كوستا ريكا... 'سويسرا أميركا الوسطى'

أميركا, شاطئ, سويسرا, المنتجعات, المحيط الهادىء, القمم البركانية, متنزه, كوستا ريكا, سان خوسيه, البحر الكاريبي

20 سبتمبر 2010

هل تخيّلت يومًا أنك تزور بلادًا في أميركا الوسطى لا جيش لها، بل اكتفت بفيالق جمال الطبيعة المحتشدة فيها برًا وبحرًا وجوًّا! إنها كوستا ريكا التي يطلق عليها «سويسرا أميركا الوسطى»، تفور سحرًا وروعة وسط البحر الكاريبي الذي يحدها شرقًا والمحيط الهادئ غربًا، وتتعلق بها بنما جنوبًا ونيكاراغوا شمالاً، علّهما تنالان من جارتهما المشتركة بعضًا من السلام الذي تتنعّم فيه. كوستا ريكا، ويعني اسمها الساحل الثري، بلاد تعرف كيف تخدر حواس من يزورها فتمنحه متعة التكاسل والاستلقاء على شواطئ لؤلؤية تتراقص على امتدادها أشجار جوز الهند، أو السباحة في مياه بلورية دافئة، فتكسر صمت الطبيعة نسمات الصبا الصيفية وهي تداعب أجنحة طيور محلّقة في الفضاء الأزرق بحريّة، تدعوك لزيارة مدن كوستا ريكا وشطآنها بكل فخر.

سان خوسيه العاصمة
تثير سان خوسيه عاصمة كوستا ريكا دهشة زائرها بكوزموبوليتانيتها الفريدة، فهي تقع على مفترق طرق المواصلات إلى جميع مدن البلاد، مما يجعل غالبية السياح يبيتون فيها أيامًا عدة قبل الانتقال إلى المدن الأخرى.تتميز سان خوسيه بالطابع الأميركي الغالب على أسلوب العيش فيها، فهي تضم المتاجر والمراكز التجارية الكبرى ومطاعم الوجبات السريعة تقابلها مطاعم فاخرة، ومتاحف رائعة، فضلاً عن أسواق شعبية لا تكل الحركة فيها ولا تمل وسط مناخ جميل. يعتبر المتحف الوطني Museo nacional أولى محطات التعرّف إلى حضارة كوستا ريكا، ففيه تُعرض الاكتشافات الأركيولوجية للبلاد، وأثاث يعود إلى الحقبة الاستعمارية الأسبانية، ومجموعة أعمال فنية. أما متحف ديل أورو بريكولومبينو Del Oro Precolombino  فيضم مجموعة فريدة تعود إلى الحقبة ما قبل الكولومبية، ويؤوي متحف جاد Jad أروع منحوتات حجر الجاد ( اليشب) الأميركي. ويأخذك المسرح الوطني Teatro Nacional الذي يعود إلى عام 1890 إلى عالم كوستا ريكا القديم بكل حنينه وجمالية الهندسة المعمارية. وفي سنترال ميركادو Central Mercado تعيش أجواء سان خوسيه بكل أبعادها حيث الحركة تنداح كما أمواج المحيط، فهنا تعرض الأعمال اليدوية التقليدية ويتنافس النقاشون على إدهاش المارة بما تخرجه أيديهم من منحوتات، فيما تتسرّب من مقاهي الرصيف روائح ما لذّ وطاب من الأطباق الشهية.

المتنزّه الوطني سانتا روزا Santa Rosa
يعدّ المتنزّه الوطني سانتا روزا أقدم متنزّهات كوستاريكا وأكثرها تطورًا. يمتد على أرخبيل سانتا ألينا Santa Elena المستلقي عند المحيط  الهادئ في أقصى شمال غرب البلاد. ويضم المتنزّه أكبر الغابات الاستوائية في أميركا الوسطى ويحمي نوعًا من السلاحف البحرية مهددًا بالانقراض، حيث تخبئ فيه بيضها.

