كان

مهرجان كان, مهرجان الموسيقى العريقة, فرنسا, جنوب فرنسا, مهرجان البندقية السينمائي, مهرجان سينمائي, ساحة لو كاستر, سوق فورفيل, قصر المهرجانات, مجمع سانت هونوريه, شارع أنتيب

06 يوليو 2009

على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تتجاور كان ونيس ومونتي كارلو، كأنها في مباراة جمالية تتنافس فيها على لقب جميلة الساحل اللازوردي، يربط بينها الشاطئ الرملي الذي يصلها بجبال الألب المنحدرة عبر الحدود الفرنسية الإيطالية. ورغم شهرة جارتيها تنفرد مدينة كان بجمال أخّاذ كأنها لوحة مائية رسمت بألوان وحركة متموجة تندفع فيها الأزمنة والفصول. ويدهش العربي القادم من الشرق بمشهد شروق الشمس من البحر، وغروبها خلف الجبال وهو مشهد معاكس لما ألفه في بلاده.

في مطلع القرن التاسع عشر تحوّلت مدينة كان من مجرّد قرية ساحلية منسية ترسو فيها قوارب الصيادين الفقراء إلى مدينة أرستقراطية بامتياز يستجم فيها أغنى أثرياء العالم. لعبت الصدفة تاريخياً لعبتها مع مدينة كان، ففي العام ١٨٣٤ أمر ملك البييه مونت بإغلاق الحدود الفرنسية الإيطالية بسبب تفشي وباء الكوليرا، في الوقت الذي كان  اللورد هنري بروغهام أند فو رئيس وزراء بريطانيا وابنته أليونور لويز مسافرين إلى إيطاليا عبر كان، مما اضطرهما  إلى المكوث في نزل ميتر بانشينا Maitre Pinchinat الواقع في شارع المرفأ من تلك المدينة. سحر اللورد بجمال هذه البلدة وأعجب بحسن ضيافة سكانها، فقرر أن يشيد فيها قصراً على اسم ابنته. وفي غضون سنوات تحوّل مرفأ الصيادين إلى أرقى شارع في كان وانتشرت حوله الأحياء الجديدة التي شيّدت فيها أروع القصور.

المدينة القديمة Le Suquet

عبر طريق سان أنطوان أقدم شوارع المدينة العتيقة تصعد السلالم إلى ساحة لو كاستر Castre  المحيطة بالأسوار حيث تقع كنيسة نوتردام دو ليسبرانس التي أعيد ترميمها في القرن السابع عشر. يقام في هذه الساحة مهرجان سوكيه Suquet الموسيقي خلال الصيف. وتنتظرك عند الوقوف في قمة هذه البلدة لوحة بانورامية لشاطئ كان تجاوره جزر ليرين Lerins وهضبة خضراء تندس بين أشجارها فيللات فخمة ويقف عند أعلاها برج المراقبة.

وتأخذك الطريق إلى متحف كاستر الذي هو عبارة عن قصر قديم يعود تاريخ بنائه إلى القرن السابع عشر ويضم مجموعات إثنية وأثرية. وعبر الأزقة الضيّقة التي تتسلل إليها نسمات البحر المنعشة، تتوجه نحو سوق فورفيل Forville الريفي المضمّخ بأريج النبات الجبلي، وتتسكع في ممرات الحرية المظللة بشجر الدلب على طول الشاطئ.

المرفأ العتيق

يدهشك المرفأ القديم بالتناقض الغريب الذي ينطوي عليه، فعلى الشاطئ الرملي تجد الصيادين منهمكين بنسج شباكهم، وعند رصيف المرفأ ترسو أجمل يخوت العالم، وفي عمق البحر تعوم جزيرتا سانت مارغريت وسانت هونورا اللتان تصل إليهما بالقارب خلال عشرين دقيقة.

قصر المهرجانات

حملت أواخر ثلاثينات القرن الماضي إلى كان مصادفة تاريخية ثانية، فبعد فشل مهرجان البندقية السينمائي في تلك المرحلة، قررت فرنسا تنظيم مهرجان سينمائي عام ١٩٣٩ غير أن دخولها الحرب العالمية الثانية أدى إلى إلغائه. وبعد سبع سنوات أي في ١٩٤٦ انطلق المهرجان وأصبحت كان المدينة الفرنسية الثانية بعد باريس في تنظيم المهرجانات والمؤتمرات العالمية التي يقام معظمها  في قصر المهرجانات الذي يضج خلال شهر أيار/ مايو بصخب فني وثقافي لا مثيل له.

التسوّق في كان تقليد

للتسوّق في كان تقليد عريق فإذا تركت الفندق عليك أوّلاً أن ترنو بنظرك إلى منطقة لاكروازيت التي سوف تدهشك بجمالها الساحر الممتد على طول الشاطئ المتعرّج حيث الحدائق الغنّاء تفوح منها روائح الزهور والصنوبر. ومن ثم لا تتردد في القيام بنزهة إلى وسط المدينة حيث تدع خطواتك تسير على إيقاع استكشاف ما يخفيه من مفاجآت، فكل ركن منه يكشف عن ثراء هذه المدينة التي تغص بمتاجر تعرض أرقى أزياء المصممين العالميين.

تجد في  مجمع سانت هونوريه أزياء الهوت كوتور والمجوهرات ومواد التجميل والتحف لأهم الماركات الفرنسية والعالمية. ويقع في موازاة لا كروازيت شارع أنتيب حيث التسوق يشعرك بأناقة أسلوب الحياة في كان، وتجاور في شارع مينادييه متاجر الألبسة  حوانيت المأكولات الريفية التي يشتهر بها ريف كان.