للون الذهبي مذاهب شتى!...

خطوط الموضة, تزيين, أثاث, أكسسوارات, ذهب, كلاسيكية , منازل تراثية, جمال ورفاهية, الرفاهية المنزلية, فخامة المساحات, ديكور كلاسيكي, خشب مزخرف, زخرفة , فاخرة, لون الأصفر, اللون الأبيض, فيليب ستارك, الأثاث الكلاسيكي , أساليب زخرفية, مشاهد مثيرة, المناهج

08 فبراير 2011

بين الأناقة والذهب علاقة قديمة، لا يختصرها ذلك الألق الذي يتولّد من حضور الذهب في عالم الأناقة. بل يتعدى الأمر هذا، وصولاً الى فضاء رموز و دلالات يملكها الذهب - مادة ولوناً -لعبت دوراً مهماً في صياغة توجهات الشعوب والمجتمعات البشرية  وتقاليدها وعاداتها ليس في ما يتعلق بالأناقة فقط، وإنما كل ما يتصل بها من مظاهر الرفاهية.
ومن هنا ظل الذهب، واللون الذهبي في ما بعد، مصاحباً للعادات والتقاليد ومظاهر الرفاهية على مرّ العصور، ومع إختلاف الميول والأمزجة والأساليب.
فهو هنا يوشي الزخارف، ويطرز الأقمشة، ويحلي الأثاث.. وروعة التذهيب لا تزال ضمن دائرة الابداع الحرفي الرائع والذي لاغنى عنه خاصة في الأساليب والطرز الكلاسيكية الأصيلة والباهرة.
وما نشهده اليوم هو وجه لهذه الموضة بملامح عصرية أكثر بساطة وأقل كلفة. فقد استبدل فيها ورق الذهب الثمين بسبائك من المعدن والنحاس، تمت صياغتها وإعدادها بتقنيات حديثة عالية ألبستها حلّة الذهب.
تعددت الأشكال و شاعت نظم استخدام هذه المعادن بأسلوب يضمن التأثير البصري الباهر، ويرسم عناوين جديدة لهذا الفن تخاطب  أذواق المحبين للحداثة وأمزجتهم.
لم يَفُتْ مصمم الديزاين الفرنسي الشهير فيليب ستارك استخدام هذه التقنيات الجديدة في الكثير من مشاريعه الزخرفية الرائعة والتي يفرد فيها مساحة واسعة ومطلقة أحياناً للون الذهبي، متلاعباً بتأثيراته المختلفة، لخلق مشاهد زخرفية متفردة في طابعها الكلاسيكي الحديث والديزاين أو الباروكي الصادم المشبع بالغرابة، يسايره في هذا النهج العديد من المصممين الطليعيين الشباب، منهم الأسباني خايمي هايون الذي أثرى عالم الزخرفة والديزاين بأروع الأعمال والمبتكرات المدهشة المزخرفة باللون الذهبي اللامع ليبرزه في أكثر من مجال و ليثمن به المشاهد الزخرفية، على اختلاف صيغها وموادها.

