مسكن الأحلام الوردية

لوحة / لوحات فنية, حوض سباحة, قاعة /صالة / غرفة نوم, مرايا, حجر الموزاييك, الهندسة الخارجية, الديكور الداخلي, منزل مغربي, برادا نهلا, حجارة زهرية, هيكل زهري, كتاب نوافذ صغيرة, هندسة غير متناسقة, قاعات الإستقبال, الجلسة العربية, الثريات الكريستالية, ه

02 فبراير 2010

نحن في بيت الأحلام، وتحديداً الأحلام الوردية، بما أن اللون من الخارج زهري. منزل برادا نهلا يستقبل زواره بفرح، ويفتح ذراعيه حتى لعابري السبيل. عاملان يجذبان الناظر: الهندسة الخارجية والديكور الداخلي، وفي كل منهما عناوين ومحاور لا تنتهي. وإذا كان لون الأحلام وردياً كما هو شائع، فإن هذا المنزل المغربي مبني من حلم  حجاره زهرية. ما أن تقع العين عليه حتى يخال الرائي أنه أمام ضرب من ضروب الخيال: هيكل زهري ضخم يزنره الإخضرار وتكحّله نوافذ زرقاء، وينبسط أمامه حوض سباحة ذو قعر أزرق منقوشة جنباته برسوم هندسية. كأنها سجادة مستلقية في لجّة الماء. ومع أن هندسته الخارجية غير متناسقة تماماً من حيث الحجم والخطوط، فإن هذا العامل يعدّ جاذباً إضافياً.

وكما يوحي المنزل البهجة والفرح من الخارج، بجدرانه المطلية باللون الزهر والمطعّمة بالأزرق، ينسحب الأمر نفسه على الداخل. فمعظم الجلسات قماشها زاهٍ. البداية من أحد الصالونات في الطبقة الأولى حيث قاعات الإستقبال، بالقماش الأبيض المطعّم بورود بنفسجية. كنبتان ضخمتان متقابلتان تفصل بينهما طاولة بنية يتخلّلها لوح من زجاج، وعلى مقربة تستريح مدفأة في وسط الحائط.

وندخل الصالون الثاني ذا المقاعد المتصلة الزهرية، القائمة على حجارة ثابتة منقوشة يقابلها جدار بنقشة الموزاييك نفسها. هنا تبدو الجلسة عربية بإمتياز، وخصوصاً مع الطاولات الخشب المطعّمة بالعاج والموزّعة في الوسط والزوايا. ولمزيد من التناغم في الديكور، ترفل النافذة الكبيرة بإطار من الموزاييك.
ولأنّ للإنارة دوراً أساسياً في المنزل، فقد تدلّت الثريات الكريستالية في سقوفِ معظم الجلسات. وأما الباب الفاصل بين الصالونين، فهو عبارة عن إطار من الجفصين الموشّى بألوانٍ عدة، وهو ما يعتبر ميزةً هندسية مغربية إلى جانب الحجر الموزاييك المتعدّد الألوان. ولا تخطئ العين  مجموعة الأكسسوارات المزروعة على الطاولات وفي الزوايا، لعلّ أبرزها تمثالان يجسدان رجلاً وإمرأة بثياب من الكريستال الـ «مورانو» الفاخر، وقد أتى بها المالكون من رحلة إلى إيطاليا وتحديداً البندقية.

وقبل النظر إلى الأكسوارات لا بدّ من التوقف عند القيمة الأثرية لبعض الخزائن التي توزّعت في أرجاء الصالونات وخصوصاً في قاعة الاستقبال. إحداها مثلاً من الخشب المطعّم بالعاج وأخرى مرسومة بالريشة وكأنها لوحة زيتية. وقد ضمّت خزائن من الخشب والتي إنحفرت في قلب الجدار مجموعة من القطع الفاخرة من الكريستال والليموج.
كما أنّ للّوحات الزيتية ذات القيمة الفنية حصة كبيرة من الهندسة الداخلية، ومنها ما هو لرسامين مغاربة معروفين.

 الدرج الحديد الأزرق المزخرف يقود إلى الطبقة العلوية، وقد توزّعت على طول الجدار لوحات ومرايا عدة بأطر متميّزة من الخشب المحفور. في هذه الطبقة غرف النوم غلبت عليها البساطة في خشب الأسرّة، ولعلّ أكثر ما يميّزها هو جدرانها التي اكتست بقاشّ مزخرف، مقلّم حينا ومعرّق حيناً آخر. وثبّتت فوق السرير مصابيح تبعث أنواراً تناسب المكان. وفي إحدى الغرف طغى اللون الأزرق على الجدار خلف السرير الذي بدا يستريح ضمن إطار من خشب يعلوه مصباحان إنسدلت تحتهما ستائر بيض شفّافة.

وفي الممرّ بين الغرف زاوية مخصّصة للمغسلة، إتسمت بأسلوب خاص، بحيث أنّ جدارها من الحجر الموزاييك طغى عليه الأزرق وتلوّنت أطرافه بالأحمر، وقد لبس الحوض حلّة من الرخام البيج الفاخر. وشكّلت هذه الزاوية ركناً قائماً بذاته يزّين المكان ويضفي عليه طابعاً خاصاً. وتسدل الستارة على الأحلام الوردية مع إقفال باب البيت الأساسي، ونحن نتأمل في جمال هندسته وروعة إنحناءة قنطرته وفخامة خشبه المنقوش برسوم هندسية فريدة تخلّلها الزجاج.