معرض ميلانو للأثاث ٢٠٠٩

أثاث, قاعة /صالة / غرفة طعام, المطبخ اللبناني, الكنبات, قاعة /صالة / غرفة جلوس, قاعة /صالة / غرفة نوم, معرض ميلانو, كراسي, قاعة /صالة / غرفة الحمام

08 سبتمبر 2009

بكثير من الدعابة والمزاج العاطفي والحنين، قدم معرض ميلانو الدولي نفسه للزوار والمهتمين، كاشفاً التوجهات الرئيسية في «الديزاين» للمرحلة المقبلة. توجهات ساهمت في صياغتها وتشكيلهاحاجة سوق عالمي لا يزال يعاني أزمة إقتصادية خانقة.
غير أن الصورة ليست قاتمة تماما، فهذا المعرض الشهير، استطاع في دورته الثامنة والأربعين أن يحقق رقماً قياسياً هذا العام من خلال إستقبال أكثر من ٣٠٠٬٠٠٠ زائر، وهو ما لم يتحصل عليه في دوراته السابقة.

ولعل أبرز مظاهر تأثير الأزمة الأقتصادية الراهنة على المعرض، غياب الكثير من المبتكرات الجديدة من فوق منصات العرض، وكأن الناشرين قد اختاروا تهدئة «اللعبة» من خلال التركيز على عدد محدود من القطع الرئيسية.



فيما فضلت مؤسسات أخرى عدم الكشف عن منتجاتها الجديدة، بإنتظار أن تصبح جاهزة للدخول في دورة التصنيع والتوزيع. قرار رغم «حكمته التسويقية»، فإنه لم يحد من الأجواء الأحتفائية التي شهدها المعرض، حيث تجلت إبتكارية المصممين الذين لم ينقصهم الالهام. ولعل ما ميز معروضات هذا العام، روح الدعابة التي طغت على معظم المبتكرات بأشكالها وألوانها.

ولم تخف بعض الماركات تحديها لمقتضيات التصميم الصناعي من خلال إستعادتها لخفة بعض المواد وظرفها.
فنجد بعض الأرائك مثل كنبة «سيبرييا»، Canape Cipria المشكلة من وسائد مصاغة بفراء ايكولوجي متعدد الألوان، أو مصباح اضاءة غريب الشكل وحاجز زخرفي مخادع للنظر، اضافة الى عناصر أخرى تبدو مستقطعة من فيلم لرسوم متحركة او بارافان من المرايا واكسسوارات للمائدة من البورسلين تحمل علامة « برناردو».

ومن وحي الطبيعة حاول المصممون  والمصنعون تجريب  تقنيات جديدة لمواجهة التحديات  التي أدت بعد اربع سنوات من البحث المشترك للتوصل الى ابتكار كرسي نباتي بجلسة من البلاستيك وظهر مؤلف من اغصان متداخلة كاغصان نبتة طبيعية.



مرايا بانعكاسات زرقاء من ابتكار « امبيرتو كمبانا» تنشرها مؤسسة «ايدرا» والتي يمكن ان تحتل فضاءات الديكور وتمنحها تأثيرات مثيرة ومنوعة او تلك المرايا  من الأكريليك، التي تستخدمها « ايدرا» لتزين العديد من مجموعات مفروشاتها لعام ٢٠٠٩.

ولم تغب المبتكرات الرخيصة والأنيقة من طاولات وكراسي للأطفال من الكرتون والتي يمكن للفرد تركيبها بنفسه من ابتكار« فيليب نيغرو» وتوزيع مؤسسة « سكيتش».

وبسبب الظروف الأقتصادية العالمية الراهنة، فقد استبعدت من مجموعات المفروشات لهذا العام ٢٠٠٩ الكثير من المواد المألوفة عادة، مثل الرخام والأخشاب الثمينة، ليتم التركيز على خشب الزان والبتولا، كذلك المنتجات البلاستيكية  والبوليستيرين، الكرتون، والتي لم يتردد المصممون في الدمج بينها للحصول على منتجات بكلفة اقل واناقة مؤكدة.

