مزرعة 'كورتازو' في 'ماليبو'...

أثاث, أكسسوارات, أسياخ شوي خشبية, قاعة /صالة / غرفة طعام, المطبخ اللبناني, الحديقة السرية , قاعة /صالة / غرفة نوم, السجادة الحمراء, الصالونات, الوسائد

10 نوفمبر 2010

هو واحد من نجوم المسلسل التلفزيوني الاميركي  «نار الحب» حيث يلعب دوراً يجسد شخصيته الحقيقية. انه مارتن لورنس بولارد، مصمم الديزاين والديكور الاميركي، الذي يعتبر واحدا من أفضل 100 مصمم في العالم. صدفة بدأ  لورنس بولارد  مشواره في عالم الديكور، وذلك  في  لوس انجليس، وكان يلعب دورا في احد المسلسلات التلفزيونية، عندما دعا المنتج وزوجته لزيارته وتناول طعام العشاء في منزله، فنالت أجواء ذلك المنزل إعجابهما وطلبا منه اعادة تأهيل مكاتبهما وزخرفتها.

فرصة لم يكن لورنس يحلم بها. فقد اتاح له ديكور تلك المكاتب فرصة ذهبية للتعريف بالعديد من مواهبه التي مهدت له الطريق الى مشاريع اخرى في مجالات الديكور والديزاين، ليصبح معها الابن المدلل لهوليوود  عاصمة السينما الأميركية، خصوصاً بعدما تهافت على تصاميمه كبار نجوم الروك والسينما العالمية. 
وقد انضم الى لائحة زبائنه المغنية والممثلة المعروفة  شير والمغني الشهير السير التون جون وكريستينا أغويليرا وغيرهم، اضافة الى صديقه الحميم  كريس كورتازو وهو من كبار تجار العقارات  في كاليفورنيا.
كورتازو يملك في منطقة ماليبو الشهيرة بيتاً و مزرعة واسعة. اشتراهما في فترة ركود اسعار العقارات في تلك المنطقة، ليكتشف في ما بعد، أنه يملك جوهرة عقارية فريدة، بعدما ارتفعت أسعار العقارات  في  ماليبو وتضاعفت مرات عدة.

لذلك قرر كورتازو إعادة ترميم و تأهيل ذلك المنزل المشيد على الطراز الأسباني، بديكور مناسب لموقعه وقيمته العقارية الجديدة،  موكلا هذا الموضوع الى صديقه مارتن لورنس بولارد، تاركا له حرية كاملة في خلق التصور المناسب الذي يحول هذا البيت المعتم القديم مع حديقته الواسعة الى واحة للاستجمام والراحة.
لورنس بولارد الذي يعرف  كورتازو  جيداً ويشارك حبه للرحلات والسفر والفنون التشكيلية والتصوير و الديكور، استطاع ان يرسم في ذهنه الصورة المستقبلية  المناسبة لهذا المكان، ببراعة فائقة، مترجماً من خلالها أحلام صديقه حتى في التفاصيل الأقل واقعية احياناً والأكثر صعوبة في التنفيذ.
حلول هندسية مدهشة، وقدرة فائقة على اختيار الأثاث والأكسسوارات والألوان. فما يهمه هو العثور على الأشياء والعناصر الزخرفية المميزة من كل مكان، حتى ولو اختلفت انماطها وعصورها. فهو يملك حساسية مميزة في المواءمة بين كل تلك العناصر، وإيجاد اجواء متكاملة جميلة وأنيقة.

حدائق مدهشة
في الخارج، تتمادى الأجواء في  مغازلتها للحواس، في حدائق مدهشة بما تحتضنه من مناظر طبيعية وأساليب زينة، تندمج معها بمهارة بارعة لتحض على الجلوس والاسترخاء والاستمتاع بلحظات من الهدوء والسكينة. حول طاولة مضيافة  مزينة بالأزهار والفوانيس الجميلة. وبعض الأواني من الكريستال.

