'جان بول غوتييه' يصمم ل 'روش بوبوا'

الديزاين, أثاث, أكسسوارات, جان بول غوتييه, أقمشة المفروشات, روش بوبوا, عروض باريس, قاعة /صالة / غرفة نوم, الحرير , القماش المعدنيّ, السجادة الحمراء, الساتان, السرير, ألومينيوم, المخمل, غطاء السرير, الصوفية, الديكور الحديث, الوسائد, الفيسكوز المطاط

20 سبتمبر 2010

عرفته الموضة الباريسية كواحد من أشهر نجومها. يتربع على منصاتها منذ أكثر من ثلاثين عاماً ويرفد أجواءها بكل جديد وغريب ومميز. إنه «جان بول غوتييه» طفل الموضة المدلل وأيقونتها المثيرة الذي استطاع بجسارته وتفرده ان يسجل أجمل الصفحات في كتاب الأناقة وأكثرها إثارة وصخباً. تصاميمه تستفز الحواس، وتطوع الأمزجة، من خلال ملامح أناقة جديدة برؤية باروكية طريفة وعصرية. تحدى كل القيود التي تفرضها قواعد الموضة، وتجاوز كل قوانينها، ليؤسس مناخات مغايرة لكل ما هو سائد، مناخات تمتلك براعتها الخاصة  وسحرها الأخاذ، ودهشتها المستمرة. 

لقد حول غوتييه اجواء عروض الخياطة الراقية الى مايشبه المهرجان، فقدم  بصخب مجموعاته البديعة من الأزياء الراقية، والتي تميزت صياغاتها ببراعة التصميم والقصات المركبة المبتكرة التي نفذها دائما بخيارات مدهشة من الأقمشة النبيلة والمواد الحديثة المصنعة، مزاوجا بمهارة بينها بأناقة غير مسبوقة.
السراويل، السترات، والفساتين الغريبة الأشكال الخادعة للنظر أحياناً التي يوقعها «غوتييه» لا تشبه غيرها من الأزياء، فهي الى جانب ما تحمله من مظاهر الانوثة والرقة، تنطلق في صياغتها وتكوينها من بعض الرموز التي تختزنها ذاكرته النابضة، والتي تحتضن الكثير من العواطف والمشاعر غير المعلنة.

مشاعر تطفو على السطح احياناً ودون مقدمات، تحرك الخطوط لتزهر عالماً حسياً جميلا فوق اوراقه. كل ذلك ساهم في صنع صورة مميزة لأجواء وفن غوتييه الذي لا يتوقف عند حدود الموضة، بل تخطاها الى عالم الديكور، الذي فتح له ذراعيه.
وها هي «روش بوبوا» الفرنسية الشهيرة  الناشرة للمفروشات الكلاسيكية والحديثة، تطلب من غوتييه إعادة صياغة بعض مبتكراتها القديمة لتجديد صورتها، وإبتكارمجموعة من التصاميم لمفروشات واكسسوارات حديثة يتم تنفيذها بنسخ مرقمة محدودة لا تزيد عن 250 نسخة لكل نموذج.
صحيح انها ليست المرة الأولى التي يتعاون فيها الابن المدلل للموضة و«روش بوبوا»، فقد سبق ذلك رعاية هذه الماركة العالمية الشهيرة لتصاميم الديكور والديزاين التي نفذها غوتييه في الجناح المخصص لمجلة «ايل» للديكور الذي  اقيم في ال  Cité d'architecture في باريس والذي لاقت فيه تصاميم غوتييه نجاحاً باهراً. غير أن غوتييه، هذه المرة، منح حرية تامة وبلا شروط لوضع التصور الذي يجده مناسباً، والذي يمزج بين اجواء عالمه ورموزه وصورة مبتكرات «روش بوبوا» الراقية في العالم.
12 نموذجاً من قطع الأثاث والاكسسوارات، صيغت ونفذت بأشكال مدهشة، مشبعة برموز غوتييه وألوانه، خصوصاً الأبيض والكحلي والأحمر. فكان مقعد Ben Hur المصاغ من رقائق الألومينيوم المغطى بقماش من المخمل الأخضر، الأحمر أو الأصفر، والمزود بعجلات.

