اختارت مهندسة الديكور والتصاميم الراقية ريما مطرجي مجالاً عشقته منذ طفولتها، كما عشقت كل ما له صلة به، فتوسعت في هذا المجال الذي أحبته وأبدعت فيه حتى صار لها خطها الخاص وأسلوب يعرّف عنها. ولأنها تتدخل في أدق التفاصيل الخاصة بعملها وكل ما يرتبط بها، يبدو عملها متكاملاً من كل النواحي وبمختلف تفاصيله مما ساهم في إنجاحها أكثر، خصوصاً أنها عملت طيلة حياتها المهنية على تطوير نفسها وعملها وشاركت في معارض مختلفة مرتبطة بالديكور، آخرها معرض في دبي. عن بداياتها ومسيرتها في عالم الديكور الذي انتقلت منه لتدخل مجالات أخرى مرتبطة به، تحدثت ريما مطرجي مؤكدةً ان سر نجاحها هو في التفرد والاختلاف.

- هل اخترت من البداية مجال الهندسة الداخلية والديكور؟
درست الهندسة الداخلية والديكور لأنه المجال الذي أحب والذي لطالما كان لي ميل إليه. لكن في هذا المجال نفسه، كان من الطبيعي أن ادرس أموراً مختلفة منها الرسم الذي عشقته من طفولتي وأردت أن أطوّر نفسي فيه. فأنا أعشق كل ما له علاقة بالرسم والديكور وقد رسمت عالماً خاصاً بي. ولأني شعرت بميلي إلى هذا المجال، توجهت إليه مباشرةً. وقد سنحت لي فرصة متابعة دراسة الدكتوراه في الخارج بمنحة دراسية، إلا أن الظروف لم تحالفني لأني كنت مخطوبة وعجزت عن السفر. صحيح أني أندم على ذلك، لكن في الوقت نفسه تمكنت خلال تلك الفترة من العمل في أماكن مختلفة مما أكسبني الكثير من الخبرة.

- هل كانت في العائلة أجواء دفعتك في هذا الاتجاه؟
كانت أمي تتمتع بالموهبة في هذا المجال. أما أنا فمنذ طفولتي أعشق هذا المجال وكل ما يرتبط به. حتى أن ولديّ اختارا هذا المجال ليتخصصا فيه.

- هل بدأت مباشرةً العمل بشكل منفرد؟
عملت سنة واحدة في غاليري، ثم بدأت بالعمل بمفردي. وبعد ولادة طفلي الثاني، ازداد اندفاعي في العمل بشكل كبير وأصبحت أصدر مجموعة خاصة بي من الأكسسوارات التي أصممها والتي ترتبط بديكور المنازل. وأنجزت عندها الكثير من المشاريع للسعودية. وبناءً على ذلك، اعتمدت مفهوماً جديداً في الديكور. حالياً عندي صالة عرض في بيروت هي عبارة عن منزل كامل الديكور ليكون للزبون فكرة واضحة عن عملي.

- هل اعتمدت خطاً معيناً وأسلوباً خاصاً بك؟
يرتكز المفهوم الجديد الذي تبنيته في الديكور على الطابع الكلاسيكي الذي اضعه في إطار عصري فخم بطريقة خاصة بي. كما أن المميز في أسلوب عملي في كوني لا أكرر العمل فكل تصميم لي يكون خاصاً لا يتكرر ويكون الزبون متفرداً .

- كيف تصفين أسلوبك وما الذي يميزه؟
أتميز في أسلوبي بكوني أدقق كثيراً في التفاصيل، فأنا بطبعي شديدة الدقة وأحرص على كل التفاصيل . ركزت على هذا المنحى ووجدت أن الناس أحبوا ذلك بشكل واضح. فمن يرَ أسلوبي يلاحظْ التكامل بين العناصر المختلفة في الديكور وكأن الكل هو لوحة واحدة متكاملة وقد أبدعت في ذلك. كما اعتمدت التطريز بكثرة في البداية على طريقتي ونجحت فيه كثيراً. وفي مرحلة لاحقة صرت أغيّر سواء في التطريز أو في كل ما اصممه لأن التقليد صار منتشراً ولم أكن أريد أن يقلّد عملي. كما أن التنفيذ في عملي يتم بطريقة راقية أتفرّد بها. إضافةً إلى أن صدقي مع الزبون ساهم في تحقيقي هذه الاستمرارية.

- كيف تتجنبين الوقوع في التكرار، خصوصاً أنك تركزين على هذه النقطة في عملك؟
كل مصمم يجب أن يتحدى نفسه ليغيّر ويبدع ويبتكر الجديد حتى لا يقع في التكرار، وهذا ما أفعله شخصياً لأن التكرار يوقعنا في الروتين وتقليد الآخر. الاختلاف هو نقطة قوتي والتفرد في التصميم من الأمور التي أركز عليها وهذا هو سر نجاحي. وأضيف أني أتدخل في كل الأمور، حتى إذا لم تكن من مجالي، لأشرف على كل شيء وأنجز ما أريد. وانطلاقاً من الديكور، انتقلت إلى مجالات أخرى كالأكسوارات ، إضافةً إلى الملابس الخاصة بالعروس والهدايا.

- من اين تستوحين الافكار التي تنفذينها؟
أتخيل الفكرة وأراها أمامي على أنها قد نفذت. كما أحرص على كل التفاصيل المرتبطة بها بنفسي وأعمل بيدي حتى أنجز العمل بأفضل ما يكون. أحياناً كثيرة أفضل الجلوس بمفردي لأركز فأشعر بالافكار تأتيني تلقائياً. كما يمكن أن ابتكر أحياناً حين أكون مجتمعة مع ناس.

- هل تحرصين على الاطلاع على كل جديد في الخارج لتبدعي أكثر في مجالك؟
بكل صراحة، الغريب اني وجدت اني أبدع أكثر عندما أعمل بناءً على إحساسي الخاص وقدراتي الخاصة، لا عندما أطّلع على تصاميم في الخارج ومعارض. وجدت النجاح اكثر في ما لدي وفضلت التركيز على ذلك حتى لا تتشتت أفكاري.

- هل الاقمشة التي تستعملينها في الديكور والتصاميم محلية؟
ثمة أقمشة أحضرها من خارج البلاد واخرى أجدها محلياً. لكن المميز في عملي أني أحرص على دمج أقمشة عدة متنوعة في الوقت نفسه مما يعطي تصاميمي طابعاً خاصاً.

- هل تميلين أكثر إلى الأسلوب الكلاسيكي في الديكور أم تفضلين العصري؟
عندما بدأت العمل في هذا المجال، كنت أميل أكثر إلى الكلاسيكية في الديكور، خصوصاً أن الأسلوب الكلاسيكي كان رائجاً أكثر. لكن مع الوقت تميل الموضة إلى العصري ولا بد من مجاراة العصر.

- أيّ الأسلوبين تفضلين شخصياً؟
أميل اكثر إلى الأسلوب الكلاسيكي الذي يعطي الديكور قيمة كبرى. لكني أحب الاثنين ولا بد من الدمج بينهما في العصر الحالي، وهنا يكمن الفرق بين مصمم الديكور والمهندس. الأهم ان يكون الكل متكاملاً أياً كان الأسلوب الذي أعتمده.