وفي الركن المغطى بتعريشة قرب المسبح، جلسة وثيرة حول منضدة يمكن التجمع حولها لتناول فطور الصباح او وجبة خفيفة عند المساء. ويمكن اختيار أركان أخرى في حضن الطبيعة التي خلعت عنها لباس التقشف وتزينت بالأخضر الدائم المنثور بالألوان.
ابداعات  لورنس بولارد  تتجلى في تصاميمه التي تحمل صفة التفرد في تنوعها وقدرتها على تحقيق التوازن بين الأساليب الحديثة والتقليدية، والعرقية.
وهو الى جانب ذلك كثير الاهتمام بالتفاصيل، التي يتعامل معها بخبرة وفن ودقة في التشكيل مما سلط على مشاريعه الأضواء لتصير حديث الصحف، مثل نيويورك تايمز ومجلات الديكور المتخصصة.

النور الطبيعي
ركز  لورنس بولارد  في البداية على استعادة النور الطبيعي ونشره في كل ركن من داخل المكان. وقد تطلب هذا الأمر إزالة بعض  الجدران والعوائق الهندسية المختلفة، ليعيد ترتيب المساحة من جديد برؤية خاصة مميزة، مشبعة بالحيوية.
كما أعاد ترميم النوافذ والأبواب بما يتناسب مع طابعها القديم ودورها المتجدد في المشهد الزخرفي الجديد، هذا المشهد الذي يدور موضوعه الأساسي حول أجواء السفر وتلك البلدان التي زارها برفقة  كورتازو  وأعجبا بطبيعتها وفنونها معاً، وخاصة القارة السمراء افريقيا، التي بدا حضورها واضحاً عبر الصور الكثيرة التي زينت الجدران وجسدت مناظر طبيعية رائعة  وأجواء الأحتفالات القبلية.

إضافة الى الكثير من الفنون الحرفية التي تذكر بجوانب من الحياة البدائية في بعض مراحل حياة تلك القارة، هذه الصور التي تحمل تواقيع مصورين كبار أمثال  بيتر بيرد  وهيرب ريتس  هي التي شكلت الخطوة الأولى من مشروع الديكور هذا، وحددت طابعه وملامحه وهويته أيضاً.
كما اهتم  لورنس بولارد  بإعادة تصميم المناظر الطبيعية في الحدائق المحيطة بالمنزل، وزرعها بنباتات معمرة، وذلك التزاما منه بمناصرة الطبيعة والحفاظ على بيئتها لسنوات طويلة. فكان التوزيع ذكيا مدهشا يتوافق بروعة مع أجواء المنزل وفضاءاته الداخلية.
أما بالنسبة للأثاث، فقد استعاد  لورنس بولارد  الكثير من القطع القديمة والتي كانت تعيش مهملة في المنزل وداخل اقبية المزرعة، لينفض الغبار عنها ويعمل على ترميمها و وإعادة تأهيلها من جديد بحلة مناسبة.

الرفاهية
وفي هذا العمل، انطلق  لورنس بولارد  من رؤية شاملة لفضاءات المكان ، ثم الى اركان محددة، زرعها بقطع ونمقها بأجواء تحاكي أحلام صاحبها.
الرفاهية هي العنوان الذي اجتمعت تحته كل الحلول، هندسية كانت أو زخرفية، وقد بذخ  لورنس بولارد  في استعانته بالألوان والأكسسوارات التي أضفت على الأجواء مزيدا من  الحيوية.

فتولّد جو مشحون بذكريات مستمدة من الحياة اليومية لشعوب مختلفة شاركت في صنع المشهد الداخلي للمكان وأصبحت جزءاً منه ورفدت بأبعاد ثقافية وعرقية وفنية ثرية وغير مسبوقة.
كما تسللت بعض تصاميم  لورنس بولارد من قطع أثاث وأقمشة  الى قلب المكان لتشارك بلمسة معاصرة وبارعة في إذكاء تلك الديناميكية الناتجة احيانا عن التكامل أو التصادم، وذلك بتناغم وتمايز مع بعض الأقمشة المطرزة ذات الطابع التركي والتحف الأندونيسية والهندية المصدر والسجاد المغربي، اضافة الى الكثير من القطع وعناصر الديكور والتحف التي تم إحضارها لهذا المشروع من اسواق العتيق اللندنية.

