أمسيتان في 'شرفة' حلمي سالم

شركة صوت القاهرة, مستشفى, شعراء, جمال القصاص, حلمي سالم

04 يونيو 2012

لم تكن المناسبة مجرد تعافي الشاعر المصري حلمي سالم من جراحة خضع لها أخيراً في أحد مستشفيات القاهرة، بقدر ما كانت الرغبة في الاحتفاء به شخصياً، باعتباره أحد أبرز شعراء العالم العربي في المشهد الراهن.
ولذلك احتشد عدد كبير من الشعراء والنقاد، من أجيال مختلفة، في أمسيتين نظمتهما «حركة شعراء قصيدة النثر... غضب» تحت عنوان «في شرفة حلمي سالم» في مقر نقابة الصحافيين في القاهرة.

في الأمسية الأولى، التي أدارها الشاعر محمود قرني، قرأ حلمي سالم عدداً من قصائده بمصاحبة المغني وعازف العود أشرف نجاتي، وقرأ رفيق دربه القديم الشاعر المصري جمال القصاص قصيدة كتبها قبل نحو ربع قرن وأهداه إياها، وقرأ رفيقاه الآخران محمد فريد أبو سعدة وأمجد ريان كلمتين في تجربته الشعرية ومكانته بين زملاء جيله، جيل السبعينات، والأجيال التالية والتي تعتبره أحد آباء تجربتها المتبلورة أساساً في قصيدة النثر.
وفي الأمسية الثانية التي أدارها الناقد شريف رزق، قرأ حلمي سالم قصيدتين، وقرأ شعراء آخرون قصائدهم تحية له، ومنهم ماجد يوسف وعزة حسين وايهاب خليفة وعلية عبد السلام وعادل جلال.
في الافتتاح ذهب منسق حركة «غضب»، محمود قرني، إلى أن «حلمي سالم الذي يكتب علي غير مثال، صار مثلاً، فحمل في عنقه وزر الخطيئتين. صار نموذجاً للنزق، صار آبقاً، حاملاً لراية الإثم، وسيداً للعصاة».

ورأى الشاعر والناقد أسامة عرابي أن حلمي سالم «زاوج في رحلته الشعرية بين الوزن والإيقاع، بين الغناء والنثر، بين تخيّله الإبداعي والواقع الاجتماعي الثقافي المعيش تاريخيًّا، فجمع في إهابه بين الزمني واللازمني. بين الثوري والرومانسي الحالم، مستقصياً شعاب النفس الإنسانية والذات الكونية، متمردًا على الانسجام والنظام والتوافق والاتزان الشعري، وفي أعماقه أزمة الضمير الحديث. ولم يكن حلمي سالم ليعبر في ذلك عن حيرة وجودية، ولا عن لاأدرية ضاغطة، بل ظل يبحث طوال الوقت عن موقع تتقاطع فيه خطى الحياة».

وقرأ عرابي في مستهل الأمسية الثانية كلمة أرسلها الشاعر العُماني سيف الرحبي جاء في ختامها: «مهما عصفت بنا الأيام فراقاً وأمراضاً، حباً مبتوراً وهو يحلم بالوصول الى الذروة، وأحلاماً كثيرة مجهضة، يظل حلمي سالم الشاعر الكبير، مشرقاً بفرح غامض وطفولة متجددة وإن كانت جريحة».
وأرسل الشاعر السوري نوري الجراح رسالة، خاطب فيها حلمي سالم قائلا:«تعرف مكانتك عندي شاعراً مبدعاً وصديقاً غالياً منذ أيام بيروت قبل ثلاثين عاماً من اليوم وقد عشنا معاً في صيف 1982 تجربة ستطبع نفسها إلى الأبد في شعرنا وحياتنا، إلى جانب نخبة من أصدقائنا الشعراء العرب».
واختتمها بالقول: «تحية لك يا حلمي، أيها الشاعر الحر والشقيق الغالي. لقد عشنا لنشهد معاً اليوم سطوع كلمة الحرية وسقوط آخر أسماء الاستبداد وأقنعته»

ولحلمي سالم (61 سنة) ما يزيد عن 18 ديواناً شعريا، منها: «حبيبتي مزروعة في دماء الأرض» (1974)، «سكندرياً يكون الألم» (1981)، «الأبيض المتوسط» (1984)، «سيرة بيروت» (1986) «البائية والحائي» (1988)، «دهاليزي والصيف ذو الوطء» (1990)، «فقه اللذة» (1992)، «الشغاف والمريمات» (1994)، «سراب التريكو» (1996)، «الواحد الواحدة» (1997)، «يوجد هنا عميان» (2001) «ارفع رأسك عالياً» (2011).