الملتقى الثاني لقصيدة النثر

قصيدة النثر, ملتقى قصيدة النثر, وزارة الثقافة المصرية, صبحي موسى, إتحاد الكتاب المصريين, فتحي عبدالله, نصير شمة, فارس خضر, رفعت سلام, محمد آدم, علاء عبد الهادي, جمال القصاص, عزة حسين, خوشمان قادو, محمد متولي, شريف رزق, عاطف عبد العزيز, أحمد اللباد

12 مارس 2010

تحت عنوان «قصيدة النثر والتعددية الثقافية» أقيمت في القاهرة أخيراً فعاليات الدورة الثانية لـ«ملتقى قصيدة النثر» الذي تنظمه مجموعة من الشعراء المصريين رداً على «إقصائهم» من جانب مؤسسات وزارة الثقافة المصرية، وفي مقدمها المجلس الأعلى للثقافة، الذي يتجاهل بحسب زعمهم، دعوتهم لحضور أمسياته ومهرجاناته الشعرية، فضلاً عن موقفه العدائي المتكرر تجاه تيار قصيدة النثر ومحاباته لشعراء القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة. الملتقى الذي استمر أربعة أيام انتهى للأسف بانفراط عقد لجنته التحضيرية تماماً، ما يشكك في إمكان عقده مجدداً، وكانت دورته الأولى التي عُقدت العام الماضي انتهت بانشقاق أحد أعضاء اللجنة نفسها، الشاعر صبحي موسى، ودعوته إلى عقد ملتقى آخر في مقر اتحاد الكُتاب المصريين تحت عنوان «الملتقى العربي لقصيدة النثر».
وهكذا لم يحتمل منظمو هذا الحدث التعددية الثقافية التي وضعوها في عنوان الدورة الجديدة للملتقى، ولم يتمكنوا من الاستمرار في العمل بروح الجماعة بعدما ألقى الشاعر فتحي عبد الله عضو اللجنة التحضيرية بياناً في الجلسة الافتتاحية هاجم فيه شعراء العامية الذين كان يُفترض أن يمثلوا في أمسيات الملتقى وندواته وفقاً للمعلن من قبل، ما اعتبر موقف إقصاء لا يختلف عن موقف المؤسسات الثقافية الرسمية.

كما هاجم فتحي عبد الله المحررين الثقافيين في عقر دارهم واتهمهم بإفساد المناخ الثقافي ومعاداة قصيدة النثر، ما جعل باقي أعضاء اللجنة يتنصلون من ذلك البيان ويؤكدون أنه يعبر عن شخص فتحي عبدالله وليس عن منظمي الملتقى. الإصرار على التعبير عن الذات وليس الجماعة، تجلّى أيضاً في موقف الشاعر عبد المنعم رمضان الذي وقع عليه الاختيار ليتحدث باسم الشعراء المصريين عموماً فشدد في كلمته على أنه لا يمثل إلا نفسه.


عود نصير شمة
أقيم الملتقى برعاية ثلاث من دور النشر المصرية الخاصة هي «الكتابة الأخرى»، و«ميريت»، و«أرابيسك»، وتضمنت مراسم افتتاحه في مقر نقابة الصحافيين المصريين في القاهرة حفلة موسيقية أحياها عازف العود العراقي نصير شمة، وانتهى بإعلان حل لجنته التحضيرية عبر بيان تلاه الشاعر فارس خضر. شارك في الملتقى الذي غلب عليه الارتباك وسوء التنظيم، شعراء من عشر دول عربية، هي سورية واليمن والسعودية وفلسطين وليبيا وتونس والمغرب والكويت والأردن والعراق، وتضمن برنامجه تسع ندوات و١٤ أمسية شعرية، وشهادات أربعة شعراء من جيل السبعينات في مصر هم رفعت سلام، ومحمد آدم، وعلاء عبد الهادي وجمال القصاص، وندوة حول «السؤال المستقبلي للتجربة السبعينية». واشتمل برنامج فعاليات الملتقى على ندوة للاحتفال بإعادة إصدار الأعداد الأولى من مجلات «إضاءة»، و«أصوات»، و«الكتابة الأخرى»، التي تُمثل تجارب رائدة في العمل الثقافي المستقل في مصر.
ويبقى أن الإنجاز الأبرز للملتقى تحقق بجهد لم تساهم فيه لجنته التحضيرية وتمثل في  صدور الدواوين الثلاثة الفائزة بجائزته وهي «على كرسي هزاز» لعزة حسين من مصر، و«أنظر إليها كم أنت مرهق» للسوري خوشمان قادو، و«هواء ثقيل» للسوري جوان تتر، بالإضافة إلى طبع المجلات الثلاث المحتفى بها عبر دار «الكتابة الأخرى» التي أصدرت أيضاً ديواناً جديداً للشاعر المصري محمد متولي، وأصدرت دار «أرابيسك» كتاباً للشاعر والناقد المصري شريف رزق وديوان الملتقى، وطبعت دار «ميريت» الملصق والدعوات وديواناً للشاعر المصري عاطف عبد العزيز. وقام الفنان أحمد اللباد بإهداء الملتقى تصميماً للملصق والدعوة وأغلفة الدواوين.