جبال الهيمالايا...

مهرجان الموسيقى العريقة, حميد القصري, شعيرية الفول الصينية, التنمية السياحية, بوذا جاياتي, جبال الهيمالايا, قمة إفيرست, كاتمندو, هندوس

13 سبتمبر 2011

تقع النيبال في جنوب آسيا، وتمتد أمام المرتفعات الشاهقة لجبال الهيمالايا. تحيط بها الصين شمالاً، فيما تحيط بها الهند من الجنوب والشرق والغرب. إنها أرض الياك واليتي، والمعابد والتماثيل البوذية.
وقد تبلورت الثقافات المدينية الأكثر تكلفاً للهيمالايا، في الممالك الصغيرة الثلاث لوادي كاتمندو (كاتمندو وباتان وباكتابور)، التي باتت مصدراً لإرث فني وهندسي عالمي.

ساحة باكتابور دوربار
انتقلنا بعدها إلى مدينة باكتابور، وتحديداً إلى ساحة باكتابور دوربار. تقع هذه الساحة وسط مدينة باكتابور، وتكشف عن هندسة معمارية تعود إلى حقبة «مالا».

الساحة فاتنة بكل معنى الكلمة، مع مساحات كبيرة مفتوحة بعيدة عن زحمة السير الخانقة.
رأينا في باكتابور بعض نماذج الفن النيبالي الراقي الذي يعود إلى القرون الوسطى، ومنها البوابة الذهبية، وقصر الخمس وخمسين نافذة، وتمثال الملك بوباتيندرا مالا القائم على عمود حجري عملاق.
البوابة الذهبية شيدها الملك رانجيت مالا لتكون مدخل الفناء الرئيسي لقصر الخمس وخمسين نافذة، الذي جرى تشييده خلال حكم الملك ياكشيا مالا عام 1427 ثم أعيد ترميمه من قبل الملك بوباتيندرا مالا في القرن السابع عشر.

يضم معرض الفنون مجموعة مذهلة من المخطوطات القديمة، والمنحوتات الحجرية التي تعود إلى قرون عدة، واللوحات الفنية القديمة التي تعرض التقاليد الهندوسية والبوذية في حقبات مختلفة.

مطعم UTSAV
في المساء، توجهنا لتناول العشاء في مطعم UTSAV وهو مطعم نيبالي تقليدي يقع في دوربار مارغ. يقدم هذا المطعم استعراضاً فنياً تقليدياً أتاح لنا فرصة التعرف على الفن الفولكلوري النيبالي، مع الإشارة إلى أن الموسيقى النيبالية الفولكلورية رائعة جداً بحيث اشتريت قرصاً موسيقياً لأهم المعزوفات النيبالية وأصبحت مدمنة على الاستماع إلى تلك الموسيقى بشكل يومي.
يقدم مطعم UTSAV وجبات نيبالية تقليدية من دون إمكانية طلب الأطباق حسب الذوق. قائمة الطعام محددة من قبل المطعم نفسه، لكنها ممتازة ونكهة الأطباق لذيذة جداً.
جولة تشايتيا
في اليوم الثالث والأخير لنا في كاتمندو، قمنا بجولة على التشايتيا الأصلية في مدينة باتان والتي توجد نسخ مصغّرة عنها في ردهة فندق حياة ريجنسي كاتمندو.
التشايتيا هي معبد بوذي يكشف عادة عن أربعة جوانب، تمثل الأشكال الأربعة لبوذا أثناء التأمل. وتم تشييد مقاعد حول المعابد ليجلس عليها الزوار ويشعرون بسلام وسكينة هذا المكان المميز.
استمرت الجولة قرابة الساعتين في مدينة باتان وأتيحت لنا فرصة التسوق من تلك المنطقة المميزة.

برج بوداناث
بعد تناول الغداء في الفندق، انتقلنا سيراً على الأقدام لزيارة برج بوداناث الذي يقع على مسافة 5 دقائق فقط من الفندق. إنه موقع تراثي عالمي حسب تصنيف الأونيسكو.

