«لكم حمراؤكم ولي حمرائي... لكم دهاليز الماضي الأليم، وأشواك شجر الصبير
ولي المقاهي الصاخبة وألحان الجاز الهاربة من أبواب العلب الليلية
لكم تجاهل الشحاذين
ولي قصصهم المنسية في تجاعيد الوجوه
لكم ضجيج السيارات في الظهيرة
ولي صمت الأرصفة في العشية...
بي عشقٌ لشارع أحمر
ولفراشة تغزل النور في أضواء الطرقات المعتمة
لكم مكان، أحجار، أشخاص
ولي... حمرائي»...

بعد هذه القصيدة التي أعلن فيها محمد بدر انتماءه إلى حمراء لا تشبه حمراء الآخرين، تحولّت الكلمات إلى أفعال وصار عنوان القصيدة «لكم حمراؤكم ولي حمرائي»، عنواناً لمشروع فنّي تبنته شركة Spreaminds بالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية و«جمعية تجّار شارع الحمرا» لاختيار أجمل صور فوتوغرافية يلتقطها شبّان موهوبون لرصد مختلف الجوانب التي يرونها في «شارع الحمرا».
وبعد اختيار أفضل 80 صورة من بين مئات الصور التي تقدّمت للمشاركة في المسابقة، جُمِعت الصور الفائزة في كتاب ضخم صدر تحت عنوان «لكم حمراؤكم ولي حمرائي». ويُتيح لنا هذا الكتاب فرصة التعرّف عبر عدسة المصوّرين على وجوه ذاك الشارع المتعدّدة والمتناقضة أحياناً. وهذا ليس غريباً على شارع مثل «الحمرا»، فهو يُمثّل في  تميّزه مادّة خصبة لمخيّلة الشعراء وعيون المصوّرين لأنّه المكان المفتوح على كلّ الأمكنة، إذ أنّه الشارع الوحيد في لبنان ربما، الذي لا لون له ولا صبغة محدّدة. ففيه يجتمع اللبنانيون على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم وطبقاتهم الإجتماعية، وهذا ما يُضفي على الصور كلّها الكثير من الغنى والإختلاف وأيضاً على إبداعات الشباب الفوتوغرافية بعدما حاول كلّ واحد منهم أن يُبرز القالب الذي يرى فيه شارعه المفضل «الحمرا».