قلب البيت أبيض!

أكسسوارات, أسياخ شوي خشبية, قاعة /صالة / غرفة طعام, قاعة /صالة / غرفة نوم, قطع الأثاث, القناة الأرضية السورية

29 سبتمبر 2010

وحده أو بمشاركة ألوان أخرى، لا يزال الأبيض عنصراً أساسياً في الديكور. ولكن من أجل إظهار «فضائله»  فإن الاختيار الدقيق  لتوليفات من الألوان  المشاركة والأكسسوارات سيكون في منتهى الأهمية. ديكور أبيض مئة في المئة لايعني في أي حال إستبعاد الألوان الأخرى. فمزاوجة ألوان مثل العاجي أو الرمادي أو الذهبي أو اللؤلؤي، مع الأبيض يرفده بكثير من السحر والأناقة، ويجنبنا مخاطرة تحويل المنزل الى ما يشبه العيادة الطبية.

فإلى جانب تسجيل اللون الأبيض لقيم رمزية كبرى مثل النقاء والصفاء، فإنه أيضاً يندرج في سياق عوامل النظافة. ومن أجل ذلك فإن حضوره في صالات الحمامات والمطابخ يصبح أكثر من ضرورة.
وإذا كانت ميول ال«زن» آخذة في الانتشار ويلعب الأبيض دوراً جوهرياً فيها، فإن ذلك لا يعني إرتداده وإنكفاء أدواره في الأساليب الأخرى المتعددة مثل: الريفية،الجبلية، الساحلية وأيضاً في قلب المدن حيث الأساليب الزخرفية الأكثر تكلفاً ومعاصرة. فهو ببساطته يكتنز جاذبية خاصة وسحراً متفرداً. وحين يستوطن المساحات يحولها الى فضاءات مشعة، هادئة، تدعو للتأمل.

والوضوح الذي يولده اللون الأبيض، كفيل بإعطاء العناصر الأخرى قيمها الحقيقية. بالاضافة طبعاً الى دوره في منح الشعور بالاتساع والرحابة.ومن أجل ذلك يفرد له المصممون مساحات كبيرة في مشاريعهم على تنوع أنماطها وأساليبها وطرزها. ولا شك في أن العمارة الحديثة، تشكل بيئة زخرفية مثالية للعب مع الأبيض. فهو يبرز الخطوط ويزيدها رونقاً ونقاء، كما أنه يظهر الأحجام والأشكال ويمنحها أبعاداً إضافية تزيدها أناقة وجمالاً.
والأبيض يتداخل مع كل أنواع المواد، يلقي عليها بظله الناصع الجميل، فيزيدها سطوة على ما سواها من اشكال والوان مناقضة له، سطوة جذابة اذا ما استخدمت بدقة واعتدال.
فاللون الأبيض وعلى عكس ما يبدو عليه، ليس دوما سهل الاختيار في الديكور. واستعماله يتطلب براعة خاصة ومهارة، وإذا كان تطعيمه ببعض المشتقات اللونية يعزز هوية الطابع الزخرفي الحديث والحيادي للمكان، إلا أنه يمكن أن يأخذه الى اجواء اكثر حيوية وصخباً.
وبسيناريوهات متعددة، يوفر لنا اللون الأبيض آفاق جديدة لأجواء مبتكرة، يتحول معها الداخل الى مساحات يندمج فيها الجمالي بالوظيفي، بطريقة تزيد الرفاهية والراحة.

محطات كثيرة تستوقفنا  في هذا المجال، فمن خلال السيناريوهات الجميلة التي قدمتها بعض الماركات العالمية الفاخرة مثل B&B Italia و Hülsta برؤية  مميزة، نجد فيها الأبيض يحتل السقوف والجدران اضافة الى قطع الأثاث والاكسسوارات، الأمر الذي يثبت، وعلى عكس ما هو سائد، أن الأبيض هو لون حقيقي جميل  ودافىء ناعم اذا ما أُحسن توزيعه.

ومن أجل  التوصل الى خلق جو دافىء وجميل، يركز الديكور على اختيار المواد والإضاءة، مع اسلوب بارع في الدمج بين مصابيح السقوف والمصابيح الأخرى الموزعة في اركان المكان، مما يتيح الحصول على تناغمات مدهشة من الأبيض النقي وظلاله، تناغمات قادرة على تغيير اجواء المشهد الزخرفي مع ازدياد حدة الضوء أو خفته.

كما كان للعب في ألوان الأرضيات الخشبية والسجاد بين البني الفاتح والداكن او الأسود ومشتقاته من الرمادي دور في تعزيز الأجواء الزخرفية ومنحها طابعا من النقاء والحداثة.
ففي نموذج Alma للمصمم روبرتو بيربياري، فنشهد صورة انيقة لصالة طعام تشغلها طاولة من الخشب الأبيض بهيكل من معدن الكروم الأبيض، تتناسق معها كراسٍ بخطوط عصرية بسيطة وخفيفة. وهنا تلعب ألوان الجدران الحمراء حيوية التباين بين اللونين، بنقاء خالص ورونق دافىء مدهش. أما في نموذج تصميم  يحمل اسم Andy لباولا بيفا، نجد أن السمة المميزة لهذا يحمل اسم التصميم الأنيق، اضافة الى طابعه العصري، تتلخص في اسلوب تشكيل اريكته القابلة للتحول الى سرير  مريح، والتي أبرزت بلونها النقي واكسسواراتها روعة التصادم الزخرفي بين الأبيض والبني الداكن، تصادم تكامل مظهره مع ألوان التحف والسجاد والأرضية الخشبية الداكنة.

ونجد في نموذج Luis جواً آخر يغلب فيه اللون الأبيض ومشتقاته الفاتحة على الوان قطع الأثاث والسقف والأرضية  والجدران، والتي تكشف روعة  تجانسها لمسات بسيطة من اللون البني الداكن الذي يزين لوحة فوق جدار ومنضدة من القش.
كثير من الأجواء يحملنا اليها هذا الأبيض الجميل، بمختلف مظاهره واساليب معالجته الذكية التي تعزز الدفء والأناقة والرفاهية والجمال في أي ركن  يتم اختياره، وذلك بانتقاء مدروس لعناصر الأثاث والأكسسوارات المكملة له، ولا سيما الإضاءة المندمجة في السقف او الموزعة في الأركان، والتي يمكن التحكم في قوتها وضعفها، مما يتيح إيجاد تناغمات متنوعة من الأبيض وظلاله بتفاعل مع باقي الألوان، تسمح بوجود تعددية من الأجواء التي تتيح لنا رؤية جديدة للون الأبيض.