منزل إيلي صعب في الجميزة

أكسسوارات, قاعة /صالة / غرفة طعام, صالون إستقبال, إيلي صعب, كريستال, الثريات, قناطر, الحديقة السرية , قاعة /صالة / غرفة نوم, الإنارة , مرايا, ديكور عصري, طاولة, الرخام, أوراق الأشجار, الجميزة, منزل لبناني, منزل أثري, قصر الأونيسكو, السقوف المرسومة, ا

17 نوفمبر 2009

تحتاجُ، وأنتَ تدخل المنزل اللبناني الجديد الذي يقطنه المصمّم الفنان إيلي صعب، الى استنفار حواسك ومشاعرك كي تكون على مستوى الجمال المحيط بك. كلّ شيء جميل وبسيط، مختار بذوق مرهف وإحساس رفيع. منزل مطبوع بالأسلوب المعماري اللبناني القديم، مصنّف أثرياً من الأونيسكو. زيارة خاصّة للمكان الذي يقول فيه إيلي صعب انه أكثر الأمكنة التي يقيم فيها وتشبهه، وهو مصدر وحيه وموطئ أحلامه ومنبت مشاريعه.

كلّ من يزور هذا المنزل، يلاحظ انه يشبه إيلي صعب في بساطته وأناقته وأصالته اللبنانية المتعايشة جنباً الى جنب مع الحداثة. منزل ببياض صافٍ، جميل في تفاصيله الدقيقة ومواده الفاخرة وأكسسواراته النادرة. يتزاوج فيه الرخام الأبيض والكريستال والمرايا في تناغم رائع، وتتألق السقوف المرسومة بجمالية نادرة. وتتوزّع باقات الأوركيد الأبيض هنا وهناك، جنباً الى جنب مع الأواني المليئة بالتفاح الأخضر: تفصيلان لا يفارقان الأمكنة التي يعيش فيها المصمّم صعب. كذلك هي الشموع. «أحبّ المنزل المنوّر، لا أطيق الدخول الى منزل مظلم. النور هو الحياة. لذا ترينني حريص على الثريات الكبيرة الغنيّة بالنور والمصابيح في كلّ زاوية وركن»، يقول صعب. ويضيف: «الشموع تفصيل مهمّ من تفاصيل الإنارة، وهي تضيف لمسة شاعرية إلى الأجواء».

لكلّ بيت من بيوت صعب الموزّعة بين بيروت وفقرا والرابية وباريس وجنيف، طابعه الخاص وأسلوبه التصميمي الفريد. لمسة المصمّم الشخصية وذوقه الرفيع هما القاسم المشترك بين كلّ هذه البيوت، إلى بعض التفاصيل الصغيرة المشتركة التي يعشقها.

وهو لا يحمل في تنقّله بين بيت وآخر أيّ شيء خاص. «لستُ من الأشخاص الذين يتعلّقون بأغراضهم الخاصّة. أحبّ الأشياء في أمكنتها، وفي ما تمثّله في تكامل الديكور كوحدة متناسقة».

في هذا البيت اللبناني، يطغى اللون الأبيض ويضيف الى الهندسة التاريخية الراقية الكثير من الحداثة والتجدّد، كما الهدوء والطمأنينة. والأبيض المتوّج بشفافية الكريستال والمرايا الموزّعة هنا وهناك، مطعّم أيضاً بالخشب الداكن اللون، ومزيّن بقطع الأكسسوارات القديمة التي جمعها المصمّم من مدن عدّة زارها.

أَحبّ الغرف الى قلب إيلي صعب، هي غرفة المدفأة، خصوصاً في فصل الشتاء حيث يحلو له أن يتأمّل النار المشتعلة في الحطب، ويشاهد التلفاز مع أفراد العائلة والأصدقاء المقربين.
أما في الصيف، فلا غنى عن جلسة الحديقة الغنّاء، وقد جعل منها صعب جنّته الصغيرة.

تتوسّطها بركة مياه تقليدية تحيط بها الشموع والقناديل. وقد اختار لهذه الحديقة أشجاراً تذكّره بطفولته في منزل جدّته في بلدة الدامور، فنجد فيها أشجار الموز والليمون والزيتون ودوالي العنب والغاردينيا والياسمين.

«كلّ شجرة في هذه الحديقة تعنيني وتذكّرني بطفولتي. كلّ شجرة هي حبّ بريء معشّش في ماضيّ»، يشرح إيلي صعب. ويضيف: «ترعرعتُ بين بساتين الليمون والموز والزيتون، وكانت جدّتي تصطحبني طفلاً كلّ مساء، الى طاحونة أثرية قرب جسر الدامور القديم، هناك ألعب مع الخراف الصغيرة. لهذا الجسر ذكرى راسخة في قلبي، أزوره في كلّ مرّة أشعر بإحباط أو جفاف إبداعي. أمكنة الماضي لي مصدر راحة ووحي ودفع كبير في الوقت عينه، وأنا فخور بها كما انني فخور بكلّ مرحلة عشتها، لأنها مهّدت لأخرى وأسّست لما أنا عليه اليوم».

مسكون بأمكنة الماضي وحنينه، يخطو إيلي صعب خطوات واثقة نحو مزيد من النجاح المبني على شخصيته المبدعة والبسيطة في آن واحد، المتجذّرة في انتمائها التاريخي والجغرافي، والمتفنّنة في تصميم أسلوب أناقة حديث، تماماً كما هذا المنزل البيروتي الذي يسكنه المصمّم العالمي. ألم يقل لنا مذ بداية اللقاء انه أكثر الأمكنة التي يقيم فيها وتشبهه؟ وقد صدَق في قوله.