وتبرز هنا الكراسي المصنوعة من الخشب والبلاستيك او المصابيح الموفرة للطاقة والمجهزة بثلاث درجات من الأضاءة من ابتكار 5.5 «ديزاينرز».

ومن حسن الحظ ان المصنعين عادوا ليساهموا في تنشيط السوق الأستهلاكي للسلع المتوسطة، والتي برزت فيها ماركة « موستاش» التي اطلقت مجموعة جميلة وطريفة من المفروشات من تصميم « اينغا سمبي» Inga semp.

 

كذلك مجموعة من المصابيح الخفيفة  والمصاغة من المعدن المطلي باللاك، ومن النسيج البلاستيكي لصالح مؤسسة «موستاش» ايضا مصابيح بأسلاك ملتفة من السيليكون، واوراق من المعدن تنفتح مثل كتاب، فالإضاءة هنا لا تخضع لأي قاعدة من قواعد تيارات الموضة، شعارها سحر الإضاءة ودهشتها.

كما بدا لافتاً في معرض هذا العام دعم الابتكارات الحرفية التي أصبحت تعتبر حافزاً ايجابياً لتحسين هذا القطاع عن طريق دفع هؤلاء اللاعبين الجدد للتصميم والتواصل.

ومن المنتجات الأكثر غرابة  وابتكارا، هو ذلك النسيج الذي اطلقه المصمم الياباني Nendo المصاغ من الياف غير منسوجة من البوليستر. والذي يمكن التلاعب بتشكيله تحت تاثير الحرارة، على غرار تقنية الزجاج المنفوخ، والذي يمكن تلبيسه فوق مصابيح الأضاءه فيكسب نورها صفاء خاصاً.

والعودة الى الجذور، كعلاج لتخطي الأزمة والتخلص من التفاصيل والزوائد، فتح المجال واسعا للرهان على قيم اخرى مثل الأهتمام بالطبيعة وملاذاتها الجميلة الآمنة. فقد سعى المصممون في هذا المجال لقطع الصلة مع الأتجاهات التي سادت عالم الديزاين في السنوات الأخيرة، باحثين عن مصادر الهامهم بالغوص في المراجع الثقافية، والتركيز على الأساسيات بتناغم كامل مع الطبيعة التي تشكل ملاذا للأمان والراحة.

كما ان استعادة انماط مستلهمة من الستينات والسبعينات، ادخلت الى عالم المنزل نفحة من البهجة والحنين الى تلك السنوات الخصبة بالعطاء الفني على اختلاف تياراته.



وقد لفتت علامة خاصة لتلك الحقبة تمثلت بالكثير من المبتكرات مثل اريكة «ماي فير» أو الكرسي الكروي الشهير الذي ابتكره Aarnio.  

وعلى عكس السنوات الماضية، نجد ان المصممين يركزون على عودة قطع الأثاث الصغيرة  الحجم، باشكال وخطوط نقية من كراسٍ وطاولات.

و نجد ازدهارا كبيراً للمواضيع التي تدور حول الطبيعة، وجلسات الحدائق والشرفات والمسابح والتي يستخدم في صناعتها الخشب والعناصر النباتية المحولة والتي تتيح انواعاً كثيرة من اساليب الأبتكار على اختلافه. وذلك  من أجل صنع مجموعات من المفروشات والأكسسوارات المختلفة التي يمكن استخدامها في الداخل والخارج.

لا يعني كل ذلك غياب الترف، فهو موجود لكن بشكل آخر، متكيف مع الموجات الجديدة من اتجاهات موضة الديزاين. فالترف  لم يعد وحده كافياً لأغواء المستهلكين. ولذلك كان لا بد من تقديمه بملامح جديدة اكثر دعابة وحلما.