مثقّفات من مصر: لا تهاون في حقوق النساء...

المجتمع السعودي, مجلس المساواة العرقية, مساواة الرجل والمرأة, إمرأة عصرية, تمييز, دور المرأة, تطوير المرأة, الثورة المصرية

04 أبريل 2011

عقدت رابطة المرأة العربية، ندوة تحت عنوان «المرأة المصرية ما بعد ثورة 25 يناير»، لمناقشة العلاقة بين الديموقراطية وشعارات الثورة والمرأة، وذلك لتأكيد مساهمتها في عملية البناء التي تمر بها مصر في المرحلة الحالية. أدارت الندوة الدكتورة هدى بدران، رئيسة رابطة المرأة العربية، وأشارت إلى أن المرأة وقفت بجانب الرجل خلال كل الثورات، كالثورة الفرنسية، وثورة 1919، والثورة الجزائرية، وأخيراً خلال الثورة المصرية في 25 كانون ثاني/يناير 2011، وكان دورها فعّالاً في ميدان التحرير وفي جميع ربوع مصر، فرفعت اللافتات، ونادت بالشعارات، وداوت الجرحى، ووزعت «الأغطية» والمواد الغذائية. وساعدت في عملية تأمين الميدان بتفتيش الداخلين، كما اشتركت في تنظيف الميدان بعد ذلك.


مساواة في النضال
رأى الدكتور محمد نور فرحات، الأستاذ بكلية الحقوق جامعة الزقازيق، أن المرأة لم يتراجع دورها عن دور الرجل في الثورة، والأهم أنها نالت شرف الاستشهاد مثلها مثل شباب الثورة، كما تواجدت الشابات جنباً إلى جنب مع الشباب منذ أول أيام الثورة، ولم يتركن الميدان. وقد نالت المرأة أيضاً نصيبها من القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، ثم تطوّر الأمر إلى الرصاص الحي، إلا أن هناك من الشواهد ما يدلّ على تقليص مساهمة المرأة في المرحلة الحالية، مما يُخشى من تراجع المساحة التي يجب أن تشغلها في الخطوات والتطورات فيما بعد الثورة.

مؤكداً أن المساواة في النضال تعني المساواة في الحقوق والواجبات، وأن تهميش دور المرأة بعد الثورة غير مقبول تماماً، وأن هذا التهميش سببه اقتراب الرجال من السلطة بعد الثورة.
ويضيف: توجد علاقة بين اقتراب الرجال من السلطة وزيادة التمييز ضد المرأة، فكلّما اقترب الرجال من السلطة، مثلما هو حال القضاة ورجال الأحزاب وأعضاء مجلس الشعب، تعمّدوا تهميش المرأة وإبعادها عن ساحة المنافسة، وكلما بعدوا عن السلطة تجلّى إيمانهم بعدم التمييز، كما هو حال المثقفين وأساتذة الجامعة.


مشكلة مجتمع
بينما أفادت الدكتورة عواطف عبد الرحمن، الأستاذ في كلية الإعلام جامعة القاهرة، بأن هناك تيارات هادفة إلى إقصاء دور المرأة، أهمها التيارات المتشددة دينياً، بالإضافة إلى الثقافة السلبية القديمة، التي تتعمد حرمان المرأة حقوقها لأنها الطرف الأضعف في العائلة، وتظهر هذه المشكلة في حرمان المرأة الميراث في جنوب مصر.

وأكدت الدكتورة عواطف عبدالرحمن أن قوانين المرأة، التي تم إدراجها خلال النظام السابق، لم تقدم إلا للطبقات العليا والمثقفات، ولم تمسّ المرأة المصرية العادية من قريب أو بعيد وبالتالي أثبتت فشلها. وطالبت الدكتورة عواطف بضرورة المساواة الحقيقية بين الرجل والمرأة في الدستور المصري الجديد.


التمييز ممنوع
لاكتمال حلقات النقاش، كان لشباب الثورة حضور في الندوة، ومنهم ياسر عبد الرحمن الذي أعرب عن رفضه التام للتمييز ضد المرأة، سواء كان سلبياً كما هو حادث، أو إيجابياً كما تم في كوتة المرأة في انتخابات مجلس الشعب 2010، لأنه تم التلاعب بالمرأة في حركة سياسية لزيادة عدد مقاعد الحزب الحاكم داخل البرلمان، وبالتالي لم تحصل المرأة على حقوقها، ومنعت الكثيرات من الترشيح ودخول البرلمان.

أما سارة عوض، عضو فتيات ائتلاف الثورة، فأكدت أن المرأة خلال الثورة لم يكن دورها أقل أهمية من دور الرجل، بل كانت تقف بجواره، يدها بيده، تدافع عن الميدان والثورة، فكانت تلتقط القنابل المسيلة للدموع من صفوف المتظاهرين وتعيد إلقاءها على الأمن المركزي من جديد.
وتابعت: لقد أظهرت المرأة المصرية شجاعة منقطعة النظير، وأعلنت من خلالها أنها قادرة على انتزاع حقوقها، التي حُرمتها ولن تقبل بأي تمييز من جديد.