هذا البرج الذي يبلغ ارتفاعه 36 متراً هو أحد أعلى الأبراج في جنوب آسيا. يحيط به عدد كبير من المعابد، وهو مركز البوذية في النيبال. قام حكام ليتشافي بتجديد البرج في القرن الثامن.
غادرت النيبال، تلك البلاد التي تحلو فيها المغامرة، وأنا مفتونة بانفتاح الشعب النيبالي ولطافته وحسن تعاطيه مع الآخرين وإجادته الممتازة للغة الانكليزية. ولا أبالغ إذا قلت إني أتطلع فعلاً لزيارة تلك البلاد مجدداً بأقرب وقت ممكن.
جبال الهيمالايا وقمة إفيرست
«لم أتسلق جبل إفيرست لكني لمسته بقلبي...» هذا ما كتب على الشهادة التي حصلت عليها أنا وزملائي بعد الرحلة الصباحية الرائعة إلى جبال الهيمالايا.
انطلقنا في الصباح الباكر من الفندق إلى المطار، وتحديداً إلى قسم الرحلات الداخلية فيه. في تمام الثامنة صباحاً، ركبنا طائرة صغيرة تابعة لشركة «طيران بوذا» وحلقنا عالياً فوق الغيوم للاطلاع عن كثب على جبال الهيمالايا.

المشهد رائع والكلمات عاجزة عن وصف الشعور الذي اختلجني وأنا أنظر إلى تلك القمم التي سمعت عنها الكثير وقرأت عنها الكثير.
بدت الغيوم وكأنها بساط تحت سفوح قمم شاهقة مكللة بالثلوج البيضاء ومصطفة قرب بعضها البعض في مشهد يأسر القلب والعين في الوقت نفسه.

تمتد جبال الهيمالايا، أعلى سلسلة جبال في العالم، على الحدود الشمالية لباكستان والهند والنيبال وبوتان وبورما.
وقد تكوّنت جيولوجياً نتيجة ارتطام شبه القارة الهندية بآسيا. تضمّ جبال الهيمالايا أعلى أربع عشرة قمة في العالم، لكن الأشهر بينها هي طبعاً قمة إفيرست التي يبلغ ارتفاع 8848 متراً، والمعروفة باسم «ساغارماتا» باللغة النيبالية.
لا يمكن تشبيه جبال الهيمالايا بأية جبال أخرى في العالم، وتبقى غارقة في ثلوجها طوال أيام السنة في مشهد قلّ نظيره.
استمرت رحلة التحليق فوق جبال الهيمالايا قرابة الخمس وأربعين دقيقة وهبطنا بعدها على الأرض مع ذكريات ستبقى حتماً محفورة في قلبي وعقلي لسنوات طويلة قادمة.

نبذة عن فلاي دبي
قامت حكومة دبي بتأسيس «فلاي دبي» كأول ناقلة جوية اقتصادية في دبي، في مارس (آذار) 2008، وبدأت رحلاتها التجارية في الأول من يونيو (حزيران) 2009.
تهدف الناقلة إلى دعم القطاعين التجاري والسياحي من خلال تقديم خدمات متميزة للمسافرين، ورحلات جوية بأسعار مناسبة إلى مجموعة متنوعة من الوجهات العالمية.

ترتدي «فلاي دبي» حلّة مشرقة ومفعمة بالحيوية، وتتشح باللونين الأزرق والبرتقالي اللذين يجسدان نبض دبي وبريق ساحلها البهي.
تتميز «فلاي دبي» بمقاعد متطورة على متن طائراتها تم تصميمها بطريقة تعزز راحة المسافرين وتوفر لهم مساحة أوسع لتمديد الأرجل.
وصممت مقاعد الطائرة وفق أرقى المعايير التي تضمن الوضعية الصحية للجسم.
تمتلك فلاي دبي أسطولاً يتكون حالياً من ست عشرة طائرة من طائرات الجيل الجديد من طراز بوينج «737-800»، وتنطلق إلى 36 وجهة مختلفة هي: بيروت، وعمّان، ودمشق وحلب واللاذقية (سوريا)، والإسكندرية والأقصر وأسيوط (مصر)، وجيبوتي، والدوحة، وباكو (أذربيجان)، والخرطوم وبورسودان (السودان)، والبحرين، وكاتمندو (نيبال)، ومسقط، والكويت، وكابول، ولكناو (الهند)، واسطنبول (تركيا)، وكراتشي (باكستان)، وكولومبو (سريلانكا)، وأربيل (العراق)، وإيكاترينبورج وسمارا (روسيا)، والسليمانية (العراق)، ويريفان (أرمينيا)، وأبها وينبع والقصيم (السعودية)، وعشق آباد (تركمانستان)، وتشيتاجونج و دكا (بنجلاديش).