فكان استحضاره للون الذهبي في مشاريعه الزخرفية  الفاخرة التجارية  والخاصة الفاخرة لافتا، كذلك لتلك الاكسسوارات المدهشة التي تصدر فيها الذهبي مراوح الطائرات الخاصة، بعدما استوطن من خلال قطع الأثاث المتفردة المنازل والمشاريع السينوغرافية الباهرة، والتي ساهمت في بسط سلطان الذهبي من جديد. اليوم وكما تصاغ الجواهر، تصاغ المناخات الزخرفية على أيدي مبدعين حالمين.
لا يتوقفون في طروحاتهم الزخرفية الحديثة أمام عائق، فهم يطوعون الأفكار بتصوراتهم الطليعية ويغرسون في حدائق الفنون الزخرفية أزهاراً كثيرة الأشكال، كفيلة بخلق مواسم إبداع  جديدة  ومناخات رفاهية  مشبعة بالحيوية والأناقة والجمال.
قد يتحمس البعض لفتح أبواب منزله للون الذهبي، لأسباب عديدة مختلفة بعضها يرتبط بميل الى هذا اللون الذي يذكر بديكور قصر فرساي وتلك الحقبة من الزمن المرادفة للثراء والفخامة، حتى وان كان الذهب الذي يدخل البيوت اليوم ليس ذهباً حقيقياً، لأن الذهب الحقيقي أصبح نزيل المتاحف نجده فيها أكثر مما نجده في القصور والمنازل الفخمة.
فهذه الفئة من المعجبين بتأثيرات اللون الذهبي، الرديف للمعدن الثمين، لا يترددون في تزيين صالات منازلهم وغرفه ببعض من تلك المظاهر التي تستحضر الفخامة، من خلال تحفة أو إطار مذهب أو قطعة أثاث من الخشب المؤكسد باللون الذهبي، بل انهم لا يترددون في إعطاء هذا الطابع المذهب العتيق لواجهة مدفأة أو إطار مرآة أو عنصر من عناصر الإضاءة أو تحفة كلاسيكية الهوية، لتطعيم الديكور بنفحة من أصالتها.
أما الذين يسايرون تيارات الموضة الحديثة، فهم يقبلون على جديدها بهدف صياغة مناخ يشبه عالمهم واحلامهم الأكثر خصوصية.
فأجواء الموضة المعاصرة شرعت الكثير من الأبواب وحررت موضة الديكور الداخلي من الكثير من الطرز الملزمة أحياناً، تاركة مساحة واسعة للتعبير الشخصي في كل مساحة وسيناريو زخرفي. لكنها أرفقت كل ذلك باقتراحات تساهم بالمساعدة على رؤية واضحة وخيارات مفيدة لكل جو من الأجواء.
المتعبون من الأجواء الباردة أو القاتمة وعشاق التجديد والديزاين الحديث، قد يجدون في سيناريوهات الذهبي مناخات جديدة على وقع أجواء «التام تام». أما الألوان، فتدور حولها مقترحات كثيرة، تدور حول مزاوجتها مع الذهبي لخلق بيئة منزلية جذابة تعم فيها الأناقة والتناغم الجميل... 
ففي صالة الطعام مثلاً يمكن إضافة عنصر زينة من اللون الذهبي فوق طاولة من الخشب البني أو الأسود، أو شمعدانات وإناء زهر في وسط الطاولة. وللعب ورقة البساطة، يمكن عندها استخدام أدوات من فنون المائدة بسيطة الشكل ناعمة الألوان.

- في أي صالة أو غرفة يمكننا استخدام العناصر وقطع الأثاث الذهبي أكثر من غيره؟
يبدو ان اللون الذهبي  يأخذ مكانه بشكل أفضل في الصالون كما في بقية الغرف بنسب مدروسة، فالمكان الذي تعوّد أصحابه على الألوان الكلاسيكية الفاتحة مثل الأبيض ومشتقاته، يمكنه أن يشعر بالضجر من الذهبي اذا كان طاغياً.
لذلك تأتي الزينة فيه بتدرج مدروس  يتناغم مع الأجواء البسيطة الناعمة.. بتلبيس جدار أو إضافة عناصر تلعب داخل تلك الدائرة دون أن تطغى بحضورها على روحية المكان  الزخرفية.
واذا تحدثنا عن الذهبي في صالات المنزل وغرفه فلا ننسى صالات الحمامات التي تسلل إليها بريق الذهب اللامع لتتنفس بدورها وتغرق في أجواء من الرفاهية ومظاهر الغلامور الساحر.

من ناحية التأثير البصري، يصنع الذهبي جواً خاصاً به لا مثيل له بين الألوان الأخرى ولذلك لا يجوز جمعه مع الألوان التي لا تتماشى مع طابعه ورونقه خصوصاً اللون الزهري الباهت وكذلك الألوان الفوسفورية الصاخبة، فهو يبلغ ذروة روعته وتأثيره مع البني  والارجواني، ويسمح معهما بخلق أجواء حميمة ودية دافئة، تذكر بأجواء الشتاء حول المدفأة.

 لكن مزاوجته مع الفوشيا والبرتقالي، تحوله الى لون احتفالي متكلف... مع الخروج من الكليشيه التقليدي الذي يجمع الأحمر والذهبي الذي أصبح رمزاً يرتبط بفترات أعياد نهاية السنة.
يبقى الجمع بين اللون الأسود والذهبي الذي يتميز بلعب ورقة الديزاين الفاخر الرصين والذي يتجه العديد من المصممين الى الاستعاضة عنه باللون البنفسجي لمزيد من الجاذبية والرقة.