'كان يا ما كان' لكركلا في افتتاح مهرجانات بيت الدين

إستعراض, مهرجان بيت الدين, حميد القصري, إليسار كركلا, ملابس

16 يوليو 2012

أزيح الستار في الليلة الأولى، فانكشف قصر بيت الدين التاريخي العريق وبدا مُكمّلاً للديكور الذي نقل الجمهور اللبناني الوفيّ دوماً لأعمال كركلا إلى بوابة الزمن القديم.
على أنغام موسيقى ريمسكي كورساكوف التي التصقت بحكايا «ألف ليلة وليلة» عاد بنا الزمان ليلة افتتاح مهرجانات بيت الدين إلى قصّة شهريار الذي سكنه شغف الحبّ والانتقام منذ تنصيبه ملكاً.

قصص الشرق الساحرة تلك لم تُحكَ بلسان شهرزاد أو الراوي كما جرت العادة، بل روتها أجساد الراقصين الذين تمايلوا على إيقاع الموسيقى الحيّة التي عزفتها الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية بقيادة المايسترو هاروت فازليان.
إنّها المرّة الأولى التي تتلاقى فيها الأوركسترا الفلهارمونية مع سحر الآلات الشرقية والتي ترقص فيها «كركلا» على أنغام موسيقى حيّة غير مُسجلّة. هذا التحدّي خاضه الأخوان إيفان وإليسار كركلا في عملهما الأول خارج عباءة والدهما مؤسس الفرقة عبد الحليم كركلا.

استُكملت حكاية الشرق القديم في الفصل الثاني مع أسواق أيّام زمان. فأتت زحمة الناس وتنوّع الملابس المُطرزة والأقمشة الملوّنة والعربات الناس لتنقلنا إلى أسواق الشرق العتيقة، وذلك على إيقاع بوليرو رافيل التي تزاوجت فيها الآلات الموسيقية الغربية مع الآلات الشرقية وولّدت نغماً عابقاً بسحر الشرق الذي ألهم وأثّر في فنون العالم كلّه.

وفي الفصل الثالث والأخير، اختُتم العرض بالعودة إلى الجذور والتراث اللبناني الذي اشتهر فيه مسرح كركلا. فاجتمع على مسرح القصر الشهابي العريق ضيوف الفلكلور ونجوم المسرح والغناء: هدى حدّاد، إيلي شويري، جوزف عازار، رفعت طربيه، غابريال يمّين، سيمون عبيد، طوني عاد... وأدّوا مقاطع غنائية وحوارية خاصة ببيت الدين، كما شارك عميد الفرقة عمر كركلا بوصلة Solo مستوحاة من رقصة الدبكة اللبنانية التي أعادتنا إلى فولكلور مدينة الشمس التي منها خرجت الفرقة الأشهر في لبنان والعالم العربي «كركلاّ».

«كان يا ما كان»، كوريغرافيا إليسار كركلا وإعداد وإخراج معاصر برؤية إيفان كركلا. في هذا العمل الإستعراضي الضخم تداخل الواقع بالخيال والحكاية بالغناء والباليه بالدبكة والألوان بالألحان، فتداخلت معها أبعاد الزمن لتصنع عالماً يجمع بين عراقة الماضي وحداثة الحاضر.


على الهامش

احتفت مهرجانات بيت الدين الصيفية بالحرية التي استيقظ لأجلها الشارع العربي من سباته العميق. وانطلاقاً من هذه الكلمة (الحرية) التي تمكنت من أن تُصبح بطلة السنوات الثلاث الأخيرة، أُقيم على هامش مهرجانات بيت الدين معرض للخطّ العربي بعنوان «يوميات حرية للشعوب العربية» معبراً عن قضايا الحرية المنبعثة من رياح الربيع العربي.