الديزاين الحديث..

أكسسوارات, كريستال, الديزاين, القماش المعدنيّ, مهندس ديكور, الألومنيوم, مياه معدنية, قطع الأثاث, الديكور البيئي

19 يوليو 2010

خلال تاريخه لم يكن للديزاين هذه الأهمية وهذا الدور الحيوي. فبعدما كان يواكب تطورات الحياة ومتغيراتها،أصبح اليوم يساهم فيها ويشارك في صناعتها. وإذا كانت واحدة من مهمات الديزاين الأساسية - منذ نشأته - المواءمة بين الجمالي والوظيفي، فإن مهمات جديدة بدأ يتصدى لها تتصل بابعاد لا تقل أهمية عن مهماته الأخرى، بل تعتبر في بعض وجوهها أكثر حيوية، وذلك بفعل الايقاع المتسارع للوقائع، وتأثيرها الواضح في السلوكيات والعادات والميول.


فمن المواءمة بين الجمالي والوظيفي، الى المواءمة بين الصناعي والطبيعي، ثم الى المواءمة بين الداخل والخارج. وفي كل هذه المستويات، يبدو ان الديزاين استطاع ان يحقق المدهش و الفذ، بحيث تبقى لكل العناصر أهميتها ورونقها.
في المواءمة بين الجمالي والوظيفي، نجد أن الديزاين استثمر وبكفاءة بالغة ما قدمته التقنيات الحديثة من أجل الذهاب أبعد الى تحقيق معادلة تصل بالجمالي الى مساحة الفن المعاصر وتصل بالوظيفي الى أعلى مستوى عملاني.
وكذلك الأمر في المواءمة بين الصناعي والطبيعي، فقد استطاع الديزاين أن يكرس حساسية الجمهور تجاه البيئة ومتطلباتها، وذلك من خلال إستدعائه لعناصر الطبيعة نفسها ومنحها مكاناً في الذاكرة اليومية.

ومن جهة ثانية تعامل مع الصناعي في حدود تجعل منه أقل طغياناً في تفاصيل المشهد اليومي. وفي المواءمة بين الداخل والخارج، عمل الديزاين على تبديد الحدود الفاصلة بين الداخل والخارج، من دون أن يربك أحدهما. وعائد هذا الأمر هو بالتأكيد مزيد من التوازن النفسي للفرد في المجتمع وفي المنزل.
وفي كل هذه المراحل، عمل الديزاين على استنباط معايير مناسبة تهدف الى توفير المزيد من الرفاهية لأفراد المجتمع، وتؤدي الى جعل هذا العالم مكاناً أفضل يتحول الى ينبوع إستلهام ومصدر لمعظم التأثيرات الفنية التي تفيض بها الحياة الزخرفية، حيث يجسدها الابتكار بمواضيع كثيرة وصياغات طريفة، تتلاعب بالأحاسيس وتخاطب الأمزجة المحبة للطرافة  والدعابة.
مواهب بارعة في كل ما تصوره من اشكال وانماط غريبة تتوافق اليوم مع مسيرة الموضة نحو اجواء معينة من الديكور طريفة وصادمة، استطاعت ان تحصد الكثير من الاعجاب في كل مناسبة من ظهورها. كان آخرها في معرض ميلانو الشهير للأثاث والذي تصدرت فيه الكثير من المبتكرات الجديدة.
مبتكرات لم تركز على العناصر الرئيسية من قطع الأثاث، بل أبرزت معها الكثير من الأجواء الزخرفية الفاخرة، والغريبة الصادمة. وقد تجلى فيها العديد من قطع الاكسسوارات التي تميزت بروح الدعابة و طغت عليها الأشكال المثيرة والألوان الزاهية الناعمة والضاربة.

لا يخفي المصممون روح التحدي التي برزت من خلال تصاميمهم الحديثة والتي دارت حول موضوع المزاوجة بين الأشكال الصادمة والألوان والمواد الطبيعية الصديقة للبيئة. وقد عملوا على معالجة مواضيعها بالكثير من الظرف والطرافة التي بلغت حد المبالغة أحياناً.
وفي هذا الإطار نجد الكثير من المبتكرات، تصاميم لا تخطر على بال، تتحول فيها قطعة الأثاث الى حزورة، بحيث لا نستطيع من الوهلة الأولى كشف ملامحها أو تخمين  وظائفها المختلفة. مثل تلك الكتلة من الشعر التي تصدرت احد أجنحة معرض ميلانو للأثاث هذا العام والتي حملت توقيع الأخوة «كمبانا». فقد ظنها البعض نسخة لكوخ يعود الى ما قبل التاريخ، والبعض الآخر رأى فيها مكنسة بلا عصا، أو رمزاً لشخصية من الفيلم الكرتوني «عائلة ادامز»... والمستغرب ان احدا لم يخمن ان وراء هذه الحفنة من الياف الرافيا الرفيعة قطعة أثاث حديثة، برفوف من الألومنيوم وانها مدينة بشكلها الغريب الى مخيلة مصممي الديزاين الأخوة «كمبانا»، وقد صمموا هذه التحفة لصالح الشركة الايطالية «ايدرا» والتي اعتبرتها من روائع اصداراتها في مجال قطع الأثاث، لما تشكله من مواجهة صادمة بين الشكل والمواد، مواجهة تفيض بها ابتكارات «كمبانا» المتميزة بالجسارة والغرابة وتلك اللغة والمفردات العجيبة التي تخاطب بها حواسنا كلها.
لقد استفادت «ايدرا» من النجاح الذي حققته هذه القطعة لانتاج المزيد من المبتكرات الغريبة، و لتعيد النظر في بعض خطوطها الكلاسيكية القديمة، مشجعة المصممين على اتباع خطوات مماثلة.

