فيلاّ بريشة المهندس وائل فرّان

أسياخ شوي خشبية, قاعة /صالة / غرفة طعام, المطبخ اللبناني, قاعة /صالة / غرفة جلوس, قاعة /صالة / غرفة نوم, الحرير , الستائر, مادة الكروم, المهندس وائل فران, جفصين

13 أبريل 2010

الجمال في هذا المنزل، متعددٌ ومتنوع ولا يرسو على حالٍ أو نمط واحد.  صحيحٌ أنه مفرد دائماً، لكنه يتمدّد ويبسط أجزاءه ويطلق لها العنان في الطبقات الثلاث التي تتألّف منها هذه الفيلا من تصميم المهندس وائل فران.

كلما دخلنا طبقة اعتقدنا أن سقف الروعة يقف هنا، إلا أننا نفاجأ في الطبقة التالية بالمزيد، وبصيغة جديدة.  كأن الجمال كله إستنزف هنا وسكب عصارته في قالب ووزّعها على كلّ ركن.
مالكو هذا المنزل يتعاطون الشأن العام، واستقبالاتهم كثيرة ومناسباتهم موصولة.  إنطلاقاً من هنا عمل المهندس.  وقد ساهم أيضاً في رسم خيوط الفيلا، موقعُها المميّز في منطقة نائية على إحدى التلال جنوب شرق العاصمة بيروت.  ويقول المهندس فران إنّ عوامل عدة مجتمعة من الموقع إلى المساحة ونمط عيش المالكين تؤثّر إلى حد بعيد في تصميم كلّ منزل.  «هنا العوامل هذه ساهمت في تصميم منزل فسيح وعملي غلب عليه الطابع الكلاسيكي ذو النفحة الإنكليزية، بينما اليوم أنا بصدد تصميم منزل آخر للمالكين أنفسهم في العاصمة بيروت تختلف طبيعته تماماً عن هذا، فهو عصري بإمتياز. ما أن تطأ قدما الزائر الطبقة الأرضية حتى تنكشف أمامه جلسة هادئة.

كنبتان متقابلتان تفصل بينهما طاولة، ومقعد جانبي، مسيّجة كلها بأعمدة من رخام.  أما الباب الرئيسي فمن الخشب البني تتخلّله مربعات صغيرة إزدان بعضها بمسامير دائرية أنيقة.
هنا يستلقي الواصل لتوّه، ويتأمل الأناقة على بساطة والفخامة من دون تكلف، قبل أن يدلف الى صدر الفيلا لتطالعه التحفة تلو الأخرى.  
خطوات قليلة ونبلغ جلسة أقامت في وسطها طاولة مستديرة وأحاطت بها المقاعد الوثيرة.  ومن السقف تدلّت ثريا ضخمة تملأ المكان نوراً، ضمن دائرة من الجفصين، كأنها انعكاس للطاولة المقابلة، أو العكس.  وفي كلّ ردهة اتخذ الجفصين شكلاً ولوناً مختلفاً.  فهو تارة ذهبي، وتارة أخرى معتق، وطوراً مرسوم باليد، وفي كلّ الحالات مرهف.
وننتقل إلى صالون جديد لا يقلّ روعة.  بسيط وفخم في آنٍ واحد، وستائره منسدلة كالشلالات.  هنا للجلسة حميميتها وخصوصيتها بإعتبار أن هذا الصالون هو الأخير في طبقة الإستقبال.
 والمميّز في هذا الركن تحديداً هو المنظر البانورامي المنبسط أمام ناظري الزائر من كلّ الجهات عبر الواجهات الزجاجية.  فعلى مسافة خطوات حديقة غنّاء وحوض سباحة إستحدثه المالكون أخيراً.
من هذه الطبقة الأولى، يقودنا درج إلى غرف مخصّصة للضيوف، ومنها إلى الطبقة العلوية حيث الصالونات الرسمية التي لا تقلّ روعة عنها في ردهة الإستقبال، مع فارق أنها إزدانت بقطع من الكريستال التي لها حصة في الطبقة الأولى، لكنهّا هنا أفخر وأعرق، تماشياً مع طبيعة الجناح بإعتباره مغلقاً في معظم الأحيان.