الصالون
الصالون تحتله جلسات مختلفة قرب المدفأة، وقد زينت جانبا منه اريكة وثيرة من تصميم لورنس بولارد، غطيت بقماش من الكتان الأيرلندي، تناثرت فوقها بعض الوسائد الملبسة بالقماش الأفريقي القديم والتي تم الحصول عليها من اسواق لندن. ويلفت الأنتباه في الجانب الآخر من الجلسة، لوحات من اعمال  هيرب ريتس مع لوحة تحمل اسم ابن التيبت للممثل الأميركي رتيشارد غير.

كما وزعت في المكان كنبات من الطراز الأنكليزي  الفوتوي كلوب، زينت بوسائد  منفذة من الأقمشة التركية المشغولة. الكتان الأبيض والوسائد الأفريقية الطابع والمنحوتات الأندونيسية  والبسط المغربية الحمراء التي اشتراها لورنس من اسواق مراكش،  كلها ساهمت في تعزيز اجواء الديكور واعطاءه لمسة من التفرد.

غرفة الجلوس
غرفة الجلوس التي تزينها اعمال فنية متعددة للمصور الفوتوغرافي ليني ريفنستال، تتشكل جلساتها من مقاعد جلدية تحمل طابع  الفوتوي كلوب البريطاني  وأريكة وثيرة من ابتكار لورنس، زينت بقماش من الكتان الايرلندي وبعض الوسائد الملبسة بقماش افريقي قديم من اللون النيلي. وتتوسط هذه الجلسة طاولة منخفضة من خشب البلوط، زين سطحها ببعض التحف الصغيرة التي جمعت من محطات السفر المختلفة. في زاوية من الصالة، سلم قديم ملبس بالجلد من مجموعة امي بيرلان، اما أرضية  الصالة فقد فرشت ببساط  يحمل في حياكته طابع النسيج التقليدي الأفغاني. اما الجهة الثانية لصالة الجلوس وفوق المدفأة، فمزينة بلوحات صغيرة من اعمال  هرب ريتس.
وتكتمل أناقة و روعة الديكور مع عدد من المنحوتات الفنية الثمينة والتي توزعت بدقة في اركان المكان لتزيد من سحر تأثيره وجاذبيته.

غرفة الطعام
صالة الطعام تزين جدرانها لوحات لهرب ريتس وصور بورتريه لبيتر بيرد. تتوسطها طاولة مستديرة، من الطراز  الأدواردي تم اختيارها من مجموعة  دوس غالوس واستحضارها من  لوس انجليس بينما حملت الكراسي المحيطة بها توقيع  رالف لورين. يتدلى من السقف فوق طاولة الطعام، «أباجورة» كبيرة مصنوعة من الياف الرافيا وقد علقت بسلاسل معدنية.
اما الأرضية فقد لبست بالخشب  الفرنسي القديم الذي تم استصلاحه خصيصا ليعاد استخدامه. وزينت طاولة الطعام، ببعض الشمعدانات الخشبية والمعدنية الفضية التي تتوافق بأشكالها وألوانها مع طراز الطاولة، وهي من ابتكار  وليام سومونا. أما المرايا القديمة المكملة للديكور فقد تم احضارها من حوانيت لندن القديمة.

المطبخ
المطبخ تتدلى من سقفه فوانيس قديمة الطابع  ثبتت فوق سكة  معدنية، اما خزائن المطبخ فهي من تصميم  لورنس بولارد، وقد نفذها من الخشب الطبيعي المستعاد. كما زين المطبخ  بثلاث قطع قديمة من الأواني الخزفية، وبعض الصحون  المزخرفة.

طابع افريقي
غرفة النوم الرئيسية تحتل جدرانها صور واعمال فنية تحمل الطابع الأفريقي.

