براغ (الجمهورية التشيكية)

براغ, الجمهورية التشيكية

02 يونيو 2010

يخيّل لنا أحيانًا أن الهروب من ضجيج المدن ، يعني أننا نبحث عن الاسترخاء في أقصى حدوده. ولكن يحدث أحيانًا أننا نتوق إلى العودة إلى مدن تلهب مخيلتنا لنعيد اكتشافها، وكأنها المرّة الأولى التي نزورها، فنقع أسرى حركتها ونتوه في أروقة عوالمها لتتكشّف لنا وجوه لم نلمحها في المرات السابقة، فنحدّق إليها وننقب في حفريات ذاكرتها لنحشد  في حقيبة أسفارنا صورًا لمدن تخرق قانون الأبعاد الثلاثية وتجعلنا نعيش خارج الزمان والمكان، فنعيد ترتيبها في ألبوم ذاكرتنا لنفاجأ بأننا عرفنا شيئًا عنها وغابت عنا أشياء، مما يحملنا على توضيب حقيبة السفر إليها.  وفي العالم مدن رغم أنها تعرف بـ"كليشيه" الوجهات السياحية فإن في كواليسها ما يجعل تكرار زيارتها محاولة لإشباع فضول التعرّف إليها أكثر.


براغ. إنها المدينة التي قال عنها أديبها  فرانز كافكا:"براغ مدينة لا يمكن الانعتاق من سحرها". لم تتأخر براغ عاصمة تشيكيا عن موعدها في أن تكون إحدى أكثر المدن الأوروبية استقطابًا للسياح بعد أن خلعت رداء الشيوعية. في حي مالا سترانا المنبسط بين ضفة نهر فلتافا الغربية وهضبة هرادساني، يسكن فن القرون الوسطى في كنائس باروكية وتحت أسقف حمراء وينثر عبقه في حدائق غنّاء تجرّ الزائر إلى شارع نيرودوفا بأروقته الضيّقة والمرصوفة بالحجارة وبيوته العتيقة ذات الواجهات البيضاء والصفراء والحمراء والمداخل المزخرفة بقلادات برونزية.

وتؤدي سلالم الشارع العالية نحو الهضبة حيث يقع حي هرادساني التاريخي ويضم رمزي المدينة، كاتدرائية سان غي والقصر، الذي كان مركز إقامة العائلة المالكة البوهيمية والحجر الأساس لظهور براغ على خريطة تاريخ أوروبا الوسطى. وفي المدينة العتيقة ستاريه ميستو المستلقية على الضفة الشرقية للنهر يجتمع الفن القوطي والباروكي بأبّهة حول ساحة سوق سترامستسيكيه ناميستي، تتحلق حولها المقاهي والمطاعم التي يتكاثر عددها يومًا بعد يوم. ويمكن الزائر اكتشاف الإرث الوطني الباركوي لبراغ في مطعم بالفي بالاس.  للاستعلام: www.palffy.cz