عزت القمحاوي: الإبداعات والجوائز قد لا تلتقي

نجيب محفوظ, جائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي, عزت القمحاوي

02 يناير 2013

لدى الروائي المصري عزت القمحاوي أسباب عدة للفرح بجائزة نجيب محفوظ للإبداع الروائي، التي نالها أخيراً عن روايته «بيت الديب»، الصادرة عن دار الآداب البيروتية، في مقدمها ارتباط الجائزة باسم أبرز قامة أدبية عربية في العصر الحديث، فضلاً عن صدقيتها العالية منذ أن أطلقها قسم النشر في الجامعة الأميركية في القاهرة عام 1996.


في كلمته خلال حفلة تسلم الجائزة، نوه القمحاوي بامتنانه للجنة التحكيم (تحية عبدالناصر، شيرين أبو النجا، منى طلبة، همفري ديفيز، عبده وازن) التي اختارت روايته، رغم أنها لم تكن بين الأعمال التي تقدم بها أصحابها من مختلف البلدان العربية إلى المسابقة التي تقام سنوياً.
وقال إنه أثناء كتابة «بيت الديب» انتابته ثلاثة هواجس، أولها كيفية تقديم أربعة أجيال في حجم من السرد يمكن احتماله، والثاني كيفية تقديم المكان الريفي بشخصياته من دون أن يبدو مجرد مجموعة حكايات، والثالث كيفية الفصل بين الخير والشر، أو كيفية تقديمهما معاً في شخصية واحدة.

وأكد أن على الكاتب الحق أن يعرف أن للإبداع خطاً وللجوائز خطاً، وأنهما قد لا يلتقيان، مشيراً إلى أن تاريخ الأدب عرف كثيراً من الكتاب الذين لم يزعزعهم الإهمال، وعرف كثيراً ممن لم يربكهم الضوء، لكن قلة هي التي جربت الكتابة تحت الظرفين، ومنها نجيب محفوظ.

وقال: «كان يجب ألا أفرح بالجائزة في ظل الظرف الحالي والاشتباكات الدائرة في الشوارع المصرية وما استتبعها من سقوط ضحايا، لكنني فخور بأن أُمنَح جائزة تحمل اسم الروائي العظيم نجيب محفوظ، فهو أحد معلميّ في الكتابة بلا شك، ودروس الكتابة يمكن تحصيلها من كل الكبار على امتداد التاريخ واتساع جغرافيا الإبداع، لكن درس محفوظ الذي يجب ألا يضيع، هو الإخلاص للكتابة بوصفها وظيفة عضوية لا يستطيع الكاتب العيش من دونها».

و«بيت الديب» هي الرواية الرابعة لعزت القمحاوي، وكتابه الثامن، وصدرت عام 2010، وتتناول حياة أجيال عدة لعائلة ريفية مصرية على مدى أكثر من 150 عاماً.
يؤسس القمحاوي في هذه الرواية التي تضم 320 صفحة من القطع المتوسط، قرية بين الواقع والخيال، تضم الفارين من ظلم الضرائب العثمانية، فيعيشون على المساواة التامة، مستمتعين بنسيان الحكومة لهم، حتى تبدأ لعبة السلطة في القرية مع تولي محمد علي باشا حكم مصر.

يذكر أن الفائز بالجائزة يحصل على ميدالية فضية محفور عليها صورة نجيب محفوظ (1911-2006)، ومبلغ ألف دولار، وتترجم روايته إلى الإنكليزية لتصدر في لندن وواشنطن في التوقيت نفسه.
وفاز بالجائزة من قبل إدوار الخراط وخيري شلبي وإبراهيم عبد المجيد ويوسف أبو رية وميرال الطحاوي وسمية رمضان وحمدي أبو جليل وأمينة زيدان من مصر، وأحلام مستغانمي (الجزائر) وسالم بن حميش (المغرب) وخليل صويلح (سورية) وسحر خليفة ومريد البرغوثي (فلسطين) وهدى بركات (لبنان) وعالية ممدوح (العراق).