومي المصري للترجمة

17 أغسطس 2009

الكاتبة الكويتية ليلى العثمان حكت خلال ندوة نظمتها مكتبة الإسكندرية أخيراً تجربتها المريرة مع الرقابة واستهلّت الحكاية بضحك كالبكاء: «مَن راقب الناس مات هماً، لكنني أرى أن مَن يراقبون الإبداع بسبعة أرواح». الندوة حملت عنوان «آليات الرقابة وحرية التعبير في العالم العربي»، وشارك في تنظيمها المركز القومي المصري للترجمة الذي يتولّى إدارته الناقد الدكتور جابر عصفور.

رجعت ليلى العثمان بذاكرتها إلى أجواء البدايات التي وصفتها بأنها «فضاءات رحبة متحررة من كل قيد»، فيما المبدعون في الوقت الراهن «أشبه بعصافير يشحذ القناصة من الظلاميين بنادقهم ليطاردوا أصواتنا ويحاربوا أفكارنا مرة بحجة العادات والتقاليد ومرة باسم الدين الذي يتسترون وراءه». وتقول ليلى العثمان في شهادتها التي قرأتها في إحدى جلسات ندوة «آليات الرقابة وحرية التعبير في العالم العربي» إن تجربتها مع الرقابة «تجربة مرة لا تختلف عن تجارب بعض الكاتبات والكتاب العرب، فقد وضعت أمامنا الحواجز وكواتم الصوت»، ومن ثم زاد اللجوء إلى الأسماء المستعارة أو كتابة ما يغلب عليه الطابع الإصلاحي أو نشر كتابات مبهمة وموغلة في الرمز، للتحايل على «الرقابة المتخلفة في وزارات الإعلام»، ورقابة الأصوليين «التي تعتبر الأشد فتكاً لأنها لا تقف عند حدود المنع، بل تصل إلى التجريم والتحريم والمحاكمات وإقامة الحد على المبدعين». من ١٩٩٦ إلى ٢٠٠٠ خضعت ليلى العثمان للتحقيق والمحاكمة بناء على دعوى رفعها أربعة أصوليين بتهمة «التحريض على الفسق والفجور عبر كتابة تعارض قيم المجتمع».

 والطريف أن التهمة استندت إلى مجموعتين قصصيتين الأولى بعنوان «الرحيل» مضى على صدورها 16 عاماً، والثانية بعنوان «في الليل تأتي العيون» مضى على صدورها 12 عاماً.  تقول العثمان: «طوال سنوات المحاكمة كنت أسافر وأحرص على أن أعود قبل موعد الجلسات لأحضرها مع المحامي كي لا يتصوروا أنني هاربة وغير قادرة على المواجهة». لقد منحتني سنوات المحاكمة طاقة كبيرة لأتحدى وأكتب، فأصدرت كتابي «بلا قيود دعوني أتكلم» الذي سلم من سلطتهم لكنهم لاحقوني حين صدرت روايتي «العصعص» فمنعتها الرقابة، ثم أصدرت مجموعتي القصصية «يحدث كل ليلة» وحصلت على جائزة الدولة، وحين نشر الخبر في الصحف احتجوا لدى الوزير، فمنع الكتاب وسحبت مني الجائزة»!

واختتمت ليلى العثمان شهادتها بالقول:«لم تكسرني دعاوى الظلاميين، ولم يصبني اليأس، فلكي تقوى على أعدائك وتنتصر لا تنكسر. لا تكمن في الشق، لا تخرس لسانك، لا تسمح لأحلامك بأن يصيبها فقر الدم أو النحول. تحرك. ابحث عن طريق مهما كان ضيقاً أو وعراً، فقد يكون هو الخلاص».