ثريات تنفض عن نفسها ظلام النسيان

كلاسيكية , الديزاين, بوب آرت, الثريات, باكارا

29 مايو 2009

غياب الأشياء الأصيلة لا يعني في أي حال موتها، والثريات من هذه الأشياء. صحيح أن غيابها لم يكن طويلاً، ولكن ها هي تعود عودة الواثق من تاريخه ومن دوره، ومن جماله أيضاً. تعود الثريات اليوم لتسطع أضواءها في فضاءات المنازل والشقق، مؤكدة بنفحة من الأبهة والفخامة حضورها المؤثر في عالم الديكور والزخرفة الداخلية.  تعود أكبر حجماً، وأكثر تلألؤاً وأجمل تركيباً وأنصع إضاءة، لتثير من جديد إهتمام الجميع، مصممين ومهندسين وعاملين في مجال الديكور، وتحثهم على إستدعائها كعنصر مميز، فخم، مضيء.

ويرجع غيابها الى إزدهار البناء الحديث، وإنخفاض الأسقف فيه. وغيابها أفسح المجال لأبتكارات لامتناهية في مجال عناصر الأضاءة، وطرق توزيعها. أما اليوم ومع عودة زخرفة الأسقف الى الديكور، عادت الثريات لتحتل مكانتها المرموقة.
وهكذا بدأ المصممون المعاصرون يوجهون إهتمامتهم الأبداعية نحو الثريات. فتم إبتكار النماذج الأكثر سحراً أو طرافة وغرابة وتميزاً.
ومهما كان الطراز، بست أذرع أو اثنتي عشرة، أو من دون أذرع، فإن حضور الثريات متدلية من سقف الصالون أو فوق طاولة الطعام، منخفضة أو مرتفعة، يضيف الى الجو الداخلي ملامح لا توفرها عناصر أخرى.
ولم يعد من الضروري أن يسكن المرء في قصر ليختار الثريات. فهي متوافرة لكل الفضاءات والأمكنة.
ويكفي أن يكون الخيار مناسباً لكي نتمكن من التمتع بإضاءة لعنصر كان في القديم حكراً على الأماكن الكبيرة. والصالات الرحبة.

...التنوع الذي يشهده عالم الثريات يوفر مروحة واسعة من الخيارات تبدأ في الأشكال الكلاسيكية وتتسع لتصل الى الأشكال المعاصرة...

بعض هذه الثريات ولدت من رغبة في التجديد بنفض الغبار عن الطابع الكلاسيكي، وعن الكريستال لتمنحه طلة وحياة جديدة، يلبس فيها البوهيمي الجميل حلة من الأحمر أو الزهري الناعم أو الأخضر الطحلبي وصولاً الى الأسود.

صيغ أقرب الى الصياغة، تجعل من بعض الثريات قطعاً فريدة. ينفذ بعضها حسب الطلب والرغبة، ويتغذى بـ «الغلامور» والأحاسيس المدهشة،أو بتلك الصور الغنية بطابع فاخر يضفي على الأجواء مسحة من اللطف والجاذبية الآسرة. وتعتبر الثريات في هذا المجال الأروع بل هي تعادل في الأضاءة الداخلية «الهوت كوتور» في مجال الموضة.

والتنوع الذي يشهده عالم الثريات، يوفر مروحة واسعة من الخيارات تبدأ في الأشكال الكلاسيكية وتتسع لتصل الى الأشكال المعاصرة وصولاً الى ألوان «البوب آرت»، وهي من هذا المنظور يمكن أن نجد فيها ما يلائم الطرز والتي نختارها لمنازلنا. بل تشكل جسراً يربط بين الزخرفة العالية والطابع الزخرفي المعاصر. وهي في جميع أشكالها وألوانها لا تتخلى عن إرثها الأنيق.

تتزين الثريات باللآلىء والورود المصنوعة من الحرير الخالص أو من الكريستال البوهيمي الشهير الذي يمنح هذه المبتكرات لطافة أنثوية، ترخي على الأجواء طابعاً رومانسياً، حالماً، يقدّم قيمة مضافة للحياة داخل المنزل ويزيدها رفاهية. وبين المبتكرات الطريفة التي انضمت حديثاً الى عالم الإضاءة،  ثريا The Viruse من تصميم «جيمس ليتبريدج» التي تعتبر من القطع الفريدة المنفذة من الزجاج المنفوخ والتي تنتجها المؤسسة المختصة بنشر الأعمال المتميزة لفناني الديزاين المعاصر Perimeter-art design.

لا يمكن ان نتكلم على الثريات دون ان نأتي على ذكر ثريات  Baccarat أو Lalique، فهما من المؤسسات الأكثر شهرة في العالم، وقد فاقت تصاميمهما حدود التصور، فغزت ثرياتهما القصور العالمية والمنازل الفخمة على امتداد مساحة العالم.

ثريات بلغت من التفرد حداً غير مسبوق، و كان اشهرها ما نفذته «باكارا» عام ١٩٩٤ بمناسبة الذكرى السنوية ال ٢٣٠ على تأسيسها والتي تعتبر أكبر الثريات حجماً، فقد صممت على طراز ثريات القرن التاسع عشر، بارتفاع يبلغ ٥ امتار وقطر ٣ امتار، اما الوزن فقد قارب الطن والنصف. واحتاجت هذه الثريا الى ٢١٥٠ متراً من الأشرطة الكهربائية، اما تنفيذها فاستغرق ١٥،٠٠٠ ساعة عمل.