منزل رسمه مهندس الديكور

أثاث, أسياخ شوي خشبية, قاعة /صالة / غرفة طعام, المطبخ اللبناني, قاعة /صالة / غرفة جلوس, طبيب الجلد, القماش المعدنيّ, قاعة /صالة / غرفة إستقبال, ديكور عصري, طاولة, مادة الكروم, الصالونات, بول كالوستينيان

03 مايو 2010

إتخذ من البساطة والعصرية عنوانين أساسيين لأعماله، وأسلوباً خاصاً يرافقه في كلّ محطة. وفي منزل طوني رسام شمال العاصمة اللبنانية بيروت، إستطاع المهندس بول كالوستينيان أن يقدّم نموذجاً لأعماله المشعة فناً، بقالبٍ من البساطة المسهّلة للعيش.

ولأعمال كالوستينيان ميزة خاصة، إذ إنّه يتولّى تصميم الأثاث لكلّ عمل يتولاه، إنطلاقاً من أن كلّ بيت بالنسبة إليه يجب أن يتميّز عن الآخر وأن يحظى بأثاثه الفريد غير المتوافر في أي عمل آخر يأخذ على عاتقه تنفيذه.
وفي هذه الشقة الممتدّة على مساحة 170 متراً، هندس على أجمل ما يكون أثاثها البسيط والمبتكر. وقد استطاع أن يستثمر المساحات لتعكس مدىً أكبر من حجمها الفعلي. لذا عمد إلى كسر الجدران وجعل المكان مساحة واحدة بيضاء لا تفصل بين أرجائها حواجز. فالمطبخ مثلاً مفتوح على كلّ أجزاء المنزل بما فيها قاعة الإستقبال وغرفة الطعام والصالون. ومباشرة بعد الباب الرئيسي، تطالعنا ردهة الإستقبال وإلى يسارها المطبخ الذي شكّل بفضل هندسته جزءاً مكمّلاً لقاعات الاستقبال. فهو من الخشب الأبيض «لاكيه» بالطلاء اللماع، من المادة نفسها المستعملة لجدار التلفزيون الذي ابتكره المهندس، وهو ذو إستعمالات عدة، فاصلاً بين قاعة الاستقبال والصالون، وحاضناً لجهاز التلفزيون والتكنولوجيا الخاصة بالموسيقى والأقراص المدمجة. ومن الجهة الخلفية، أي الجهة الخاصة بقاعة الإستقبال، يستخدم الجدار كخزانة لمعاطف الزوار.
أثاث قاعة الجلوس صمّمه كالوستينيان مريحاً، فابتكر مقعداً مستطيلاً من القماش الأحمر، وإلى جانبه مقعد من الجلد الأسود وفي الوسط طاولة مستديرة من الجلد أيضاً تستخدم في الوقت نفسه مقعداً للجلوس. وفي قاعة الإستقبال تطالعنا طاولتان مستديرتان متشابهتان من الكروم، ازدانتا بالتصميم نفسه لطاولة غرفة الطعام، التي استلقت على قاعدة من الكروم المستدير. والمقاعد الحمر التي أحاطت بالطاولة ارتكزت أيضاً على قاعدة مستديرة من الكروم الأنيق. وبما أنّ المهندس هو من صمّم الأثاث، فقد أتى متناسقاً ومنسجماً في الشكل واللون. فالمطبخ الأبيض الناصع الذي طعّمه الكروم، بدا منسجماً مع الأبيض الذي طغى على الجدران والأرض في قاعات الاستقبال، باعتبار أنّ المطبخ بات بفضل كسر الجدران جزءاً منها أيضاً. ولم يكتف المهندس بتفننه هذا، بل ابتكر ستاراً أبيض يتدلّى من السقف متى أراد المالكون عزل المطبح عن بقية الأجزاء، علماً أنه يفضّل أن يبقى المطبخ جزءاً دائماً من قاعات الجلوس، «فمن الطبيعي أن يرى الزوار سيدة المنزل تحضّر الأطباق في المطبخ».
ولا بدّ في ختام الجولة داخل قاعات الإستقبال من أن تلفتنا الإنارة فوق طاولة الطعام، والتي يمكن التحكّم في اتجاهاتها بفضل عنقها الطويل من الحديد القابل للإلتواء والمتدلّي من السقف، هذه الإنارة ومصباح آخر من الزجاج المستدير وضعا على طاولة في صالون من إبتكار المهندسين Herzog & De Meuron. ويترك كالوستينيان للمالكين عادة أن يختاروا بقية الأكسسوارت لتحمل لمساتهم وتعكس شخصية كلّ منهم. وإذا كانت قاعات الإستقبال والجلوس استثنائية من حيث الإبتكارات الهندسية فيها، فإن قمّة البساطة والهدوء تجلّت في غرف النوم التي غابت عنها الزخرفة الزائدة والتكلّف في التصميم. هذا غيض من فيض أعمال المهندس كالوستينيان التي يقدّمها نموذجاً لرؤيته الهندسية الفريدة.