منزل الوزير اللبناني شربل نحاس

أسياخ شوي خشبية, قاعة /صالة / غرفة طعام, قاعة /صالة / غرفة نوم, القماش المعدنيّ, قرية القرميد, ثريا الشهري, قناطر, الصالونات, مقاعد من الخشب, قاعة /صالة / غرفة المدفأة, الوزير شربل نحاس

13 ديسمبر 2010

إذا كان الهدوء مطلبنا فهنا مكانه، وإذا كانت الطبيعة مقصدنا فقد وصلنا. إنه منزل الوزير اللبناني شربل نحاس في تنورين بشمال لبنان، ربيب الصخر وجار البيئة النظيفة، منذ عام 1983، تاريخ تشييده. كل شيء في هذا المنزل يشبه مالكيه الشديدي التعلّق بالطّبيعة. ولعلّ أكثر ما يميّزه هو أن الإقامة فيه تحلو صيفاً وشتاءً. في الصيف يبدو ملاذاً في حضن الطبيعة، بعيداً من تلوّث المدينة ومتمتعاً بالنسيم العليل، وفي الشتاء لوحة طبيعية لصيقة بالأرض، متمسكة برائحة التراب المبتلّ بالشتاء. الحجر الأصفر يستدعي الرائي من بعيد، والهندسة غير العادية تشد الزائر. فمن ينظر إلى هذا البيت المستقل، يخيل له أنه أمام منزلين يفصل بينهما رواق طويل من الزجاج.

ينفتح الباب الرئيسي على مساحة مترامية تضم الصالون وقاعة المدفأة وغرفة الطعام. وما أن يدخل الزائر حتى يشعر بأنه في واحة من ثلاث طبقات يربط بينها درج حلزوني، مما يعطي المكان مدىً واسعاً، وخصوصا أن السقف شاهق الإرتفاع.
الجلسات هنا توحي الراحة والإسترخاء لتأمّل الطبيعة المحيطة بالمنزل والتي تساهم الواجهات الزجاج في جعلها جزءاً من الداخل.  صالون المدفأة باللون الأحمر طرازه مزيج من العصرية والكلاسيكية، إطاره من الخشب وقماشه عصري. وجُعلت المدفأة جزءاً من المكتبة التي احتلت طول الجدار، علما أن إطارها من الحجر القرميد.

وقد طغى اللون الأحمر في هذه الجلسة من خلال السجادة المزخرفة التي افترشت الأرض، إلى جانب غطاء الطاولة من القماش، والذي نقشت عليه رسوم بألوانها النارية. وزيّنت الزاوية مزهرية من الزجاج المستطيل وضعت فيها ورود حمر تماشياً مع الجوّ العام الذي طغى على الجلسة.
ومن هذا الصالون درج واحد إطاره من الحجر الطبيعي أو الصخر يقودنا إلى الصالون الثاني حيث طغت الألوان الترابية التي قابلت الألوان النارية في أوّل جلسة، لتضفي جواً من الإنسجام والتناغم بين مكوّنات البيت. وتميّزت هذه الجلسة بعمود مطليّ باللون الأبيض استلقت عليه الطبقات الثلاث.
في هذا الصالون المقاعد وثيرة من الطراز العصري، وقد قابل اللون البيج مقعد مستطيل بالبني اكتسى قماشاً من العمل اليدوي الشرقي.
واللافت في هذا الركن، طاولة الوسط التي خرجت عن المألوف بتصميمها المبتكر، فهي عبارة عن صحن مستدير من النحاس المطعّم والمنقوش، مما أضفى على المكان نفحة شرقية جبلية تلاءمت والجوّ الخارجي المحيط بالمنزل.
وصعوداً، يقودنا درج واحد إلى غرفة الطعام ذات التصميم البسيط.
وقد طغى، إلى جانب اللون البني للخشب المستخدم في المقاعد والطاولة والدروسوار، الأزرق من خلال غطاء الطاولة من القماش المزخرف برسوم إستوائية.
وتميّزت المساحة المخصّصة لغرفة الطعام بواجهات كبيرة من الزجاج تقابلها جدران خشب للصالون وسائر الجلسات، وهو ما أبرز أسلوباً هندسياً فنياً فريداً.

الزجاج تزيّن من الخارج بالحديد الأسود المقسّم إلى مربعات، فشكّل عنصر حماية للمنزل، ولم تسدل هنا الستار كما في الصالونات، إفساحاً في المجال أمام شعاع أكبر من الضوء. وإذ انسدلت الستائر في بقية الجلسات، فقد صمّمت بطريقة بسيطة واتسمت بلونها الأبيض. وأضاءت وسط الطاولة ثريّا تدلّت من الطبقة الثانية عبارة عن أربع كريات بيض.
درج دائري إطاره من الحديد الأسود يقود إلى الطبقة العلوية حيث المطبخ. كما يوصل رواق مستطيل إلى الجناح الآخر من المنزل، المخصّص لغرف النوم. هذا الرواق يحّده الزجاج من كلّ الاتجاهات، وقد استغلّت مساحته لوضع بعض المقاعد الوثيرة بلونها الأبيض الزاهي، والتي تزّينت بغطاء من القماش المقلّم باللونين الأبيض والأسود. ومن هذا المكان المرتفع يمكن التمتّع بمنظر الطبيعة صيفاً وشتاءً، ففي الشتاء يحلو لأهل المنزل الإستمتاع برؤية الثلج يتساقط، وفي الصيف يمكن التأمّل في الشتول والزهور وحتى الصخور التي نحتها الخالق هنا وهناك.
غرف النوم بسيطة التصميم، وكما كلّ شيء في هذا المكان توحي الراحة والدفء في آن واحد، بعيدة عن الزخرفة والتكلّف. 
إلى هنا تنتهي الجولة في منزل آل نحاس. لكن وأنت تغادر، لا بدّ أن تستوقفك مجدداً الهندسة الخارجية التي اجتمعت لترسمها يد الخالق ويد الإنسان.
واللافت فيها ما صمّم من قناطر ودرج من الحجر المنحوت إلى جانب الصخور الطبيعية المنقوشة والمرسومة بريشة ربانية. والعطر الذي يستقبلك في بداية الزيارة يرافقك هو نفسه عند الذهاب، وهو أريج زهرة الخزامى.