سكان البيت أفضل مصمميه

تزيين, قاعة /صالة / غرفة طعام, صالون إستقبال, المطبخ اللبناني, ماجد المهندس, مهندسة ديكور, مهندس ديكور أنطوان زخيا, قاعة /صالة / غرفة جلوس, قاعة /صالة / غرفة نوم

10 يوليو 2009

صورة العائلة مجتمعةً توحي الدفء والإطمئنان، فكيف إذا كان الاجتماع  للمشاركة في تصميم البيت العائلي؟ عنصران تزاوجا: الذوق الرفيع والعاطفة لبيت مصمّمه ساكنه. مهندس الديكور  أنطوان زخيا ومالك المنزل الذي راجت أعماله في دولٍ عربية عدة خصّ نفسه بجزء مما رسمت يداه بعدما استمزج آراء أفراد عائلته الذين عاونوه في التنفيذ، خصوصاً أنّه مقيم في الخارج. 

فالمالك أخبر بنمط حياة أفراد عائلته، جمع المفيد والجميل في هذه الشقة الفسيحة شمال بيروت، في منطقة تعد وسطية الإرتفاع تصلح لموسمي الصيف والشتاء. ولكونه مقيماً خارج البلاد، نفذ الرسوم الهندسية وأرسلها الى زوجته وابنته اللتين أشرفتا على التنفيذ ومتابعة أدق التفاصيل.

طراز المنزل يتّسم بالعصرية التي امتزجت فيها خيوط كلاسيكية خصوصاً في الصالونات الثلاثة. وقد حافظت كلّ جلسة على هويتها الخاصة لجهة الألوان والأثاث والأكسسوار وشكلّت معاً سمفونية متناغمة. المساحة المخصّصة للإستقبال التي لم تفصل بينها حواجز ضمّت غرفة الجلوس أيضاً. واللافت في هذه الجلسة أنّ المكتبة المصنوعة من خشب السنديان المطلي باللون الداكن تعد قاسماً بين الصالونين. حتى جهاز التلفزيون الذي شغل القسم الاكبر منها مخصص للصالونين معاً، وهنا سرّ الهندسة المميزة. فقد وضع في الوسط ويمكن أن يدور على نفسه ٣٦٠ درجة. فالجالس في أي من الصالونين المتجاورين يمكن أن يدير الجهاز في الاتجاه الذي يريده.

كما أنّ الفجوات التي عرضت بداخلها قطع اكسسوار مميزة تزيّن كلّ درفة فيها وبالتالي تزيّن الجلستين معاً. وقد تناغمت ألوان هاتين الجلستين وتراوحت بين البيني والبيج. أحدهما من الجلد البني على الجوانب وقماش بيج من الـ «دان» من نوعية «ألكانترا» تتطعّم باللون البني في الأرائك، موزعة واحدة بنية وأخرى بيج جنباً الى جنب.

أما الصالون المجاور فهو من القماش المقلّم باللونين البني والبيج أيضاً، ركائزه من الخشب الداكن. توسطت كلّ صالون طاولة كبيرة ومربّعة تداخل فيها الزجاج. لكن حفاوة الاستقبال تجلّت في الصالون الأوّل الذي يطالع الزائر مباشرة بعد غرفة الاستقبال من اللون الأحمر الداكن، الذي شكّل علامة فارقة وميزة خاصة لأنّه كسر رتابة الألوان الهادئة لباقي الجلسات. ويتداخل مع اللون البوردو للقماش من جلد الـ «دان» لون مميّز هو مزيج من البني والأحمر امتزج بطريقة فنية في إطار المقاعد كما في الأرائك المقطعة إلى مربعات من الدان البوردو وهذا الجلد المطعّم.

وزاد الجلسة جمالاً مقعدان من الطراز الصيني مواجهان للمقعد الكبير المتصل الأجزاء. وفي الوسط طاولة من تصميم المهندس المالك مؤلّفة من طبقتين السفلى من الخشب والعلوية من الزجاج، افترشها الكريستال بأشكاله وأحجامه المختلفة. وللتذكير بالألوان الباقية للصالونين الآخرين فصل بين الصالونين مقعد من الدان البيج الزاهي، محدد من الجانبين فقط وليس من الخلف.

الى جانب الأكسسورات التي زيّنت الجلسات، لعبت اللوحات الزيتية دوراً أيضاً في الزخرفة لجهة عراقتها وجمالها، فقد أتى بها المالكون من أسفارهم. واحدة مثلاً تجسّد الثورة الفرنسية وأخرى فاصلة بين الصالون وغرفة الطعام تجسّد مدينة البندقية في إيطاليا.

ولا بد من التوقف ملياً في غرفة الطعام للتأمّل في هندستها الفريدة، فواجهتها عبارة عن ثلاثة أجزاء مستطيلة تتدرّج من الأكبر إلى الأصغر زيّنتها قطع من الكريستال الفاخر الذي أضاف رونقاً الى المكان. أما الطاولة بشكلها البيضوي، فقاعدتها من الخشب الموشّى بأشكال هندسية متناسقة، ارتفعت حولها مقاعد من الدان الأبيض المطعّم بالخشب. 

وقبل الخروج من الصالون تلفتك الثريات من الكريستال التي إحتفظ بها المالكون وتعود الى أيام خلت أنارت الجلسات بشكلها المتناسق في الجلسات الأربع إلى جانب الإنارة الخافتة التي انبعثت من الجص البسيط التصميم.

المطبخ شعّ بالبياض عاكساً راحة وفخامة، إلى جانب اللون الأسود الذي تطعّم به في الأكسسوار والزجاج الداكن.

الجولة الأخيرة في غرفة نوم إبنة المالكين الملمّة بالهندسة الداخلية أيضاً، وتقول إنّها اكتسبت ذلك من والدها، وقد خصّصت نفسها بأسلوب عصري مريح. لذا كلّ وسائل الراحة وجدت في غرفتها، وسمحت لها المساحة الكبيرة بإدخال مكتبة وصالون صغير الى جانب السرير الكبير الحجم الذي تطعّم بجلد التمساح، على غرار باقي القطع الخشبية في هذه الغرفة.