ساحل المحيط الهادئ
يوفر ساحل المحيط الهادئ مزيجًا ممتعًا من المنتجعات البحرية المترفة وشواطئ شبه خالية. يقع في جنوب الساحل خليج غولفو دولتشي Golfo Dulce وبلدة Golfito اللذان يعتبران مدخلاً  إلى شواطئ خلابة.
وتعدّ بلدة غولفيتو  نفسها طرف العالم بكل ما للكلمة من معنى، حيث تطلق الطبيعة العنان لروائعها، وتحاصرها بالأدغال والغابات العذراء. وإذا أراد السائح أن ينفجر ضحكًا ما عليه سوى أن يسأل أحد نُدّل المقاهي عن سيزيا زيكيكه كاتب رواية أورو Oro  ويسمع التعليقات المضحكة التي كتبت عن هذه الرواية عند صدورها. وفي شمال غولفيتو توجد خلجان عدة تزيّنها مساكن البانغالو، تتكور عند طرف الغابة العذراء. وفي أرخبيل أوزا Osa . وفي موازاة البحر تقع مستعمرة ببغاء ألأرا Ara القرمزي يطير بابتهاج في متنزه كوركوفادوCorcovado  الوطني. أمّا هواة السباحة وركوب الأمواج فيجدون ملاذهم في بلاياي كاتيفوPlaya Cativo و Playa Zancudo  وبافونيس Pavones. ويمتد الوسط التجاري لساحل المحيط الهادئ من  أوفيتا Uvita  حتى خليج نيكويا  و Nicoya وبونتاريناس Puntarenas. وزيارة مرفأ كويبوس Quepos الذي كان مخصصًا لتصدير الموز وتحوّل إلى مركز لرياضة الصيد البحري بفضل وجوده  عند أقصى متنزّه مانويل أنطونيو الوطني Parque Nacional Manuel Antonio تشكّل متعة لا يجب تفويتها.

الساحل الكاريبي
يتميزّ الساحل الكاريبي بتنوّعه الجغرافي إذ يتألف نصفه من محميات طبيعية ومتنزّهات وطنية. ورغم أنه أقل تطوّرًا يحتفظ بجماله الطبيعي العذري الأكثر خضرة في الساحل الغربي. وتعتبر بويرتو ليمون Puerto limon   المدينة الرئيسية في هذه المنطقة، إذ تمتلك متنزه فارغاس Vargas الاستوائي الرائع حيث تجد السياح الذين يرغبون في إجازة لا يفعلون فيها سوى الاسترخاء والراحة إلى أقصى الحدود.
فتجدهم يستلقون على أرجوحة الشبك معلّقة بين شجرتين تاركين للهواء البحري حرية التلاعب بأبصارهم وهم يتأملون السحر الطبيعي الذي ارتموا بين أحضانه بإرادتهم. وفي كاوايتا Cahuita  فردوس الكريول  تتبارى شطآنها الرملية البيضاء أو السوداء على إبهار روادّها، فعند الساعة الخامسة مساء تجتاح أسراب طيور الببغاء الخضراء فضاء الغابة لتحلّق فوق قطيع القردة الذي يطلق صياحه مما يشعر زائر المكان بأنه وسط مشهد فوضى مسرحي ينقل أبطاله من يراقبهم من حالة إلى أخرى بحسب مزاج الطبيعة وأحوالها.
ففي متنزّه مارينو لاس بولاس دو غواناستيه Marino Las Baulas de Guanaste  الممتد شمال تامريندو Tamarindoتضع سلاحف بولا العملاقة التي تزن الواحدة منها 500 كيلوغرام بيضها، يتمتع زائر المكان بمراقبة عناصر الطبيعة وسكّانها.

شبه جزيرة نيكويا Nicoya
عند شمال غرب ساحل المحيط الهادي تقع شبه جزيرة نيكويا حيث تمتد الشواطئ الخلابة والمعزولة، تحضن المتنزّهات والمحميات الطبيعية. ولمحبي السهر والليل ينافس النهار على الفرح فما عليهم سوى المبيت في قرية ديل كوكو Del Coco والتمتع بالأجواء الساحرة لهذه القرية البحرية. أما هواة الغور فلن يتردّدوا في اكتشاف أسرار الطبيعة في متنزه بارا هوندا Barra Honda الواقع شمال شرقي نيكويا، وفي متنزّه Refugio Nacional de fauna Silvester ostiona الواقع في منتصف بين سامارا Samara وParaiso تضع السلاحف البحرية بيضها، تشاركها في السكن العظاءات والقردة وأنواع فريدة من الطيور.
هكذا هي كوستا ريكا بلاد يحتشد فيها كل جمال الطبيعة من دون خجل، قلّما سمحت مدنها وريفها وسواحلها للحياة العصرية بأن تجتاحها، بل هي بلاد تجعل من يزورها يستسلم إراديًا لترف الطبيعة الفطري.

أطباق كوستاريكية
من يزور كوستا ريكا عليه ألا يفوّت متعة تناول الطعام التقليدي. لوجبة الفطور يمكن الحصول على غالو بينتو Galo Pinto ،وهو مزيج من الأرز والمشمش الأحمر. أما طبق الغداء فهو تاملا Tamla الذي يتألف من خضر ولحم ودقيق الذرة توضع في ورق الموز وتطهى على مكمورة.

عادات كوستاريكية
يعتبر المظهر اللائق واللباقة أمرين مهمين وأساسيين في كوستاريكا، لذا فمن الضروري أن يكون زائر البلد لائقًا في هندامه ولبقًا في حديثه مع الآخرين. ومن العادات الطريفة لكوستا ريكا الاحتفال بالبنت عندما تبلغ الخامسة عشرة في ما يشبه حفلة زفاف.