منزل في حمص...

أسياخ شوي خشبية, كريستال, قاعة /صالة / غرفة نوم, الإنارة , ثريا الشهري, قطع الأثاث, الصالونات

10 أغسطس 2010

التي تميّز منزل راني ولور خوري في حمص. الدفء مصدره الإنارة الصفراء التي ترسل أشعتها في كل زاوية، والأناقة ظاهرة في الأثاث، شكلا ولوناً، أما الابتكار فمردّه الى تداخل الأسلوب الياباني مع التحف الشرقية، مما أضفى روعة على المكان.
هذا البيت لوحة مكتملة العناصر، تشرّبت من راسمها عصارة ذوقه وتفننه، فجاءت نابضة بالحياة، تكاد تنطق بأبلغ مفردات الديكور والهندسة.

محطتان تستوقفان الزائر: الخارج الزاهي والداخل الفخم. 
الخارج يفتح ذراعيه ويبسط أخضره في الأحواض وينثر المقاعد البامبو الوثيرة التي تفيء تحت مظلة. وقبل الجلوس للاستراحة لا بد من التأمل في المنحوتات الحجر والأحواض المشغولة بأشكال هندسية نادرة تدلّ على ذائقة مرهفة لدى المالك والمصمم على حد سواء. وبالوصول الى الداخل، تنفتح أمامنا مساحة واسعة من الدهشة، نكاد لا نجتاز متراً منها حتى يطالعنا ما يبهر أكثر. الجو العام عصري، طغى عليه الطراز الياباني المطعّم بالقطع الشرقية التراثية الفاخرة التي أتى بها المالك من أسفاره العديدة.
واتسمت قاعات الاستقبال بالهدوء نظراً الى ألوان الأثاث الترابية المتجانسة مع الخشب «الفينغي» الموجود بوفرة في هذا المنزل. فأحد جدران الصالونات ارتدى حلة من الخشب، وشكل فاصلًا بين الصالون وغرفة الاستقبال، وطعّم وسطه بلوحة متحركة من الخشب المحفور بالزهور، عبارة عن رسمة يابانية كسرت رتابة الخشب.

واللافت أن كل الأعمدة الفاصلة بين الصالونات وغرفة الطعام، اكتست بقطع من الخشب المستطيل من نوع الخشب نفسه. وتخللت الجبس في السقف ثلاثة أعمدة من الخشب انبعثت منها الإنارة غير المباشرة، إلى جانب الإنارة المشعة من زوايا الجبس.
وبالوصول إلى الصالون الثاني، تطالعنا لوحة أخرى لا تقل إتقاناً. فقد تربعت وسط الأرضية الرخام، قطعة مربعة من الباركيه، قابلتها على الجدار مكتبة عصرية من الخشب، مخصصة لجهاز التلفزيون. الجلسة هنا وثيرة جداً، حيث المقاعد البيج البسيطة التصميم المطعمة بأرائك من البيج والبني، توحي الراحة التامة.
بعض الأبواب الفاصلة بين الصالونات والمطبخ والردهات، زينه الزجاج المستطيل. وكما في بقية الجلسات، اخترق الخشب أو الباركيه وسط أرضية غرفة الطعام من الغرانيت البيج.
طاولة هذه الغرفة من الخشب البسيط التصميم، استراح عليها لوح كبير من الزجاج، وارتفعت حولها المقاعد الفاخرة من القماش المخملي المقلم بالبيج والبني.
وعلى الحائط المقابل اتكأ دروسوار توسطته دائرة من الخشب حملت تمثالاً من البرونز المعتق تعلوه الإنارة.
أما السقف فوق الطاولة فتدلت منه ثريا من الكريستال احتضنها إطار مربع من الجبس، علماً أنها الثريا الوحيدة في المنزل كله.
وأضفت الستائر الحرير بألوانها المتجانسة مع أثاث المنزل، جواً رائعا على الصالونات، علماً أن تصميمها يسمح لها بأن تختفي في السقف تاركة المجال للعين حتى تتأمل الخضار من خلال الواجهات الكبيرة. وقد استعان مهندس المنزل بشتول دائمة لخضرة للحفاظ على الجو نفسه صيفاً وشتاءً.

وليكتمل المشهد الطبيعي، استخدم المهندس الحجر البازيليكي وصمم نوافير المياه. ووزعت في أرجاء الحديقة مقاعد من البامبو والخيزران.
وبالعودة إلى الداخل، وقبل زيارة غرفة النوم الرئيسية، يستوقفنا حمام الضيوف الذي استخدم فيه البلور السيكوريت، واستلقت المغسلة البيضاء على طاولة خشب. واللافت هنا أن المياه خرجت من حنفية معلقة على مرآة كبيرة. وبرزت في هذا الحمام، أقمشة من المخمل برسوم دائرية من مشتقات اللون البنفسجي، ازدان بها أحد الجدران.
وبعد أربع درجات نزولاً من الخشب «الفينغي»، نجد أنفسنا في غرفة نوم المالكين. اللافت هنا أن الغرفة مؤلفة من مستويين. في الأعلى حمام خاص مفتوح على المكان.
الحائط وراء السرير عبارة عن مكعبات من القماش البنفسجي من لون غطاء السرير، وإلى الجانبين عمودان مقلمان بالبني والبيج انبعثت منهما الإنارة، إلى جانب الأنوار الظاهرة من الجبس. أما المرايا التي احتلت طول الجدار عن يسار السرير، فأخفت وراءها الخزائن.
من يجول في هذا المنزل ويسرح عينيه في زواياه وعلى أثاثه وديكوره والأكسسوارات، تعزّ عليه المغادرة، ويشعر بأنه يترك هنا جزءا منه.