وقد غلب اللونان البني والأزرق على هذا الجناح الذي ضمّ غرفة طعام كلاسيكية وصالوناً نيو كلاسيكياً من القماش المتماوج بين البني والأزرق الفيروزي.
 وهنا للجفصين الملوّن حصّة في إكمال لوحة الفخامة، إذ احتلت صدر غرفة الطعام لوحتان لجهة اليمين واليسار مستطيلتان، إطارهما باللون البرونز الذي حدّد بدوره الجفصين في السقف، فاستكملت اللوحة بين الجدران والسقف بطريقة متكاملة ومتناغمة.  الطاولة الكبيرة وحولها المقاعد من القماش من مشتقات البني والبيج، لتستوعب أكبر عددٍ ممكن من الضيوف في الموائد الرسمية.
 وتدلّت فوقها ثريا من الكريستال مبتكرة في الشكل على نسق مصابيح. 
وفصل بين الصالون وغرفة الطعام لجهة اليمين «دروسوار» من الخشب يعلوه الزجاج.  وعلى الجدار المقابل لوحة زيتية كبيرة تجسّد الطبيعة أدخلت حياة وزهواً إلى المكان، وقد كسرت رتابة الألوان الترابية الطاغية.  وفي وسط الصالون الإنكليزي الطراز طاولة في الوسط إرتفعت على سجادة من الحرير الفاخر الزاهية الألوان أيضاً، من الخشب والجلد مزدوجة الإستعمال للجلوس ووضع بعض الأغراض عليها.  
الستائر الحرير تبعت التصميم نفسه في الطبقة الأولى، فهي متداخلة ومتدلية كالشلالات من البني الزاهي والأزرق من القماش الشفاّف لكي لا تحجب المنظر البانورامي الأخاّذ الذي تطلّ عليه هذه الفيلا.

أما الطاولات التي توزّعت في أرجاء هذا المكان، فكلّها مبتكرة في التصميم. منها كما باقي الأثاث من تصميم المهندس فرّان ومنها ما تمّ شراؤه من الغاليري، بالإضافة إلى الأكسسوار الذي انتقاه ايضاً المهندس فران الذي يثق المالكون كثيراً بذوقه  ليكمل التصميم من ألفه إلى يائه.   
غرفة الجلوس العائلية إتسمت بالحميمة والألوان الدافئة، وحافظت في الوقت نفسه على رحابة المكان الذي بدا مضيئاً بفضل الواجهات الزجاجية الكبيرة. الكنبة الوثيرة متّصلة الأجزاء من البني والبيج والبوردو. الجدار المقابل تربّع في وسطه التلفزيون ولبس الحجر الهندي مضفياً دفئاً على المكان.
أما طاولة الوسط المؤلفة من جزءين فزيّنها خشب الزيتون. ولأنّ الشيء بالشيء يذكر، فلا بدّ من الإشارة هنا الى أنّ المهندس فرّان في بحثٍ متواصل ودؤوب عن أدوات من الخشب والحجر والمعدن لإستخدامها بأسلوب مبتكر.
الطبقة الثالثة مساحة جمالية جديدة مخصّصة لغرف النوم الخاصة بالعائلة. الغرفة الأولى طغى عليها اللونان البني والذهبي وأحاطتها الستائر الحرير الذهبية لتحوّلها غرفة ملكية بإمتياز. وقد خصّص جزءٌ منها لخزانات الثياب التي توسّطها مقعد يحلو الجلوس عليه لقسط من الراحة.
الأجواء الإنكليزية نفسها إنتقلت إلى بقية الغرف التي غلبت عليها الألوان الدافئة مع تصميم بسيط للأسرة.
ولأنّ المطبخ جزء أساسي من أي بيت، وخصوصاً إذا كان يستضيف أناساً كثراً، فقد اعتنى المهندس فرّان بتصميم أجزائه كأنّه يرسم لوحة بلون الخشب الداكن والذي تطعّم بأكسسوارات من الكروم.