لا ضوابط للإبتكار إلا ... مزيد من الإبتكار

أسياخ شوي خشبية, قاعة /صالة / غرفة طعام, صالون إستقبال, الكنبات, الثريات, قاعة /صالة / غرفة جلوس, الإنارة , الرخام, الديكور الداخلي, الإضاءة, الجص, قطع الأثاث, قاعة /صالة / غرفة الحمام, الرخام البيج, بسام ضاهر, الديكور الخارجي, الحديد الخام, قطع أثري

04 مارس 2010

إذا كان من صفة تطلق على هندسة هذا البيت فهي الفرادة. التصميم لا يشبه إلا نفسه، ويندر، بل ربما يستحيل أن نقع على نظير له، إلا في المخيّلات الإستثنائية التي لطالما تجلّت في أعمال المهندس بسام ضاهر. هنا، لا قواعد محددة في الهندسة إلا الجمال، ولا أصول معينة للتصميم إلا الروعة. تلك هي عناوين المنزل الذي نحن في حضرة روعته في البحرين، فماذا في التفاصيل؟

من الباب الخارجي يبدو كل شيء مختلفاً وخارجاً عن التقليدي، ويعلن عن نفسه بشخصية جديدة. فهذا الباب مزيج من الخشب بألوانه المختلفة والحديد الخام، يتناسب مع حركة الضوء الخارجي ويعكس لعبة الظل والشمس، بإعتبار أنّ الضوء في البحرين طاغٍ وقوي في معظم أوقات النهار. وهو مصمّم وكأنّه لوحة فنية تأبى أن تمرّ أمامها مرور الكرام وتسمّرك لتتأمل في تفاصيلها. نحن أمام مكعبات من الخشب متداخلة ومتنافرة في آن واحد. يدخل الزائر مشبعاً بالنور الذي يوحيه الباب، ليرى نفسه أمام عبقرية في التصميم تناثرت هنا وهناك وفي كلّ ركنٍ من أركان البيت.
لا يمكن للداخل إلى المنزل بعد إقفال باب المدخل أن يدرك أن هذا الباب هو نفسه من الخارج. الجهة الداخلية مختلفة في اللون والتصميم، لكنّه اعتمد على مربّعات متناسقة من الخشب بدرجاتٍ مختلفة من اللون البني ضمن إطار من الخشب الداكن، تداخلت معه قطع من الرخام.

ويقول المهندس ضاهر إنّه لا بدّ من الفصل بين الهندسة الخارجية والداخلية، فالأخيرة يجب أن تكون أكثر دفئاً وحميمية. الرخام في المدخل بدا كأنه ظل الباب على الأرض، فطالعنا مزيج من اللونين البني والأسود في إطار من الرخام البيج. يقابل هذه التحفة الرخامية ديكور شبه دائري من الجص في السقف تدلّت منه ثريا كروية أنيقة عصرية، لتبدأ من ردهة الإستقبال لعبة المزيج بين الطرازين القديم والمعاصر.
وعلى الحائط ارتسمت قطع صخرية أثرية تجسّد الحضارة الإسلامية برسومها وفنّها الهندسي تعود إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر، فبدل أن توضع على طاولة عمد المهندس ضاهر إلى تعليقها على وسط الجدار، في طريقة مبتكرة وفريدة تكرّرت على جدار الصالون الذي سندخله لجهة اليمين.

الصالون
هنا، تناسق الألوان هو السمة الأبرز، حيث استخدم المهندس الألوان الترابية التي تتميّز بها البحرين. فالمقاعد البيج الوثيرة الحاملة الأرائك البيج والبوردو من القماش الفاخر، والقطع المعلّقة على الحائط تبدو لوحة واحدة. أما طاولة الوسط فعبارةٌ عن مجموعة طاولات متداخلة جميلة وعملية في وقت واحد، يزيّنها الخشب الأنيق ولمسات الكروم، وتعلوها الزهور البيضاء مضفية على الجلسة أجواءً زاهية.

