غرفة طفلك هي عالمه الخاص وليست مكاناً تنفذين فيه رغباتك أو تبرزين فيه شخصيتك أو ذوقك. مع ولادة طفلك، قد يكون من الممكن أن تعتمدي ديكور الغرفة الذي تحبين، لكن ما أن تبدأ أهواء الطفل بالظهور وما أن تشعري بميله إلى نشاطات معينة أو هوايات خاصة حتى يصبح تغيير ديكور الغرفة ضرورياً ليشعر فيها بأنه فعلاً في عالمه الخاص المصغّر، محاطاً بكل التفاصيل التي يعشقها. قد يحب طفلك سباق السيارات، فما عليك إلا أن تضيفي إلى الغرفة عناصر من هذه الفكرة سواء على الجدران أو على الستائر أو في السرير، ...كلّها أمور قابلة للتطبيق. وأي فتاة لا تعشق الزهري وتريده يحيط بها في كل مكان؟لمسات بسيطة في غرفة طفلتك تحوّلها إلى غرفة الأحلام. قد تشعرين برغبة في اللجوء إلى مهندس ديكور لتكون الغرفة كاملة ومتكاملة لا ينقصها شيء. لكن لا تظني أنه من المستحيل أن تنفذي هذا المشروع بنفسك. في الواقع، يكفي أن تستعيني بمخيّلتك وببعض الإرشادات التي نقدّمها لك. مهندسة الديكور اللبنانية ماغي طربيه تجيب على أبرز الأسئلة المتعلّقة بغرفة الطفل مشيرةً إلى أحدث الأفكار التي يمكن تنفيذها وأهم العناصر التي يجب أن تكون في غرفة الطفل بحسب سنّه.

- ما الأفكار الأكثر شيوعاً لغرف الأولاد؟
يعشق الأولاد عادةً سباق السيارات وكرة القدم وكرة السلّة، ويحبون أن تتجسد هذه الأفكار من حولهم في غرفة النوم.

- ماذا عن الفتيات؟
تعشق الفتيات كل ما له علاقة باللون الزهري  أياً كانت الفكرة. لكن لا يُنصح الأهل باعتماد الخشب الزهري لأنهم سيضطرون عندها لتغييره خلال سنتين. من الأفضل الالتزام بالكلاسيكية في لون الخشب واعتماد الألوان الأساسية. فبهذه الطريقة لا تكون هناك حاجة إلى تغيير أساسيات الغرفة في كل مرة. في المقابل يمكن تغيير ديكور الغرفة عندما يرغب الولد في ذلك بتغيير عناصر فيها وأكسسوارات. ومن الأفكار التي تناسب الفتيات لغرف نومهن كل ما له علاقة بالأميرات والقصور. وهناك أيضاً شخصيات معينة يعشقها الأطفال.

- هل اختيار فكرة معينة يسهّل الأمور في ديكور الغرفة أم على العكس يجعلها أكثر صعوبة؟
يسهل اختيار فكرة معينة وموضوع للغرفة ليسير الديكور في طريق واحد. لكن بعض الأهل لا يرغبون بديكور لغرفة الأطفال ضمن موضوع معيّن بل يفضّلون فكرة كلاسيكية لغرفة يمكن الحفاظ عليها لأطول وقت ممكن. هذا ما يعتبر أكثر صعوبة، خصوصاً أن غرفة الأطفال يجب أن تكون فيها حيوية حتى إذا كانت كلاسيكية إلى حد ما.
في هذه الحالة يجب العمل على غرفة يمكن تغييرها بسهولة مع الحفاظ على لمسة من الحيوية لأنها في النهاية غرفة طفل. علماً أن متطلبات الطفل في الغرفة تختلف عن متطلباته عندما يكبر لأنه يحتاج في سن صغيرة إلى مساحة أقل.

- هل من الأفضل أن تكون ألوان الغرفة هادئة أم قوية؟
جميل وضع الألوان القوية في غرفة الطفل شرط اعتمادها بلمسة بسيطة وبكمية قليلة. لكن المسألة لا تتوقف على لون الغرفة، بل إن شخصية الطفل تلعب دوراً أيضاً في ذلك وبحسب طريقة تعامل الأهل معه. لكن بشكل عام ينصح بالألوان في غرفة الطفل لأنها تؤثر إيجاباً في شخصيته وتساعد في جعله منفتحاً أكثر واجتماعياً ومتجاوباً مع الآخرين.

- هل من الأفضل اعتماد لون موحد في غرفة الطفل أم تنسيق ألوان عدة؟
لن يكون شكل الغرفة جميلاً في حال اعتماد لون موحّد، بل الأجمل اعتماد أكثر من لون. لكن لا ضرورة للإكثار من الألوان، بل ينصح بإبراز لون أساسي  من خلال تناقض مع لون آخر كأن يكون السرير أزرق ويبرز لونه بحائط أصفر خلفه. لكن عندما يطلب الأهل غرفة كلاسيكية لا موضوع لها أو فكرة يمكن الحفاظ عليها سنوات عدة، ينصح بعدم الإكثار من الألوان لأن الألوان تحتاج إلى التغيير باستمرار.
مع الإشارة إلى أنه عند اعتماد أكثر من لون ، من الأفضل أن يكون ثمة لون أساسي إلى جانب أكسسوارات مناسبة بألوان أخرى. وحتى في هذه الحالة يجب عدم اعتماد ألوان كثيرة.