ويتوسط هذه الغرفة سرير من تصميم لورنس بولارد وقد زين بغطاء  قديم مطرز بزخرفة هندية، وزعت فوقه بعض الوسائد المنفذة بأقمشة ملونة وزخرفة تتناسق أشكالها مع غطاء السرير، وقد اختيرت من مجموعة اقمشة راؤول الفاخرة. يحيط بالسرير من كل جانب مناضد صغيرة من الخشب نسقت فوقها عناصر للإضاءة. وتتناسق هذه المناضد مع  قطع الأثاث في هذه الغرفة التي تحمل في تصميمها الطابع الأفريقي البدائي. ركن الجلوس في غرفة النوم تحتله اريكة من الجلد الأسود، زينت بوسائد افريقية الطابع زاهية الألوان، تتقدمها طاولة منخفضة من خشب البلوط بسطح من الرخام الرمادي. وقد نسق فوقه بعض الأكسسوارات التي جمعها صاحب المكان من محطات السفر. وتجلى عند زاوية الجلسة،  قنديل انارة قديم عثر عليه  لورنس بولارد  في أحد الحوانيت الصغيرة وسط مدينة لوس انجليس. 
حمام غرفة النوم، تتصدره لوحات صغيرة من أعمال  هرب ريتس و حوض للأستحمام ورفوف مطلية يذكر أسلوبها بانماط الزخرفة في منازل المستعمرات البريطانية. ستائر الحمام من الكتان الفاتح وهي تتناغم بشكل جميل مع سجادة الأرض الأفغانية المصدر وقناديل الإضاءة الهندية.

غرفة نوم الضيوف
غرفة نوم الضيوف مميزة بأسلوب زينتها وألوانها، يتصدّرها سرير من الخشب المطلي باللون الأزرق الفاتح، يزينه غطاء من النسيج الأفريقي باللون النيلي، وبعض الوسائد المتناسقة.

ويحيط بالسرير من كل جانب منضدة خشبية يزينها عنصر للأضاءة  من ابتكار لورنس  بولارد. أما الجانب الآخر من الغرفة فنسقت فيه جلسات حميمة تتوزعها ارائك ملبسة بأغطية من اللون الأزرق الفاتح والمزركش  ووسائد من اللون النيلي تتناغم مع غطاء السرير. الغرفة الثانية للضيوف زين سريرها بغطاء كان يستعمله الخيالة الأتراك لتغطية جيادهم، تتناسق معه بعض الوسائد المنفذة من الأقمشة المزخرفة بنقوش تركية الطابع أيضاً.
وقد زينت الجدار فوق السرير صور مأخوذة من الأدغال الأفريقية، بينما احيط هذا السرير بمنضدتين قديمتين ومتماثلتين من الطراز الأدواردي المصنوع من الخشب وهي من مجموعة دوس غالوس في لوس انجليس.

ويزيد رونق هذه الغرفة ارضيتها المغطاة بسجادة  مزخرفة «بباتشورك» من الألوان. وهي تساهم في إضفاء رونق من الحيوية والدفء على هذه الغرفة، كما تساهم بعض الأكسسوارات التي تزين  قطع الأثاث في التحرر من الحدود الضيقة للمكان والسفر الى اجوائها البعيدة خلف البحار، و زواريب المدن الصغيرة.

غرفة نوم أخرى
غرفة أخرى للنوم مميزة بطابعها الزخرفي البسيط ولمساته  المدهشة، فهنا لا مكان أبداً للتكلف والصياغات الفاخرة التي لا تحمل شيئاً من تاريخ أو ذاكرة الأماكن، التي يجمعها الديكور في مساحات صغيرة احيانا ويدعها تتفاعل في ما بينها لتخاطب حواسنا بمفردات جديدة ولتتوغل في ذاكرتنا وتستقر فيها.
هذه الغرفة وغيرها من الفضاءات التي نسجتها مخيلة  لورنس بولارد  بابداع، نفذتها ايد حرفية ماهرة، لتطرز بها المكان وتبعث بين جدرانه الصامتة نبض الحياة.

ايقونات تتصدر الجدران تحمل الكثير من الرموز، مصاغة على اشكال مرايا، وسرير من الطراز المتداول في المستعمرات البريطانية وعناصر إضاءة، تبث أنواراً مريحة. وقد غطى السرير قماش لسارٍ هندي رائع الألوان يتناسق مع غطاء من اللون الأحمر من مجموعة رالف لورين.