واستكمل جص السقف بما يماثله على الحائط حيث ارتسمت مربعات كبيرة بإضاءة غير مباشرة استراحت فيها القطع الحجر الأثرية من المجموعة نفسها لبقية القطع التي توزّعت في أرجاء الجلسات.
ودخل النور من الستائر الشفافة التي هي مزيج من البني والبيج. وفصل بين الصالونين مقعد من الجلد البني استلقت عليه قطعة من الحرير البوردو. وتزيّنت زاويتي هذا الصالون بشتول البامبو التي تذكّر بالمناخ الصحراوي. الديكور ذاته لجدارن أوّل صالون إمتد إلى الصالون الثاني الذي اتّسم أيضاً بلونه الترابي لكن الداكن وتطعّم بالأرائك البوردو لإعطاء زهوة للألوان الترابية.
وقابلت الطاولة الوسط لأوّل صالون طاولة أخرى في الصالون الثاني من التصميم نفسه لكن مع إدخال بعض التعديلات عليها. ويقابل المقعد المستطيل كرسي من الخشب الاسود. واللافت في هذين الصالونين كما في كلّ المنزل تصميم الأثاث المبتكر من توقيع المهندس ضاهر الذي عمد الى تنفيذه في لبنان ونقله الى البحرين.

غرفة الطعام
عمودان من الخشب أعلاهما مفرّغ بزخرفة فنية تداخل معها الحديد، يقودان إلى غرفة الطعام التي يمكن وصفها بالنارية والصاخبة بما أن الجدران طليت باللون الأحمر، وتدلّت من السقف إنارة مبهرة بتصميمها، عبارة عن مجموعة من الإضاءة متدلية جنباً إلى جنب. أنارت الطاولات الثلاث.

فغرفة الطعام ضمّت ثلاث طاولات إرتفعت حولها المقاعد الوثيرة بألوانها الزاهية. ويمكن ضمّ الطاولات إلى بعضها حسب عدد المدعوين. وفي آخر الغرفة ركن مخصّص لوضع المأكولات «بوفيه». وتابعت القطع الحجر الأثرية مشوارها على جدران المنزل لتزيّن بلونها البيج الجدران الحمر لغرفة الطعام. وخصّص المهندس الأولاد بغرفة طعام تتماشى وأهواءهم، فيمكن لمن يشاء منهم ان يجلس على كنبة أو على مقاعد من دون ظهر. وتحت الطاولة جسر أفقي من الحديد يمكن للأولاد أن يعلقوا عليه كتبهم أو مجلاتهم في أثناء الجلوس الى المائدة.

وبالعودة إلى قاعة الإستقبال، يجد الزائر نفسه، ما إن يدخل، أمام إتجاهين، كل منهما يقود إلى عالمٍ بذاته من الديكور المتفنن والأثاث الإستثنائي. فلجهة اليمين الصالونات التي تحدّثنا عنها. أما في الوسط فيستقبلنا بهو فسيح مخصّص للراحة وللعب الأولاد. الراحة مصدرها خضرة الشجر ونافورة المياة كأننا في حديقة. وزادت الديكور جمالاً المقاعد المتحركة حول المياه والتي يمكن التحرك بها كيفما يشاء أهل البيت.

أما الأولاد فحصّتهم محفوظة مع السلّم المتحرّك الذي زيّن المكتبة في غرفة الجلوس المخصّصة للعائلة مقابل البهو ونصلها بعد إجتياز عمودين من الحديد المزخرف ونزول درجتين. فيمكن أن يحصلوا على الغرض الذي يريدونه في أعلى المكتبة المرتفعة من دون عناء، كما يمكن للأولاد أن يتسلقوه للتسلية. هذه التصاميم المتحركة يعتمدها عادة المهندس ضاهر لأنها بنظره لا تشعر السكّان بالملل بل براحة وتغيير مستمر.

في غرفة الجلوس حصة كبيرة للمطالعة إذ إن المالكين من محبي القراءة. فجوانب الكنبات الوثيرة صمّمت لتكون مكتبة ضمت مجموعة كبيرة من الكتب. واللافت في هذه الجلسة الطاولات التي اعتمدت في تصميمها على اللوحات الزيتية لرسّامين كبار غطاها الزجاج. وهذا أسلوب مبتكر للمهندس في عرض اللوحات الزيتية التي لم تعد تعتمد على الجدران فقط لعرضها.