وهو استعادة لنموذج «بروتوتيب» كان قد صممه غوتييه في التسعينات، ضمن برنامج خاص بمؤسسة Via الراعية للابتكار، كما اعاد تأهيل الكنبة الشهيرة «ماه جونغ» بنسخ عديدة حديثة التشكيل دون ان يفقدها خصوصية طابعها الأصلي. فظهرت الكنبة الشهيرة Mah-Jong التي صممها الديزاينر هانز هوبفر في التسعينات، بزي جديد  باللون الأبيض والكحلي المزخرف بشرابة حمراء كالتي تزين قبعات  البحارة.
فملابس البحارة من المواضيع والرموز التي تناولها غوتييه في الكثير من تصاميمه واصبحت لصيقة بأسلوبه.
وتتميز هذه الكنبة بنظامها المؤلف من وحدات عدة من الوسائد والمساند المنجدة يدويا والتي يمكن جمعها وتشكيلها باساليب مختلفة. كما تضم هذه الوحدات جلسات زاوية يمكن جمعها أو فصلها عن الجلسة حسب الرغبة.
كنبة Mah-Jong Couture تتميز بالخصائص ذاتها للكنبة السابقة مع اختلاف في زخرفة القماش، المستمد من وحي حرائر  واقمشة الدانتيل واجواء ازياء «الهوت كوتور» الراقية.

قطعة اثاث أخرى، مميزة وطريفة، على شكل حقيبة سفر عملاقة ولكنها لا تفتقد شيئاً من وظيفتها لترتيب وحفظ الحاجات الخاصة، مزودة بجوارير على شكل حقائب سفر بأحجام أصغر، وينتهي الجارور الأعلى منها بمرآة تنغلق فوقه وتنفتح حسب الحاجة.
وقد أُلبس هيكل هذه القطعة الجلد المزين بخياطة  على طريقة «الهوت كوتور» ورصع  بتفاصيل صغيرة من الكروم، منحت هذا التصميم رونقا خاصاً.
وتنضم الى هذه التصاميم المتفردة نماذج من السجاد المنفذ من الصوف الخالص، مثل سجادة  دنكرك المزينة  بخطوط من اللون الأزرق الكحلي فوق ارضية بيضاء، تذكر بملابس البحارة. وقد زينت زواياها شرابات من اللون الأحمر.
كما نجد نموذجا آخر من السجاد مزخرفاً برسوم ونقوش استوحيت من جلود الحيوانات البرية، وهي منفذة من الصوف والفيسكوز.

غرف النوم
غرف النوم تأخذ ابعاداً مسلية ومثيرة بتصاميم مميزة للسرير الذي صاغه غوتييه من قطعتين، هيكل باطار من الألومينيوم الملبس بالكروم الفضي.
أما رأس السرير، فقد نُفذ على شكل «بارافان» من اربعة الواح متصلة ومفتوحة، مغطاة بقماش مزخرف بأحرف كاليغرافية وخطوط مطبوعة باسلوب رقمي.

بينما زين الفراش غطاء من ساتان الحرير الناعم وبعض الوسائد المزخرفة باشكال من الدانتيل والأشرطة المربوطة، وكذلك الحبال التي ترمز الى عالم البحر وملابس البحارة.
وتكمل هذه المبتكرات الخاصة بغرفة النوم، خزانة على شكل صناديق سفر متصلة، تزينها عجلات ومرايا. وقد صمم هيكل هذه الخزانة من الألومينيوم الملبس بالكروم الفضي، المزخرف بنقوش على شكل وشم مطبوع باساليب رقمية.
استطاع غوتييه من خلال هذه المبتكرات  المتعددة الأجواء، وضع سيناريوهات متنوعة لسينوغرافية مدهشة، اعتمد فيها المواءمة بين الأشكال والمواد والألوان، والتي تنبض فيها حيوية خاصة تتسلل اليها نفحات انثوية من خلال تلك الحرائرالمزخرفة بالوشم والدانتيل، وبعض اللمسات الطريفة التي جسدتها الاكسسوارات بأشكالها غير المنتظرة، كتلك الوسائد المطبوعة بأوراق نقدية أو المرايا المثبتة على عجلات والتي تذكر اشكالها بعربات نقل البضائع. فهي كلها تشكل علامة مهمة من علامات التجديد والتغيير لتضيف الى صورة ماركة «روش بوبوا» الراقية علامة جديدة هي الطرافة والجسارة.