وذلك ضمن اطار موضوع حول المواجهة بين المواد الطبيعية والألوان، باسلوب مميز وطابع عصري.
كما نجد في جو آخر بعض الأرائك من تصميم «رودولفو روتشيلي» مصاغة من فراء ايكولوجي، متعدد الألوان يستعيد في زخرفته نقوش فراء بعض الحيوانات البرية التي يجسدها التصميم بروح من الفكاهة.والتي قد لا تجد اجماعا كبيرا حولها باستثناء من يبحث في الديكور عن التأثيرات الصادمة.
بين محطات الإبداع واحدة أخرى مميزة، انها تلك المساحة التي يتفرد بها فيليب ستارك الذي صرح مرة تعليقا على أجواء مبتكراته، انه يريد بها فتح أبواب العقول البشرية على عوالم أخرى. فكل تحفة من ابتكار ستارك هي جواز سفر للدخول الى عالم الخيال الواسع  المكثف والمزدحم بالمفاجآت والأحلام الخصبة. فهذا المصمم والمهندس المتفرد، هو دائماً حاضر في كل مساحة من مساحات الابداع، يغذي بافكاره وتصاميمه الطريفة عالمنا، حاملا اليه بكل اناقة تصاميم تصبح رموزا صالحة لكل زمان ومكان. فمن خلال هذه الباقة من مبتكرات الإضاءة الغريبة الصياغة والطريفة، بقاعدتها  المصاغة على شكل سلاح أنيق
اخرجه ستارك من دائرة العنف ليزين به زاوية، أو ذلك  القنديل المصاغ لصالح «باكارا» وهو على شكل كأس من الكريستال والمغطى بطبقة من الألومنيوم في الداخل، كذلك تلك المزهرية  الرائعة بشكلها المنحوت، المنفذة من مادة البوليتيلين والمعدن.

لا يخرج ستارك عن قاعدته المألوفة في التصميم التي تصيبنا دائما بالدهشة والتي تضفي على المشهد الزخرفي العالمي بعدا مثيرا، يحمل الكثير من الحلم والحب والشعر والطرافة.
أما الطبيعة فكان لها حصتها من خلال تصاميم مارسيل وندرز الذي استطاع لفت الأنظار بابتكاره كراسي جميلة على شكل زهرة التوليب، بقوائم ممشوقة كالأغصان والوان مختلفة. وقد نفذت هذه التصاميم لصالح الناشر الايطالي للمفروشات الحديثة الفاخرة  «كابيليني».
وانطلاقاً من الأفكار الايكولوجية الصديقة للبيئة، يخرج بعض المصممين الشباب الذين يعملون تحت علامة «5.5 ديزاينرز» التجارية  بابتكار العديد من العناصر الزخرفية، باسلوب يتلاعب بالرموز من اجل تأثيرات مثيرة منوعة. من بينها طاولة متعددة الأشكال اضيف الى رجليها سلسلة من العناصر الزخرفية التي تساعد على استقرار وضعيتها واستمرار وظائفها.
مصباح، حامل لقفص، أو مجلة، كل هذه العناصر تتيح في آخر المطاف توازنا ابداعياً وواقعيا يقلب ببراعة الكثير من المعايير الزخرفية بمهارة وبراعة صادمة.
ولم تغب مبتكرات ماركة «موستاش» عن ساحة الابداع  حيث كشفت عن مظهر جديد لكراسيها الحديثة، التي تحمل اسم «بولد» وهي مصاغة من المعدن الملبس بطبقة اسفنجية مغطاة بقماش قابل للنزع،

وتتميز مجموعتها بألوان جميلة من الرمادي والخوخي والزهري والأسود والكحلي، ويمكن دمج هذا الكرسي الطريف الشكل في أجواء تقليدية رصينة للمزيد من التأثير والغرابة.
ومن المبتكرات الجميلة التي تجمع بين شاعرية اللحظة وروعة الالهام تحملنا المصممة «كونستانس غيسيه» الى عالمين هوائي ومائي، يندمجان في تحفة تحمل اسم «دوبلكس» وهي تعبر عن مواجهة ولقاء غير محتمل بين الطيور في قفص والأسماك في اناء ماء، وجها لوجه في فضاء داخلي لا يمكن تصوره...
من الأجواء الغريبة اللافتة أيضاً كان تصميم لصالة حمام تقليدية تسقط فيها الاضاءة والتلاعب بالتاثير الى قعر المحيط وسط غابة من النباتات البحرية والحيوانات والأسماك بالحجم الطبيعي.
انها الأجواء الجديدة التي يحملنا اليها الديزاين بملامحه الشابة الطريفة المحبة للفرح والدعابة.