- على أي مدى ينصح باعتماد شخصيات من الرسوم المتحركة في غرف الأطفال؟
في الواقع، لا ينصح باعتماد شخصيات الرسوم المتحركة في ديكور غرف الأطفال لأن زمنها محدود جداً ويجب تغييرها خلال فترة قصيرة.

كذلك في حال اختيار فكرة معينة لديكور الغرفة. لكن يمكن الحفاظ على ديكور الغرفة لفترة تصل إلى سنوات في حال اختيار فكرة. أما في حال وجود شخصية فسرعان ما يتخطاها الطفل ويطلب شخصية أخرى تناسب سنّه فلا تستمر أكثر من سنة. لذلك في حال الرغبة في اعتماد شخصية معينة، من الأفضل الاكتفاء باستخدامها بلمسة صغيرة في مكان معيّن بحيث يمكن إزالتها بسهولة دون حاجة إلى تغيير عناصر أساسية في الغرفة.

- كيف يمكن الاستفادة إلى أقصى حد من مساحة غرفة الطفل؟
العنصر الأهم لكسب المساحة في غرف الطفل يقضي بوضع الأسرّة بشكل تكون فيها ملاصقة للحائط إلى أقصى حد ممكن.

حتى أن طريقة وضع السرير تؤثر إلى حد كبير في ديكور الغرفة، كما أنه إذا كان الطفل صغيراً من الأفضل ترك مساحة خالية له وآمنة ليتمكن من اللعب بحرية، خصوصاً إذا كانت الغرفة صغيرة الحجم.

- ما نوع الطلاء الأفضل لغرف الأطفال؟
من الأفضل اعتماد طلاء الجدران الذي يمكن غسله في غرف الأطفال لأن الجدران تكون عرضة للاتساخ. ويعتبر الطلاء من نوع Stucco وPatine من الأنواع المفضّلة في هذه الحالة لأن الأوساخ لا تظهر بسهولة عليها. كما أنها تعطي مظهراً جميلاً. أما الطريقة الأكثر سهولة لتزيين غرف الأطفال فهي ورق الجدران لأنه يمكن نزعه عندما يتسخ كما يمكن تنظيفه.

- ماذا عن طريقة طلاء الجدران في الغرفة، فهل من الأفضل أن تكون كلّ الجدران من اللون نفسه أم أفضل اعتماد لون مختلف لكل حائط؟
تختلف ألوان الجدران بحسب السن وبحسب ديكور الغرفة. فإذا كان ديكور الغرفة هادئاً ويتميّز الأهل بشخصية هادئة وكلاسيكية، يمكن أن يكون لون جدار واحد بنفسجياً أو أصفر.
كما يمكن اختيار لونين مختلفين لجدارين. علماً أنه من الأفضل عدم المبالغة ولاكتفاء بجدارين بلونين مختلفين كحد أقصى. كذلك في حال اعتماد موضوع معيّن في الغرفة، أي في حال وجود فكرة معينة في الديكور من الأفضل أن يكون لون الجدران كلّها موحّداً. كذلك يمكن اعتماد الصور اللاصقة على حائط واحد أو جدارين كحد أقصى إذا تطلبت الفكرة ذلك.

- ما موضة اليوم لغرف الأطفال؟
كما بالنسبة إلى الملابس، لا تقتصر الموضة على شيء محدد، إذ يمكن اعتماد أي شيء بحسب الرغبة. يمكن اختيار فكرة أو يمكن تزيين الغرفة بصورة عمومية. ولكن نلاحظ عودة إلى الألوان الكلاسيكية.

- ما العناصر الضرورية في غرفة الطفل بغض النظر عن الديكور المعتمد؟
العناصر التي لا بد من وجودها في غرفة الطفل هي السرير وخزانة ملابس ومنضدة قرب السرير ليعتاد على القراءة فيستعملها لوضع الكتاب إلى جانبه قبل النوم. كذلك لا بد من وجود مكتب مع كرسي للأولاد الأكبر سناً. أما بالنسبة إلى التلفزيون، فلا ينصح بوجوده أبداً في غرفة النوم لأن لا حاجة له ولأنه يساهم في تشتيت ذهن الطفل.

- ما الشكل الأمثل للمكتبة في غرفة الطفل؟
في الواقع، لم تعد المكتبة من الموضة حالياً بسبب توافر أهم المعلومات في الانترنت مما يقلل من كمية الكتب التي يمكن أن تتوافر في الغرفة. ورغم أن المكتبة الكبيرة ليست من الموضة، يمكن الاكتفاء بوضع رفوف بعدد اثنين أو ثلاثة لوضع الكتب اللازمة.