خشب... ودفء وفخامة

أكسسوارات, أسياخ شوي خشبية, الإنارة , بامبو, القماش المعدنيّ, السرير, غطاء السرير, الصالونات, قاعة /صالة / غرفة الحمام, فحص الحزازة / فحص الزجاجة

22 ديسمبر 2010

الدفء والفخامة سمتان تلازمان كلّ ديكور خشبي، فكيف إذا كان المنزل كلّه خشباً؟ لكم أن تتخيّلوا.
منزل السّيد حبيب حوش في مجدليا، بشمال لبنان، تحفة من خشب زُرعت في واحة غنّاء يكسوها العشب ويزنّرها الأخضر من كلّ ناحية. كأنها محمية تنعم بهدوء وطمأنينة يشتهيهما الشعراء والرسّامون.

من بعيد يعلن المنزل عن نفسه، فريداً في محيطه مزهواً بخشبه الأنيق الدافئ ورافلاً بثوبه الأخضر. على المدخل الخارجي تستقبلك سروتان باسقتان اكتست الأرض تحتهما ثوباً أخضر مترامياً يوحي للوهلة الأولى أنه سجادة. وحين تقترب من المنزل الذي بناه مهندس هو شقيق المالك، تلاحظ أن سقفه من التويل على شكل هرم، وقد جُمعت أجزاؤه بعناية ودقة يصعب وصفهما.
من عليائه يشرف على مدينة طرابلس الشمالية، ليبدو كنسر فَتَحَ جناحيه وطار حتى لم يعد يحدّه حدّ. سقفه زرقة السماء ومداه حدائق مملوءة شجراً وفاكهة وخضرة.
أما وقد وطئنا العتبة، فقد أصبحنا في حرم المحمية. في أرض المدخل تطالعنا فسيفساء رسمت بتفنن واضح، وأحيطت بدائرة كبيرة. ومن هنا ندلف الى مساحة داخلية رحبة.
الضوء الخارجي يرافقنا إلى الداخل من خلال الألوان الزاهية التي استخدمت للأثاث، وخصوصاً أنّ الداخل جدرانه وسقفه من الخشب. أول صالون يطالعنا باللون الأبيض الناصع من الجلد الوثير، عبارة عن مقعد مستطيل وآخر أصغر إلى جانبه وضعت عليه أرائك باللون الأزرق تماشياً مع الصالونين المقابلين.

وفي الوسط طاولة قاعدتها وجزؤها الأسفل من الخشب ووجهها من الزجاج. إلى يسار هذا الصالون جلسة من البامبو قماشها باللون الأبيض، مؤلّفة من مقعد كبير إلى جانبيه مقعدان منفصلان تتوسطها طاولة من البامبو أيضاً.
وفي الزاوية هنا ركنَ جعل بتصميمه وكأنه جزء من الحديقة، بحيث تفتح نافذة كبيرة عبارة عن مربعات من الزجاج يتخللها الخشب. وأمام هذه النافذة مباشرة مقعدان مستديران من البامبو أيضاً قماشهما أبيض، تتوسطهما طاولة مستديرة عليها أريكة بيضاء.
تنسحب البساطة والعصرية في التصميم على غرفة الطعام المؤلفة من طاولة من الخشب ارتفعت حولها ستة مقاعد من الخشب أيضاً.
والجلسة الداخلية في المنزل أخذت لنفسها ركناً خاصاً واتسمت بالطراز الشرقي من خلال تصميم المقعدين المتقابلين، فهما على شكل دواوين قاعدتهما من الخشب أما قماشهما فباللون الأزرق المقلّم بمشتقاته.
واتسمت هذه الجلسة بالنور والإشعاع من خلال النافذة الكبيرة الحجم، مما جعلها كأنه في قلب الواحة الخارجية المحيطة بالمنزل. وأمام النافذة كرسيان في وسطهما طاولة مستديرة من الحديد البرونز المزخرف.
واللافت هنا أنّ ثريا دائرية تدلت من السقف على خلاف الإنارة الباقية للجلسات والتي انبعثت من إنارة مباشرة توزّعت داخل الخشب الذي شغل كلّ السقف.

وبما أنّ هذا المنزل يوحي الراحة والإسترخاء، فقد غاب عنه التكلّف وكثرة الأكسسوارات التي إقتصرت على بعض القطع الناعمة التصميم وتوزّعت على الطاولات، بالإضافة إلى اللوحات الزيتية. وقد توزّعت ثلاثً منها على جدار الصالون الأبيض، قابلتها ثلاث أخريات على جدار صالون البامبو. وغابت الستائر كلياً في الصالونات كي لا تحجب النور الخارجي الذي تغلغل في أرجاء المنزل وزواياه.
وما يلفت أيَضاً هو تصميم غرف النوم الثلاث التي أتت متشابهة حتى في أدقّ التفاصيل. وقد شغل الخشب جدرانها، وفي وسط كلّ منهما سرير ذو حجم مزدوج بسيط التصميم. وفي وسط جدار كلّ منها نافذة كبيرة تطلّ على الحديقة. وتباينت الغرف فقط بقماش غطاء الأسرّة، واحد أبيض والثاني أصفر والثالث أخضر.

وبما أنّه منزل الخشب بإمتياز، فلا عجب أن يكون ذلك جزءاً من تصميم الحمام، بحيث أنّ جزء الجدران الأعلى والسقف من الخشب والجزء الأسفل مطليّ باللون الأبيض إلى جانب الأكسسوارت التي تطعّمت بالفضي.
ومن الداخل إلى الجلسة الخارجية المشرفة من عليائها على الخضار المحيط بالمنزل وخصوصاً أشجار الزيتون والفاكهة، الجلسة لا تقلّ جمالية في بساطة أثاثها. فهي مؤلّفة من طاولة مستديرة وحولها الكراسي الناعمة التصميم من الخشب والحديد. وهنا أيضاً السقف من الخشب بشكله المقبّب انبعثت منه الإنارة. "هذا المنزل يعكس شخصيتي وهويتي، فأنا فنّان وحالم وهو تحفتي". هكذا يعبّر المالك السيد حوش عما في منزله، فهل من تعبير أدقّ؟