الشموع: عطور مضيئة...

شموع, صالون إستقبال, كريستال, فضة, قاعة /صالة / غرفة نوم, شمعدان, مائدة الطعام, معادن, قاعة /صالة / غرفة الحمام

04 يناير 2011

صديقة مخلصة للحظات السعادة والفرح، تضفي على الأجواء بعض الغموض والحميمية والكثير من الرومانسية. وإذا كان صحيحاً ان حضورها يكاد يصبح دائماَ فوق الموائد وفي زوايا السهرات، فإن هذا الحضور يكتسب في الأعياد بعداً خاصاً، يجعل منها رمزاً بإمتياز. إنها الشموع، هذه التي تتضاءل أمامها كل الأضواء، وتنسحب في حضرتها كل الأنوار، لتبقى شعلتها تتراقص وتشارك الجميع في الابتهاج. ومن المدهش حقاً، أن تبقى الشموع متربعة على عرش الضوء، في زمن تطورت فيه عناصر الاضاءة وبلغت مدى من التنوع و الابتكار لم تشهده في أي وقت آخر. والمدهش أكثر أن الشموع نفسها لم تنكفىء أمام هذا التطور الكبير بل  واكبته وسايرت كل منجزاته، وجذبت اهتمام المصممين والمبتكرين الذين لم يترددوا في منحها الكثير من جهدهم وتفكيرهم ومخيلتهم التي أثرت الشموع -أشكالاً وألواناً- ودفعت بها الى موقع متقدم، لتضيف الى المشهد اليومي المعاصر، الكثير من الحلم والفانتازيا والجمال.

فالشموع، اليوم، تكتسب من تيارات الموضة والتصميم بريقها وألقها، وتشارك بفعالية ساحرة في كل مظاهرها. هي على مائدة الطعام، تنشر الحلم لعشاء رومنسي، وتضيء الجو زهوا في عشاء عائلي حميم، أو في احتفال يجمع الأحبة والأصدقاء لتضفي على الأجواء  شاعرية مثيرة.

وهي في الصالون، تساهم في تلوين المساءات الجميلة والسهرات البهيجة، وتحول المناسبات الى أعياد سعيدة  تبقى تفاصيلها في الذاكرة. ولا يقتصر حضور الشموع في المنزل على مائدة أو ركن في الصالون، فقد غزت برونقها الأجواء كلها دون اسثناء، فدخلت كل الأماكن والمساحات من غرفة النوم الى الحمام.
من الشرفات و«التراسات» الى أركان الجلوس حول المسابح وفي الحدائق، متجددة دائماً في أشكالها وألوانها مع تجدد الفصول.وقد ساعدها في ذلك تجاوزها للمظهر التقليدي، وخروجها على الأشكال المكررة. وهذا التجاوز لم يقتصر على الألوان البديعة والأشكال الرائعة التي تلائم كل الطرز وتناسب كل الأساليب، بل تعدى ذلك الى النكهات والعطور التي تبنتها من الطبيعة، لتلبي كل الأذواق والميول و ليزداد حضورها سحراً وجاذبية. فهي بنماذجها المعطرة الموقعة من كبار المصممين، تستلهم عطور الورود وروائح الفاكهة ونكهات التوابل والأخشاب.
حتى نكهات الحلوى والسكاكر والشوكولا.إضافة الى الشموع الفنتازي التي تقترب بأشكالها من المنحوتات الفنية أو من شخصيات أفلام الكرتون، بشكل يجعلها تتسلّل الى عالم الكبار والصغار على السواء.

ومن هذا المنظور، لم يعد تعاملنا مع الزينة بالشموع حياديا، فهي تحولت الى عنصر مهم من عناصر التعبير الزخرفي بكل أنماطه ومناخاته التقليدية الكلاسيكية والحديثةملغية بذلك ما التصق بها من حضور كمالي، لأنها اليوم أصبحت تشكل ضرورة وظيفية لتطريز الأجواء بذلك الألق المدهش وأحيانا غير المنتظر والذي يشكل في كل الأحوال مصدراً مبهجاً للإضاءة يثري الأماكن بأجواء مثيرة ناعمة.
سوق الشموع التي تفيض بالأشكال والتي يصعب معها الاختيار بين العديد من الماركات الفاخرة المنتجة للشموع وبينها ماركة  Point à la ligne، Sia، Casa ومن هنا يأتي السؤال:

أي نوع من الشموع يمكننا اختياره لزينة المنزل وموائد المناسبات؟
... الجواب هو بتحديد النمط الذي نرغب في إعطائه للديكور  والذي يتناسب مع الأجواء الداخلية. فمحبو الأجواء الكلاسيكية يمكنهم تزيين الأماكن بشمعدانات من الكريستال او المعادن الملبسة بالفضة بعد إضافة شموع كلاسيكية بيضاء، كما يمكن استخدام قوالب الشموع الصغيرة والتي تستخدم عادة في تسخين أطباق الطعام، وزرعها في أوانٍ جميلة من الزجاج وتنسيقها فوق رف مدفأة أو سطح قطعة أثاث. أما الذين يفضلون الأشكال والأجواء المتفردة،  فيمكن اختيار شموع معطّرة  بنكهات الفاكهة أو البهارات أو الشوكولا وجمعها في علبة  معدنية واستخدامها في كل المناسبات لتأخذ مكانها فوق مائدة الطعام أو أي ركن آخر من فضاءات المنزل.

كما يمكن توزيع الشموع المزخرفة على شكل أزهار فوق ديكور مائدة أنيقة بشكل رشيق وباهر، مع الأخذ في الاعتبار ألوان المفارش والأطباق وعناصر الزينة حولها. أما اذا كان المطلوب خلق جو هادىء و«زن»، فهناك أشكال من الشموع تشبه الحصى يمكن استخدامها أو أخرى تطفو على وجه الماء بنكهة ثمرية حامضة تضفي على المكان جواً مثيراً للاسترخاء ومخمليا.بينما يستدعي الجو «الأكزوتيسم» خيارات من الشموع  التي تدور في فلك الطابع العرقي الغريب، كالتي تحمل نكهة جوز الهند و تأخذ شكله وألوانه.
اما اصحاب الميول الباروكية، فأمامهم خيارات واسعة من الأواني والشمعدانات الغريبة الأشكال والشموع السوداء القاتمة وغيرها من الألوان الغريبة والتي يمنح حضورها إحساساً بالغموض والإثارة.
كما يمكن اختيار ألوان الشموع المناسبة دائما لبيئتها الزخرفية، والتي يمكنها أن تؤدي من خلال ألوانها رسائل خاصة. فقاموس الشموع غني بالمفردات التي يعتمدها البعض لترميز زينتهم وتصويب رسائلها بالشكل المناسب. فعلى سبيل المثال يرى بعض العارفين أن اختيار الشموع السوداء في تنسيق هي تعبير عن حزن ورغبة في إثارة الغموض حول مكنوناته.
اللون البنفسجي هو انعكاس لطبيعة روحانية تسعى الى استحضار الخير والسلام. اللون الأزرق الملكي هو تعبير عن الإخلاص الدائم والصدق، بينما يرمز اللون الأخضر الى الأمل والشباب، أما اللون الرمادي فهو عنوان النضج، والزهري يؤكد النعومة والأمان، ويأخذ الأبيض دائماً رمز الطهارة والسلام، أما الأحمر، فهو لون العشق تستعر براكينه دائماً بالشوق والحب والحنان.